إن الأسئلة تبدو كثيرة ونحن نقلب في سيرة ومسيرة أحزابنا المعارضة اليوم. ذلك أنها الآن تأسي علي الانفصال المرتقب الذي تروده الحركة الشعبية لتحرير السودان وهم أحباؤها واقرب المقربين إليها والمتعاونين معها منذ صافرة البداية وهي في أحضان الرئيس الإثيوبي السابق مانقستو هايلي ماريام ثم وهي أبرز الأعضاء في التجمع الوطني الديمقراطي والدينمو المحرك لنشاطه السياسي والعسكري وبعد اتفاق السلام الشامل جمعهم معها ما يعرف بتحالف أحزاب جوبا التي كانوا يحجون إليها من حين لأخر ولم يكن في بالهم أنها ستكون معهم علي مفترق طرق كبير كما يحدث الآن. لقد كان هم تحالف جوبا يومئذ كما تحالف أحزاب المعارضة الشمالية اليوم هو إسقاط الحكم ليس بالانتفاضة الانتخابية كما كان يردد السيد الصادق المهدي قبل الانتخابات والي الاقتراب من صناديق الاقتراع ولكن بالانتفاضة الشعبية الآن بعد أن فقدوا الأمل في تحالف جوبا الذي لم تكن له أهداف وطنية كبري يتباكون عليها اليوم كوحدة الوطن وجعله دولة واحدة ذات مرجعية قومية. إن تفكر أحزاب المعارضة وزعماؤها من كبار السن والتجربة في معارضة الحكم بالوسائل المشروعة والمقبولة لإخلاف عليه بل مطلوب في الحال والاستقبال لكن ما سبق أن ذكرنا وهو معلوم للكافة يقدح في الذمة السياسية لهذه الأحزاب وزعاماتها . فان كان المقصود هو شرعية الحكم وعدم شرعيته فتلك قضية تحكم فيها المحكمة الدستورية لأن الحكم في وضعه الحالي نتاج انتخابات عامة ورئاسية جرت تحت سمع وبصر العالم ولم تكسب جهة واحدة أياً من طعوناتها أمام جهات الاختصاص بل والأسوأ هنا بتقديرها هو أن بعض الأحزاب (زاغ) من الانتخابات وقاطعها في اللحظات الأخيرة والبعض مضي فيها الي نهاية الطريق وكسب ما كسب وخسر وما خسر رئاسياً وتشريعياً. بالأمس كان السؤال الذي طرحناه في هذه الزاوية هو (.. المعارضة في شنو ..؟!) وكان يتعين علينا اليوم طرح ما نحن بصدده وهو (.. وألا يقدح ذلك في ذمتهم؟!) أقصد الذمة السياسية.. فهل ليس إمام أحزاب المعارضة غير أن تجدف عكس التيار الديمقراطي والدستوري وعكس المصلحة العامة التي لم يعد من سبيل لتحقيقيها بظنهم غير (تجربة المجرب) كالانتفاضات الشعبية التي لنا معها تاريخ طويل ولم نكسب منها شيئا. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 28/12/2010م