كشفت الخرطوم عن ترتيبات لتشكيل لجنة سودانية أميركية يرأسها من الجانب الأميركي المبعوث سكوت جرايشن لإدارة حوار بشأن جملة من القضايا السودانية المعقدة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وحددت منتصف فبراير المقبل موعداً لانعقاده، مشيرة إلى أنها قد طلبت صراحة من الولاياتالمتحدة التدخل لإيجاد حلول للأزمة في دارفور. وتناقش اللجنة السودانية - الأميركية المشتركة كيفية معالجة الديون السودانية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ورفع التمثيل الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة، بالإضافة للمساعدة في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية. ووفقاً لتصريحات صحفية لوزير الخارجية السودانية علي كرتي، فإن واشنطن قد وعدت ببذل قصارى جهدها لمساعدة السودان في قضية الديون ومواصلة العمل الإيجابي لحل قضية دارفور، بينما عارضت الخرطوم استغلال قضية دارفور في تعليق الحوار مع أميركا. وقال كرتي إن المبعوث الأميركي إلى السودان اسكوت جرايشن قد أبدى تفهماً كبيراً بشأن المساعدة في تلك القضايا، مشيراً إلى أن التزامات الحكومة تجاه اتفاقية السلام الشامل والوضع في دارفور ساعدا في تغيير النظرة الأميركية السابقة تجاه السودان من السالب للموجب. ودعا كرتي أميركا للعمل من أجل إحلال السلام في دارفور، وقال: “طلبنا منهم صراحة مشاركتنا في حل أزمة دارفور لبلوغ الغاية التي يطالبوننا بها منفردين". وكشف عن عزم السودان بناء جسور للتوصل بين السودان وأميركا عبر القنوات الثقافية والتعليمية بعيداً عن تعقيدات السياسة بتنشيط البعثات الثقافية والعلمية والرياضية ومنح طلاب سودانيين تأشيرات دخول لأميركا بهدف المساهمة في رسم صورة إيجابية عن السودان، موضحاً أن مخرجات اللجان ستساعد في وضع جدول زمني في متابعة القضايا ورفع ما وصفها بالتكاليف العالية التي تقع على كاهل السودان نتيجة العلاقات السيئة مع الجانب الأميركي. وأشار كرتي إلى أن الوقت ملائم لإجراء مثل تلك الحوارات أكثر من السابق سيما بعد إيفاء السودان بالتزاماته كافة تجاه اتفاقية السلام، لافتاً إلى أن السودان يريد الاستفادة من النظرة الإيجابية لتحسين علاقاته مع أميركا. المصدر: الاتحاد 18/1/2011