وتتضارب الأنباء حول عودة وشيكة لمني أركو مناوي بالرغم من قوله مؤخراً إنه لن يعود قبل أن يحل المؤتمر الوطني مشكلاته الداخلية.. تتواتر الأنباء وتتضارب بدون أن يسبق ذلك أية إجابة حول السبب الذي دعاه إلى الخروج أو الذي يدعوه اليوم إلى العودة بعد أن خرق اتفاقية أبوجا بتمرده الأخير!! شهدت الفترة بين خروج مناوي وعودته تمرداً لقواته مات خلاله عددٌ مقدر من المواطنين لكن رغم ذلك يعود الرجل وكأنّ شيئاً لم يكن أو كأنّ الأبرياء الذين سقطوا جراء التمرد الأخير كانوا مجرد كلاب مسعورة لا قيمة لها!! ما أرخص الإنسان في السودان وما أغلاه عند الله تعالى الذي يقول «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً» ما أرخص الإنسان بل ما أعجبها من جرأة عند هؤلاء المتمردين الذين قَتلوا وشَرَّدوا أهليهم وخربوا وشوّهوا سمعة بلادهم في العالَمين بدون أن يطرف لهم جفن!! مناوي هذا شأنه شأن الحركة الشعبية كان يتمرّغ في خير السلطة ونعيمها وفي ذات الوقت يسعى إلى تقويضها طوال الفترة الانتقالية منذ أن وطئت قدماه هذه الأرض عقب عودته من التمرد وتوقيعه اتفاقية أبوجا، ومعلوم أن الرجل كان ولا يزال يقود حركة تحرير السودان الحليفة للحركة الشعبية ولا اختلاف بينهما في الأجندة والأهداف بل حتى الاسم يطابق اسم حركة قرنق ما عدا كلمة «الشعبية» ولذلك لا غرو أن يكون جزءاً من المعارضة ورفض الرجل أن يخوض الانتخابات بسبب رفضه حل مليشياته لتنخرط في القوات المسلحة السودانية بموجب اتفاقية أبوجا ولو كان قد خاض الانتخابات لانكشف وزنُه الحقيقي في دارفور لكن!! لا أظن الناس نسوا انضمام الرجل إلى قوى إجماع جوبا بقيادة الشيوعي فاروق أبوعيسى والقائد الفعلي باقان أموم بل واستضافته لهم في داره ومشاركته الفاعلة في كل أنشطتها التي كان بعضُها يتم داخل القصر الجمهوري!! لذلك أعجب أن يفكر في العودة بأجندته القديمة وبدون أن يُشترط عليه أن يكون جزءاً من برنامج الحكومة الجديدة حتى لا يقوم بدوره السابق الذي ما عاد ممكنًا في غياب الحركة الشعبية والجنوب الذي انزاح عن طريقنا وأذهب الله عنا أذاه وعافانا، فمناوي كان ولا يزال يتبنّى طرحًا علمانياً بل إنه جزء من مشروع السودان الجديد الإفريقاني العلماني المعادي لهُوية السودان وشريعته فهلاّ فتحنا أعيننا وأخضعناه وغيره إلى البرنامج الذي أعلن عنه الرئيس في القضارف بدلاً من تكرار الخطأ السابق الذي جعل الحكومة تتفق في نيفاشا وأبوجا مع حركتين لا تضمران لها غير الشر ولم نذق من مشاركتهما سوى السم والعلقم!! لو كان هناك أدنى سبب للتعاون مع حركة مناوي ينبغي أن يكون ذلك مع من انشقوا منه بالرغم من أن الأولوية ينبغي أن تعطى لتوسيع المشاركة في الحكومة بمبادرات جريئة تجاه الأحزاب الكبرى المتفقة مع المؤتمر الوطني حول هُوية الشمال بعد أن انزاح كابوس الحركة الشعبية فهلاّ اتجهنا بكلياتنا إلى أهل القبلة وقدمنا لهم مِعشار ما قدمناه لمن ناصبونا وهُويتنا العداء وهلاّ ملأنا شواغر هؤلاء المتمردين بما فيهم الحركة الشعبية بمن يستحقون!! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 19/1/2011م