مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان والرئيس السابق للسلطة الانتقالية في دارفور يجلس اليوم في جوبا بحريته أو (مكبلا) ربما سيدرك أو أنه أدرك بالفعل أنه وقع في شراك الحركة الشعبية، التي تريد أن تستغله سياسيا لتحقيق مآرب أخرى ليس لها علاقة البته بدارفور.. الحركة الشعبية التي أخرجت من قبل حزب الأمة القومي من التجمع ثم من بعد ذلك تخلت عن التجمع نفسه بالكامل بعد توقيعها اتفاقية السلام واليوم تتخلى عن الشماليين في الحركة بعدما ما أسفرت عن نواياها في فصل الجنوب بأي ثمن وبأي طريقة، حركة هذا ديدنها تستطيع بكل بساطة وسهولة أن ترمي بالسيد مناوي وتلفظه بعدما تقضي حاجتها من وجوده في جوبا.. لعل ذكاء مناوي يسعفه ويستدرك أن اتفاقية أبوجا للسلام التي وقعها مع الحكومة مطلع مايو 2006 بدعم أفريقي دولي هي المكسب السياسي الذي يحسد عليه.. وليدرك السيد مناوي أنه ليس كل مرة تسلم الجرة.. التجاوز السابق لدلال وتمنع مناوي ليس بالضرورة يحدث كل مرة.. عودة الرجل إلى رشده ربما يكون ثمنها غاليا هذه المرة. كثيرا من الأحيان يبدو مناوي عدوا لنفسه حيث يركب موجة أعدائه الذين يريدون سحب البساط من تحته، من قبل تسابقت الكلمات من فمه كأنها قذائف مندفعة دون تمهّل حين اتهم قطر بأنها ساهمت في (عرقلة) عملية السلام في اقليم دارفور، ووصفها بعدم الحياد وعدم المعرفة بطبيعة الامور في الاقليم وهذا خط تعتمده حركة العدل والمساواة أحد أهم أعداء مناوي.. ما بال مناوي يخرج عن مقتضيات الرزانة والمعقولية السياسية؟! اجتهادات و(مزاعم) يطلقها الرجل دون تفكير في عواقبها (الكارثية).. مناوي بلا مقدمات (يبشرنا) بحرب أهلية (أخطر) وأكبر في الشمال من تلك التي يمكن أن تندلع في الجنوب حال الانفصال.. مناوي الذي يؤكد أنه غير نادم على توقيع اتفاقية أبوجا يناقض نفسه وينتقد بعنف مشاركته في السلطة.. لا أحد يغفل المكاسب السياسية والمادية التي نالها مناوي من مشاركته في السلطة لكنه في نفس الوقت (يتمرد) على الوضع السياسي الراهن الذي تشكل (أبوجا) جزءا مهما منه.. قبل أن تُذهب السياسات غير الحكيمة بأصحابها إلى غروب النسيان، لابد من معرفة العدو الحقيقي من الصديق الحقيقي.. إن وزن الأمور بميزان الذهب يتطلب التعرف على من يريد هدم اتفاقية أبوجا ولماذا؟.. الحركة الشعبية ومن ورائها الغرب تسعى بقوة لذلك.. واشنطن تدعم ارهاب الحركات المسلحة بقوة وتريد سحب البساط من تحت أقدام الموقعين على أبوجا.. هل تخسر حركة مناوي (أبوجا)؟ إن كان ذلك لا يعني لها شيئا.. فهل تعتقد أنها ستأكل خبزا مع الحركة الشعبية التي رتّبت أمورها جيدا مع واشنطن وإسرائيل؟.. التفكير بعقل حتما سيضع الأمور في نصابها. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 6/12/2010م