*أن فكرة التسامح والعفو وإرادة في كل الأديان والرسالات ومن عفا وأصلح فأجره علي الله .وما مارسه الزعيم الجنوب –إفريقي نيلسون مانديلا من التسامح بين السود والبيض في جنوب أفريقيا والمسالة هناك بكل تفاصيلهاواضحة يعتبر مثالا لا يحتذي .وهنا في السودان علي الشعب كله أن يسامح بعضه البعض ويعفو عما أصابه فليس الأمر كما دعا السيد الصادق المهدي ذات مرة إلي أن يعتذر أهل الشمال لإخوانهم في الجنوب إلي أن يسامحوا إخوانهم في الشمال لما بدر منهم أو كما يقول بعض الكتاب (ملقيا باللائمة علي أهل الشمال )أن يكون الاعتذار منهم (شعبيا ). *وهذا كله بتقديرنا ليس بالحكم الدقيق أو المعالجة .فالسيد سلفا عندما قال أمام المصلين في الكنيسة قبل يومين سامحوا أخوانكم في الشمال علي ما بدر منهم لم يكن دقيقا في تعبيره رغم أن فكرة العفو والتسامح صحيحة . وحتى لا نذهب بعيدا نقول أن الحرب الأخيرة التي استمرت لعشرين عاما وأكثر وجرت إليها أطرافا أخري المسؤول الأول والأخير عنها إلي حد كبير هو الحركة الشعبية لتحرير السودان .ذلك أنها في بيانها (الما ينفستو )وهو خريطة الطريق التي سارت عليها قررت فيه أن تصل إلي أهدافها في تحقيق (السودان الجديد )بتحطيم جيش الشمال الرجعي والنخبة الشمالية والجنوبية الرجعية كما قالت .وعليه : -اعتبرت ما بعد سقوط نظام نميري هو (مايو الثانية )ومن ثم استمرت في حربها التي أعلنتها منذ 1983م. -ووقعت مع الميرغني في 18نوفمبر 1988اتفاق فندق قيون ولم تلتزم به وإنما اعتبرته فرصة للمناورة واستمرت في حربها واحتلالها لبعض المناطق في جنوب كرد فان وجنوب النيل الأزرق . -وبعد قيام النظام الحالي في 30يونيو 1989تقوت بآخرين من أحزاب الشمال وبعض الكيانات بهدف الوصول إلي ما تريد ..!! وذلك كله كان علي حساب الاستقرار والسلام في جنوب البلاد وشمالها مع ضياع الكثير من الموارد والأرواح والسنوات ..فمن يسامح من أو يعتذر لمن عبر تلك الفترة الطويلة ومن المسؤول أكثر من غيره ؟إنها أسئلة وعلامات استفهام تحتاج الي جواب قبل أن نقول لهذا أو ذاك افعل كذا وكذا وان كان التسامح والاعتذار أمور مطلوبة دينا وعرفا. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :19/1/2011م