مدخل/ بإعلان نتيجة الاستفتاء والتي تشير كل الدلائل الأولية إلى ترجيح نتيجة خيار الانفصال لجنوب السودان فهيا، يتبدي واقع جديد للخارطة الجغرافية والفيوغرافية لدولة السودان تتبعها عدة متغيرات وقضايا ما زالت عالقة بين الشمال والجنوب حصرها الجميع في ترسيم الحدود وقضية أبيي والديون والأصول والأمن والعلاقات الاقتصادية في المرحلة المقبلة، ولكن الجميع تناسي مشكلة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبي، وكذلك الطلاب الجنوبيين بالجامعات بالشمال..!! خاصة بعد الانفصال ومع عملية الترحيل الفعلية للجامعات الجنوبية.. ((آخر لحظة)) تابعت تداعيات هذه القضية لأهميتها، لأنها تتعلق بمستقبل طلاب تدخلت الأحداث السياسية لتؤثر على حياتهم الأكاديمية وليكون مستقبلهم في انتظار المجهول!!. وليس لهم الا الحل السريع للمشكلة خاصة بعد أن يتم إعلان نتيجة الاستفتاء وتكون الدولتين !!.. وهم في عامهم الدراسي يواجهون التجميد أو ضياع المستقبل العلمي!!.. * رحيل الجامعات الجنوبية!! بقرار من حكومة الجنوب وقبل البدء في عملية الاستفتاء، تم إصدار القرار بترحيل جامعات الجنوب بالخرطوم وهي جامعة جوبا أقدم واعرق الجامعات الجنوبي، وجامعة أعالي النيل وبحر الغزال احدي ثمار ثورة التعليم العالي، ورحلت كل معدات وملحقات الجامعات الثلاث بما فيها من مقولات ومستندات وخاصة ملفات الطلاب جميعها دون فرز، وقدرت الملفات للطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية بحوالي ((12 ألف ملف)) بحسب تصريح الناطق الرسمي لاتحاد طلاب السودان الأستاذ هيثم محمود، الذي أبدي انزعاجه من هذه الخطوة من قبل الجامعات الجنوبية وإداراتها دون إخطار وتنسيق مع وزارة التعليم العالي ليتم ترتيب أوضاع الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية .. وقال أن جامعة جوبا نقلت كل معداتها والمشرحة والجثث أيضاً الموجودة بكلية الطب جامعة جوبا!! وبقي مصير ((1643)) كادر شمالي من أساتذة وموظفين وعمال .. معلقاً ما بين انتظارهم لحل من وزارة التعليم العالي لمشكلتهم بعد رحيل الجامعات الجنوبية، وكذلك الطلاب البالغ عددهم ((12 ألف طالب شمالي)). * تحرك الاتحاد العالم للطلاب السودانيين الاتحاد العام للطلاب السودانيين اهتم بالقضية منذ بدايتها وعمل على التنسيق مع الطلاب الشماليين وتسجيلهم وإعداد استمارات لعدة خيارات يكون الطالب فيها هو صاحب الخيار المناسب لحل مشكلته، وكانت على أساس خيار توزيعهم بجامعات الشمال أو خيار مواصلتهم بجامعاتهم بالجنوب .. أو خيار إنشاء جامعة جديدة تستوعبهم جميعاً!! الناطق الرسمي لاتحاد الطلاب السودانيين هيثم محمود حميدة في حديث له ببرنامج ((ملتقي الحوار الإذاعي)) أفاد بان معظم الطلاب رفضوا خيار الدراسة بالجامعات بالجنوب، وكذلك إلحاقهم بجامعات الشمال لاختلاف المناهج وعدم وجود تخصصات بالجامعات بالشمال، وان البعض رجح خيار الجامعة الجديدة!! خاصة وان هناك مجمعاً جاهزاً بعد رحيل جامعة جوبا بالكدرو ويمكن أن يستوعب الطلاب كلهم، وأفاد بأنهم يتابعون القضية لحلها جذرياً حتى لا يضيع مستقبل الطلاب الأكاديمي !! * اللجنة العليا لمعالجة قضية العاملين بالجامعات اثر ظهور مشكلة رحيل الجامعات الجنوبية وعودة كل كادرها الجنوبي إلى الجنوب بعد قرار حكومة الجنوب. أسقط في يد الأساتذة والموظفين والعاملين بالجامعات الجنوبية إلى من يتجهون ولمن يشتكون خاصة أن الأمر تم دون تنسيق أو ترتيب في صمت ودون إخطار لوزارة التعليم العالي أو تدخل منها لحل المشكلة العالقة للأساتذة والموظفين والعمال والطلاب معاً!! أساتذة الجامعات الجنوبية من الشماليين كونوا لجنة عليا ضمت كل الكوادر بالجامعات الثلاث ((جوبا، أعالي النيل، بحر الغزال)) لبحث حل لقضيتهم وإيجاد بديل لمواصلة حياتهم العملية، وأكد رئيس اللجنة العليا لمعالجة قضية الأساتذة والموظفين والعاملين بالجامعات الجنوبية من الشماليين الأستاذ حسن صالح أنهم كونوا لجاناً مختصة لمعالجة الجانب الأكاديمي والجانب الفني للقضية، وأنهم استبعدوا خيار دمجهم في الجامعات الشمالية لاختلاف المناهج وطرق التدريس، وأيضاً خيار العمل بالجامعات المرحلة الى الجنوب لعدم وضوح السياسات حتى الآن وما سوف يجري بعد الانفصال، ورجحوا خيار الجامعة الجديدة مع توفر المباني والكادر التدريسي والموظفين والعدد معقول من الطلاب الشماليين ((12 ألف طالب)) لمواصلة تدريسهم بنفس المناهج والخطط التعليمية السابقة في الجامعات الثلاث، ليتخطوا هذه المشكلة ومن ثم لابد من قرار وزاري سريع بإنشاء الجامعات واستيعاب الطلاب لمواصلة دراستهم وعدم فقدهم للعام الدراسي!! * وزارة التعليم العالي عدم الاهتمام بهذه القضية مبكراً أدي إلى تفاقمها .. خاصة وان الوزارة كان ينبغي أن تحتاط مسبقاً لهذه القضية التي تجاهلها الجميع في السباق السياسي في مارثون الاستفتاء وبروز القضايا الاقتصادية والسياسية على حساب القضايا الاجتماعية ومنها الأكاديمية!! بالمقابل هناك أيضاً وضعية الطلاب الجنوبيين بالجامعات بالشمال، وإذا كان القرار هو الانفصال يصبح وضعهم كوضع المواطنين الجنوبيين ((أجانب)) بحسب قوانين الدولة الجديدة، وهنا تبرز مشكلتهم في توفيق أحوالهم الدراسية واختلاف المناهج وطرق التدريس في حالة انتقالهم لجامعات الجنوب، وحسب الإحصاءات فان عدد الطلاب الجنوبيين بالجامعات الشمالية حولاي ((27ألف طالب وطالبة))!! * الحل باتفاق الجميع:- تظل قضية الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية قضية عاجلة للتوفيق بين الدراسة والتحصيل واستكمال العام الدراسي وعدم انقطاعهم، كذلك الحال بالنسبة للطلاب الجنوبيين بالجامعات الشمالية، مع استصحاب الأساتذة والموظفين المتأثرين بعملية ترحيل الجامعات الجنوبية وهي من القضايا العالقة ما بين الشمال والجنوب وتحتاج إلى تدخل حكومي سريع، وفي ظل العلاقات المستقبلية بين الدولتين إقامة برتوكول للتعاون في مجال التعليم العالي لمواصلة الطلاب وتخرجهم بذات شهاداتهم في جامعاتهم التي درسوا بها وإكمال تعليمهم بذات المناهج حتى لا يختل استيعابهم وتحصيلهم العلمي بعد ان قطعوا أشواطاً فيها وارتبطوا وجدانياً بجامعاتهم التي بدأوا الدراسة بها!! المحرر: القضية واضحة ولا تحتاج إلى تأخر .. والحل يتم بتوافق كل الأطراف من حكومة ووزارة التعليم العالي واللجنة العليا للمتأثرين بقرا ر نقل الجامعات الجنوبية من أساتذة وموظفين وعمال والطلاب أس المشكل وعمودها الرئيسي .. فهل تتم معالجة المشكلة حسب رؤية الجميع؟ .. نأمل!! نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 23/1/2011م