استبق الرئيس السوداني عمر البشير مفوضية الاستفتاء بإعلانه أمس انفصال الجنوب كواقع اختاره الجنوبيون بنسبة 99%، وأقسم بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً، وأظهرت النتائج الأولية لاستفتاء جنوب السودان أن أكثر من 100% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في 7 من المقاطعات الست والسبعين في الجنوب في الاستفتاء الذي سيحدد مصير الجنوب، وفي حين توجه وزير الخارجية علي كرتي لواشنطن لمناقشة معوقات التطبيع ورفع العقوبات الاقتصادية وإسقاط الديون الدولية، يزور نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جيمس استيم بيرج، كأول مسؤول رفيع من البيت الأبيض، في زيارة ليوم واحد للخرطوم وجوبا . وقال البشير في خطاب جماهيري بولاية نهر النيل إن انفصال جنوب السودان بات واقعاً بعد أن اختاره الجنوبيون في استفتاء تقرير المصير، أضاف “أعلن لكم نتيجة الاستفتاء قبل أن تعلنها المفوضية، ستكون بنسبة 99% لصالح الانفصال" . واعتبر أن انفصال جنوب السودان لن يكون نهاية التاريخ، لكنه بداية جديدة لبناء السودان . ورحب بانفصال الجنوب ومشاركته الجنوبيين الاحتفال بالدولة الجديدة، وجدد البشير تمسك حكومته بالشريعة الإسلامية، مؤكداً أن مطلب الانفصال بين الجنوبيين لا علاقة له بتطبيقها، وتعهد بدعم دولة الجنوبالجديدة ودعم استقرارها، وقال “سنظل جيراناً وأصدقاءً" . وأكد البشير إنه لا يخشى انتفاضة السودانيين عليه، وأنه في حال حدوث ثورة شعبية مماثلة لتونس، فإنه سيخرج لشعبه ليرجم بالحجارة، وأقسم بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً، أضاف “سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض، عندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم من دون أن يقول لنا أحد غادروا" . كما أكد إزالة دعم الحكومة غير المباشر على المحروقات والسكر ودعمها المباشر للفقراء والمساكين والمنسيين والمرتبات ومعاشات المتقاعدين، وأضاف “أن واهمين قالوا إن الطلاب حيطلعوا في انتفاضة لإسقاط الإنقاذ" . وأوضح بأن الشعب السوداني خيب آمال الواهمين الذين يظنون أن زيادة أسعار الوقود والسكر ستؤدي إلى اندلاع المظاهرات في الشوارع كما حدث في تونس . ويشار إلى أن نتائج أولية أظهرت أن أكثر من 100% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم في 7 من 67 مقاطعة بالإقليم، في تناقض يتوقع أن يكون له أثر محدود، وقالت المفوضة إن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في 7 مقاطعات من ولايات الاستوائية الوسطى وجونقلي وأعالي النيل وغرب الاستوائية تجاوز عدد الناخبين المسجلين بتلك المراكز، لكنها قللت من هذا التناقض قائلة إنه لن يؤثر بأي حال على نتيجة الاستفتاء . إلي ذلك، توجه أمس إلي واشنطن وزير الخارجية علي أحمد كرتى في زيارة تستغرق 3 أيام يلتقي خلالها نظيرته هيلارى كلينتون لمناقشة التطورات السياسية في العلاقات الثنائية والمعوقات التي تعترض طريق تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن . وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية خالد موسي أن الخرطوم ستشهد خلال الأيام المقبلة زيارة مماثلة لأحد كبار المسؤولين الأمريكيين، وأكد أن الكل في حال ترقب لخطاب البشير، فور إعلان نتائج الاستفتاء . المصدر: الخليج 26/1/2011