خطوة مهمة أوضح المحلل السياسي الدكتور حسن الساعوري أن الاجتماع الذي عقد برئاسة رئيس الجمهورية المشير البشير ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي تم خلاله تكوين لجنة مشتركة لحل القضايا بين المؤتمر الوطني والأمة وأكد الساعوري عودة الصفا السياسي بين حزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة بعد عقد هذا الاجتماع حيث تم الاتفاق بين الحزبيين وأعتقد أنها خطوة ناجحة، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة آليات التنفيذ. وفي حديث متصل يقول الساعوري: إن الخوض في حل القضايا العالقة عادة ما يكون بعيداً عن زعماء الأحزاب ولا تتم المشاركة عن طريقهم بل تكون عن طريق تشكيل لجان مختصصة تقوم بحل تلك القضايا وتخوض في التفاصيل والآليات. وأشار الدكتور الساعوري إلى أن هذه المرحلة أو الخطوة متقدمة أكثر من التي سبقت من الاتفاق العام والتنفيذ في شكل الآليات المختلفة. منعرج فريد وفي ذات السياق قال السر محمد صالح عن الحزب الاتحادي الأصل حول رأي القوى السياسية المختلفة: إن الأصل في القضية أن تلتقي القيادات السياسية في هذه الفترة. ويرى السر محمد أن السودان يمرّ بمنعرجٍ فريد في تاريخه مما يتوجب لقاء قيادات العمل العام للتفاكر. ومن جهة أخرى قال السر محمد: إنه يرجو ألا يكون المحرّك الوحيد لهذه اللقاءات هو (كيكة) السلطة، داعياً القيادات السياسية أن يكون همها الشاغل هو مستقبل السودان بعد هذا الحدث المهم ومصلحة الإنسان في كافة الأطراف مما يجنب مزيداً من التفتت والانقسام. ضرورة وطنية ويقول الدكتور أسامة زين العابدين (المحلل السياسي): إن كل القوى السياسية مدعوة من قبل الرئيس المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلى الحوار، مستنداً على ذلك بقوله إن فكرة الحكومة العريضة تقوم على التشاور والتفاكر والجلوس مع الأحزاب ودعوتها للمشاركة في الهموم الوطنية قبل المشاركة في السلطة، ويضيف زين العابدين ل(الرائد) أن الحكومة العريضة أصبحت ضرورة وطنية بحكم أن البلد يحتاج إلى توحيد الجبهة، وأبدى زين العابدين تفاؤله بنجاح الجبهة العريضة مضيفاً بأن الظرف السياسي يسمح لذلك. برنامج متفق عليه ويقول علي السيد (القيادي بالحزب الاتحادي): إننا لا نمانع بالدعوة لحكومة القاعدة العريضة، ومن الأفضل والأحسن أن يكون هناك برنامج متفق عليه تنفذه القاعدة العريضة بين المؤتمر الوطني (صاحب السلطة)، والقوى السياسية التي تُشارك معه، ويقترح علي السيد ل(الرائد) أن يعمل المؤتمر الوطني على ملئ الفراغ من قبل الحركة الشعبية في البرلمان، ويعمل على تعديل الدستور ويتم تعينهم حتى نهاية فترة البرلمان، بتعين (30) عضواً منهم (10) من أعضاء المؤتمر الوطني و(20) عضواً من القوى السياسية لإصدار القرارات والأخذ برأي الجميع لتنفيذ الحكومة العريضة حتى يتجاوز السودان الأزمة وللحفاظ عليه، وتكملة التنمية، والبرنامج المتفق عليه. فاتحة خير وقال القيادي بحزب الأمة محمد عبدالعزيز: إن اللجنة المشتركة تعتبر فاتحة خير وستزيل سوء الفهم بين الحزبين حتى لا يكون هناك اختلافاً بينهما مستقبلاً. واصفاً اجتماع رئيس المؤتمر الوطني رئيس حزب الأمة بالمثمر، وبأنه يمثل بداية لتعاون دون تفكك وتماسك بين الأحزاب الأخرى لتحقيق الطموحات. مشيراً إلى أنهم كمواطنين كانوا يعترضون على الانفصال، ولكنه أصبح واقعاً، وأبدى عبدالعزيز ترحّبه بالدولة الجديدة التي سماها بالتؤام. برنامج الوطني أما القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي إيهاب بدر فيقول: بدأنا في الاتحادي برنامج حكومة الإصلاح الوطني الذي قاده الشريف الهندي زين العابدين ونزل بها الرئيس في عام (2000م) فحكومة البرنامج الوطني هي ما ندعو إليه. وأبدى إيهاب ترحيبه بحكومة القاعدة العريضة التي أعلنها الرئيس لأنها امتداد طبيعي لبرنامج حزبهم المُعلن، مضيفاً بأنهم يطمحون أن يكون برنامج هذه الحكومة هو برنامجهم الوطني. مضيفاً إذا راجعنا البرنامج الوطني لوجدنا فيه (68) نقطة يمكن أن تصلح لبرنامج حكومة القاعدة العريضة وهذه الدعوة أتت في وقتها لأنه سوف يحدث فراغ دستوري كبير بعد الانفصال. معادلة سياسية ويقول ذالنون القيادي بحركة تحرير السودان جناح مناوي: إن المرحلة المقبلة تحتاج لتضافر الجهود وتقوية الصف الوطني والتعامل بديمقراطية في المرحلة السياسية المقبلة، داعياً جميع القوى السياسية الشمالية لتكون متواجدة في برنامج وطني من أجل تحقيق معادلة سياسية ومشروع وطني لتعزيز السلام والاستقرار بعد انفصال الجنوب. مطالباً الحكومة والمعارضة بتجاوز ما سبق مع الانتباه للتسويات السياسية في اتفاقية السلام والشرق، بما لا يتقاطع مع مشاركة القوى السياسية الأخرى يقصد (الوحدة الوطنية) وسد كافة الثغرات من أجل إرساء تجربة ديمقراطية. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 26/1/2011م