أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير أن الحكومة السودانية ستقبل بنتيجة استفتاءجنوب السودان كما جاء بعد إعلانها الاثنين 7 فبراير ، مشيراً الي أن العلاقة مع جنوب السودان ستكون الافضل في علاقات السودانية الاقليمية نظراً للاواصر الاجتماعية والتداخل والتجارة . وشدد الرئيس السوداني خلال مخاطبته منسوبي جهاز الأمن والمخابرات السوداني ، شدد على حرص الحكومة السودانية على حدود آمنة ومرنة تضمن حركة تجارية ورعوية واجتماعية ، وقال إن الجنوبيين بشمال السودان سيكونوا تحت الحماية ولن يتم طردهم أو مصادرة ممتلكاتهم أو تهديد أرواحهم لأن السودانيين أهل عهد ومواثيق. وأشاد البشير بأداء جهاز الأمن والمخابرات السوداني لأنه لا يدافع عن نظام أو حكومة أو رئيس لكنه يحمي أمة ووطن وعقيدة والولاء فيه لله والوطن ، مؤكداً ان الجهاز يمثل حشداً لخيرة شباب السودان الذي ظلوا عند حسن الظن بهم ، وقال "جربناهم في شتى المواقف ولم يخذلونا سلماً وحرباً في الريف والمدن ومناطق العمليات". وأوضح الرئيس البشير أن السودان يمر بمرحلة جديدة حيث حسمت نتيجة الاستفتاء لصالح قيام دولة في جنوب السودان وفقاً لخيار الجنوبيين ، وقال "ندما أعطى جنوب السودان حق تقرير المصير كنا نتمنى الوحدة لأن فيها قوة تحفظ أمن واستقرار السودان في ظل وطن كبير وعزيز ، في زمن الحرب لم يحارب غيرنا في جنوب السودان حيث قدمنا خيرة أبناءنا شهداء ومجاهدين وهو ما لم تقدمه أي حكومة أو حزب" ، وأضاف ان الحكومة السودانية دافعت عن السودان ولم تستجد أو تتبع الدول العظمى رغم المؤامرات والكيد ، مؤكداً أن مخططاتهم فشلت ولكن المؤامرات لم تنته. وقال البشير إن تصويت الجنوبيين للانفصال بنسبة تقارب 100% في جنوب السودان رغم عدم وجود الشريعة وانخفاض نسبة المؤيدين له بالشمال رغم وجود الشريعة فيه يكذب الذين يقولون إن الإصرار على تطبيقها سبباً للانفصال. وقال البشير إن بعض عناصر الحركة الشعبية لا تزال تحمل في أذهانها أفكار تغيير النظام وتفكيكه بدعم حركات دارفور معتبراً أن ذلك خط أحمر لن يتم القبول به ، حيث لا تزال بعض عناصر الحركات ببحر الغزال. وفيما يتعلق بمنطقة أبيي أكد البشير رفض أي حل يستثنى أو يبعد المسيرية عن حقوقهم التاريخية مشيراً إلى أن الحكومة السودانية لن تفرط في حقهم كمواطنين من الدرجة الأولى. وفي مجال الأمن الإقليمي أوضح الرئيس السوداني أن الحكومة السودانية تسعى لتثبيت علاقة السودان مع دول الجوار المتاخمة لدارفور وهي تشاد وأفريقيا الوسطى ، كاشفاً عن مساعٍ لعقد قمة ثلاثية لتأمين الحدود المشتركة مع هذه الدول. وأكد الرئيس البشير مضي الحكومة السودانية في تنفيذ إستراتيجية دارفور في محاور الأمن والمفاوضات والتنمية والخدمات إضافة للنازحين واللاجئين ، كاشفاً عن سعيهم لإنشاء مشروعات توفر كسب العيش وتشجع الاستثمار ، مؤكداً أهمية إخلاء المعسكرات وعودة النازحين واللاجئين طوعاً لقراهم وتوفير الخدمات لأن المعسكرات أصبحت معرضاً للأزمة في دارفور ومصدراً لاسترزاق المنظمات للحصول على الامتيازات والمخصصات. وشكر الرئيس السوداني دولة قطر لرعايتها للمفاوضات ، مشيراً إلى أن الدوحة ستكون منبراً للمفاوضات النهائية حول دارفور وقال إنه سيتم الترحيب بعد ذلك للاحقين للاتفاق ، وتعهد بأن تكون دارفور نظيفة من الخارجين عن القانون قبل شهر يوليو المقبل. وقال البشير أنهم مع الحريات ولكن لن يتم السماح بالفوضى والتخريب وذلك حماية للشارع العام ومنع تعطيل مصالح الناس ، وأوضح أن الحرية محكومة بالدستور والقانون وأن الذي يريد السلطة عليه تنظيم حزبه وانتظار الانتخابات، مؤكداً سعي الحكومة السودانية نحو تنمية جديدة محروسة بالأمن تسعى خلالها للاكتفاء الذاتي من كل المنتجات والسلع وإقامة المشروعات وبناء السدود والطرق. من جانبه أكد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق امن مهندس محمد عطا المولى عباس أن الجهاز سيظل على العهد باقياً يؤدي مهامه بمهنية واحترافية عالية وفقاً لعصارة تجربة تزيد عن العقدين من الزمان تم خلالها تجريب كافة ضروب المحن والمهددات بكثافة لم تعهدها أجهزة المخابرات في التاريخ القريب ، مشيراً إلى أن الجهاز سيظل مستودعاً لكل خير وفضيلة وحكمة. وقال الفريق عطا أن نسج المؤامرات بدأ بدعاوى الحريات والديمقراطيات الغربية الزائفة التي لا تصنع إلا عملاءها وجواسيسها ودمي تزور بهم إرادة الشعوب ، مشيراً الي ان الفشل في تحقيق ذلك قاد لأحكام الحصار الاقتصادي والسياسي وتتابع المؤامرات في الظلام تدبر للانقلابات والتخريب والدمار مؤكداً أن البلاد تخرج في كل مرة أمضى سلاحاً وأقوى حجة وأوفر مورداً. وقال الفريق عطا "سنبطل إدعاءات أوكامبو وسنطوي ملف الفتنة في دارفور وسنجبرهم على الخروج من ثنايا قضايانا وشؤوننا بما أوتينا من عزيمة وبما خبرناه من كيدهم المكرور". وقال الفريق عطا ان الإنقاذ حلت مشكلة جنوب السودان وهي أعقد المعضلات الأفريقية التي أقعدت السودان لما يزيد عن نصف قرن ثم كان استفتاء جنوب السودان الذي خرجت منه السودان آمناً مطمئناً خلافاً لما يظنون. وتلقى المشير البشير البيعة من ضباط وضباط صف وجنود جهاز الأمن والمخابرات الوطني على السمع والطاعة في المنشط والمكره ما دام متمسكاً بنهج الشريعة حفاظاً على أمن السودان وسيادته.