أكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن الحكومة ستقبل بنتيجة الاستفتاء لجنوب السودان كما جاءت بعد إعلانها اليوم موضحاً أن العلاقة مع الجنوب ستكون الافضل في علاقاتنا الاقليمية نظراً للأواصر الاجتماعية والتداخل والتجارة وشدد على حرص الحكومة على حدود آمنة ومرنة تضمن حركة تجارية ورعوية واجتماعية وقال إن الجنوبيين بالشمال سيكونون تحت الحماية ولن يتم طردهم أو مصادرة ممتلكاتهم أو تهديد أرواحهم لأن السودانيين أهل عهد ومواثيق.وأشاد البشير بأداء جهاز الأمن والمخابرات الوطني لأنه لا يدافع عن نظام أو حكومة أو رئيس لكنه يحمي أمة ووطناً وعقيدة والولاء فيه لله والوطن.وأكد البشير لدى مخاطبته منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الوطني أمس إن الجهاز يمثل حشداً لخيرة شباب السودان الذي ظلوا عند حسن الظن بهم، وقال (جربناهم في شتى المواقف ولم يخذلونا سلماً وحرباً في الريف والمدن ومناطق العمليات).وأوضح البشير أن السودان يمر بمرحلة جديدة حيث حسمت نتيجة الاستفتاء لصالح قيام دولة في الجنوب وفقاً لخيار الجنوبيين وقال إنه عندما أعطى الجنوب حق تقرير المصير كنا نتمنى الوحدة لأن فيها قوة تحفظ أمن البلاد واستقرار في ظل وطن كبير وعزيز وأضاف (في زمن الحرب لم يحارب غيرنا في الجنوب حيث قدمنا خيرة أبنائنا شهداء ومجاهدين وهو ما لم تقدمه أي حكومة أو حزب) وأبان أن الحكومة دافعت عن البلاد ولم تستجد أو تتبع الدول العظمى رغم المؤامرات والكيد، مؤكداً أن مخططاتهم فشلت ولكن المؤامرات لم تنته.وقال البشير إن تصويت الجنوبيين للانفصال بنسبة تقارب % 100 في الجنوب رغم عدم وجود الشريعة وانخفاض نسبة المؤيدين له بالشمال رغم وجود الشريعة فيه يكذب الذين يقولون إن الإصرار على تطبيقها سبب للانفصال. وقال البشير إن بعض عناصر الحركة الشعبية لا تزال تحمل في أذهانها أفكار تغيير النظام وتفكيكه بدعم حركات دارفور معتبراً أن ذلك خطاً أحمر لن يتم القبول به، حيث لا تزال بعض عناصر الحركات ببحر الغزال.وفيما يتعلق بمنطقة أبيي أكد البشير رفض أي حل يستثني أو يبعد المسيرية عن حقوقهم التاريخية مشيراً إلى أن الحكومة لن تفرط في حقهم كمواطنين من الدرجة الأولى. وفي مجال الأمن الإقليمي أوضح رئيس الجمهورية أن الحكومة تسعى لتثبيت علاقة السودان مع دول الجوار المتاخمة لدارفور وهي تشاد وأفريقيا الوسطى كاشفاً عن مساعٍ لعقد قمة ثلاثية لتأمين الحدود المشتركة مع هذه الدول.وأوضح البشير أن الحكومة ماضية في تنفيذ إستراتيجية دارفور في محاور الأمن والمفاوضات والتنمية والخدمات إضافة للنازحين واللاجئين كاشفاً عن سعيهم لإنشاء مشروعات توفر كسب العيش وتشجع الاستثمار. وأكد أهمية إخلاء المعسكرات وعودة النازحين واللاجئين طوعاً لقراهم وتوفير الخدمات لأن المعسكرات أصبحت معرضاً للأزمة في دارفور ومصدراً لاسترزاق المنظمات للحصول على الامتيازات والمخصصات. وتقدم البشير بالشكر لدولة قطر لرعايتها للمفاوضات مشيراً إلى أن الدوحة ستكون منبراً للمفاوضات النهائية حول دارفور وقال إنه سيتم الترحيب بعد ذلك للاحقين للاتفاق وتعهد بأن تكون دارفور نظيفة من الخارجين عن القانون قبل شهر يوليو المقبل. وقال البشير إنهم مع الحريات ولكن لن يتم السماح بالفوضى والتخريب وذلك حماية للشارع العام ومنع تعطيل مصالح الناس، وأوضح أن الحرية محكومة بالدستور والقانون وأن الذي يريد السلطة عليه تنظيم حزبه وانتظار الانتخابات. مؤكداً سعي الحكومة نحو تنمية جديدة محروسة بالأمن تسعى خلالها للاكتفاء الذاتي من كل المنتجات والسلع وإقامة المشروعات وبناء السدود والطرق. من جهته أكد الفريق أمن مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني أن الجهاز سيظل على العهد باقياً يؤدي مهامه بمهنية واحترافية عالية وفقاً لعصارة تجربة تزيد عن العقدين من الزمان تم خلالها تجريب كافة ضروب المحن والمهددات بكثافة لم تعهدها أجهزة المخابرات في التاريخ القريب، مشيراً إلى أن الجهاز سيظل مستودعاً لكل خير وفضيلة وحكمة.وقال الفريق عطا إن نسج المؤامرات بدأ بدعاوى الحريات والديمقراطيات الغربية الزائفة التي لا تصنع إلا عملاءها وجواسيسها ودمى تزور بهم إرادة الشعوب. وقال إن الفشل في تحقيق ذلك قاد لإحكام الحصار الاقتصادي والسياسي وتتابع المؤامرات في الظلام تدبر للانقلابات والتخريب والدمار مؤكداً أن البلاد تخرج في كل مرة أمضى سلاحاً وأقوى حجة وأوفر مورداً.وقال الفريق عطا إن سيل المؤامرات يبلغ منتهاه فيحتشد الطغاة وأذيالهم ومؤسساتهم التي لا تقيم عدلاً ولا تطلق يدها إلا في وجه الشعوب المستضعفة تساندها آلة الإعلام اليهودية الخادعة قائلاً:(سنبطل إدعاءات أوكامبو وسنطوي ملف الفتنة في دارفور وسنجبرهم على الخروج من ثنايا قضايانا وشؤوننا بما أوتينا من عزيمة وبما خبرناه من كيدهم المكرور). وقال إن الإنقاذ حلت مشكلة جنوب السودان وهي أعقد المعضلات الأفريقية التي أقعدت البلاد لما يزيد عن نصف قرن ثم كان استفتاء جنوب السودان الذي خرجت منه البلاد آمنة مطمئنة خلافاً لما يظنون.وتلقى المشير البشير البيعة من ضباط وضباط صف وجنود جهاز الأمن والمخابرات الوطني على السمع والطاعة في المنشط والمكره ما دام متمسكاً بنهج الشريعة حفاظاً على أمن البلاد وسيادتها.