الرياضة التي أعنيها ليست التي نشجعها في وسائل الإعلام. والرياضيون الذين أعنيهم ليسوا أبطال الدوري ولا غيره من المناسبات. الرياضة المعنية، والرياضيون المعنيون هم جميع الناس (العاديين. أبطال الرياضة محظوظون ونغبطهم على ما حباهم الله من نعمة التريض. لكن الرياضة يجب أن تكون شعارا للجميع، من أجل صحة أفضل، وأجسام أجمل، ومزاجات أعدل! لقد ثبت بالعلم المجرب، والبحوث الدقيقة أن الرياضة شئ أساسي في حياة الإنسان، فإن غفل عنها أصابته الأمراض الجسمانية والعاطفية والعقلية. ليس هناك عمر محدد للرياضة. وهي ليست خاصة بجنس الرجال دون النساء، ولا بالشباب دون الشيب. بل الشعار الذي ينبغي أن يرفع هو أن تكون رياضيا مدى الحياة. ما دام فيك عرق ينبض يجب أن تمارس نوعا مناسبا من الرياضة. دلت البحوث الطبية الموثقة أن هناك نوعين من عمر الإنسان: العمر الحسابي (وهو الذي نحسبه بالسنوات منذ تاريخ الميلاد) والعمر الحيوي (البيولوجي) وهو العمر الموازي للحالة الصحية للأوعية الدموية. فقد يكون الإنسان في عمر الثلاثين حسابيا ولكن عمره الحيوي قد يتجاوز الستين إذا كان مدخنا ومفرطا في السمنة وراكنا إلى الدعة والخمول مثلا. وقد يكون شخص آخر في الستين من عمره الحسابي ولكن عمره الحيوي دون الثلاثين، نسبة لمرونة أوعيته الدموية وسعتها وتفتحها. وهناك تمارين رياضية ينبغي أن تقوم بها حتى ولو كنت مصابا بمرض القلب أو غيره من الأمراض المخيفة. وطبيبك يساعدك في تحديد المدى الذي يمكن أن تذهب إليه في الرياضة. ولكن مما لاشك فيه أن هناك تمارين رياضية بسيطة يستطيع أن يقوم بها كل إنسان حتى المرأة الحامل في شهورها الأخيرة من الحمل، وحتى المصاب بأمراض المفاصل وغيرها من الأمراض المؤلمة. وممارسة الرياضة البسيطة بصفة منتظمة تبعد كثيرا من الأمراض أو تخفف وطأتها، كأمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب، والاكتئاب، وسوء الذاكرة، وأمراض المفاصل، وآلام الظهر والروماتزم العضلي، إضافة لتحسين القوام والتخلص من الشحوم المتراكمة. وبصفة عامة تنقسم التمارين التي يحتاجها أي فرد منا إلى ثلاثة أقسام، لا يغني قسم منها عن القسمين الآخرين. القسم الأول هو تمطيط الأربطة. والأربطة هي الأشرطة الصفراء الشبيهة بالبلاستيك والتي نجدها في نهاية العضلات، وعملها أنها تربط العضلات بالعظام. هذه الأربطة إذا لم تمدد بانتظام تتيبس وتتليف وتفقد مرونتها، ويمكن أن تنكسر بدلا من أن تنحني إذا تعرضت لشد مفاجئ. ولذا فمن الضروري تمطيطها بانتظام. والنوع الثاني من الرياضة هو تحميل العضلات، أي تمرينها على أن تحمل أثقالا معقولة، والنوع الثالث هو تحسين استهلاك الأكسجين بتنشيط الرئتين والقلب. وسنفصل قليلا في هذه الأنواع الثلاثة إن شاء الله. قلنا أن الرياضة ضرورية للجميع، وليست حكرا على الرجال دون النساء ولا الشباب دون الشيب. وأنه ليس هناك عمر محدد للرياضة، بل لابد منها في كل الأعمار. وقلنا أنه قد ثبت بالعلم المجرب، والبحوث الدقيقة أن الرياضة شئ أساسي في حياة الإنسان، فإن غفل عنها أصابته الأمراض الجسمانية والعاطفية والعقلية. وذكرنا أن التمارين التي يحتاجها أي فرد منا تنقسم إلى ثلاثة أقسام، لا يغني قسم منها عن القسمين الآخرين. القسم الأول هو تمطيط الأربطة، والثاني هو تحميل العضلات، والثالث هو تحسين استهلاك الأكسجين بتنشيط الرئتين والقلب والدورة الدموية. (1) تمطيط الأربطة: هو أن تشد عضلات جسمك في اتجاهات مختلفة إلى الأمام والخلف والجنبين، وكذلك شد الأربطة حول المفاصل كالكتفين والعنق والحوض الركبتين، بأوضاع سهلة وغير مرهقة يمكن أن يدلك عليها طبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي أو خبراء الرياضة. والقدر الذي تحتاجه هو نحو عشر دقائق ثلاث مرات في الأسبوع. أي نصف ساعة في الأسبوع. هذا هو الحد الأدنى. ويستطيع أي إنسان أن يؤدي هذه الحركات حتى لو كان مقعدا، إذ عليه أن يؤديها في الأجزاء التي تتمتع بحركة من جسمه. (2) تحميل العضلات: وهو أن تحمل عضلات بطنك عناء رفع جسدك من وضع الاستلقاء على ظهرك مثلا، وأن تحمل عضلات ظهرك رفع جسمك إلى أعلى من وضع الاستلقاء على بطنك، وأن تحمل عضلات رجليك وزن جسمك وأنت ترقى الدرج، ونحو ذلك من التمارين التي تنشط كل مجموعة من العضلات. وهذا النوع من الرياضة (وتعرف بالتمارين السويدية عند العامة) يحتاج منها المرء إلى مجهود يستغرق نحو نصف الساعة في الأسبوع كحد أدنى. (3) تحسين استهلاك الأكسجين بتنشيط الرئتين والقلب والدورة الدموية: وهو الثمرة المستفادة من التمارين المشهورة كالمشي والركض وركوب الدراجات ونحو ذلك من الجهود التي تبذل ويشعر الشخص بعدها بالتعب والإرهاق وقد يتصبب عرقا بحسب الجهد المبذول. وتحتاج لبذل مثل هذا المجهود لمدة ساعة في الأسبوع كحد أدنى. وبالخلاصة يحتاج الجسم السوي إلى ما جملته 120 دقيقة في الأسبوع موزعة بين الأنواع الثلاثة من الرياضة، ويبدو أن تأثيرها الإيجابي يكون مستفادا سواء أديتها مجتمعة أو متفرقة، حسب ما دلت الدارسات الطبية العديدة. معنى ذلك لو أنك تريضت لمدة نصف ساعة أربع مرات في الأسبوع لكان ذلك كافيا جدا لتمتعك بصحة جيدة. ونفس النتيجة تحصل عليها بالتمرين المتوازن ثلث ساعة في كل مرة ستة أيام في الأسبوع، أو ساعة مرتين في الأسبوع. والمقام لا يتسع لتفصيل أكثر، ونكتفي بالتنويه لهذا الأمر المهم الذي يغفل عنه أكثر الناس، خاصة في المدن السودانية.