الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    احكام بالإعدام والسجن والغرامة على متعاونين مع قوات التمرد بولاية سنار    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    الجيش الشعبي يحرر (الدشول) الاستراتيجية بجنوب كردفان    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسلمون في 2009م... أوجاع في كل مكان

كان العام 2009م عامًا متخمًا بأحداث جسام، كان لها تأثيرها الكبير على مسلمي العالم؛ بدأت أحداث العام منذ اللحظة الأولى وكأنها موجهة إلى صب العداء والكراهية والغضب والموت على المسلمين، بداية من عملية الرصاص المصبوب الصهيونية على قطاع غزة، مرورًا بعنصرية بكين تجاه المسلمين الإويجور في إقليم سيانج يانج
وليس انتهاء بإستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان، واتخاذ عدة إجراءات عنصرية ضد المسلمين في أوروبا؛ منها حظر بناء المآذن في سويسرا، وحظر النقاب في فرنسا، هذا بالإضافة إلى العمل على بناء جدار فولاذي تحت الأرض بين مصر وقطاع غزة؛ لإحكام الحصار الصهيوني عليه.
كذلك فإن بداية العام 2009م بقمتين عربيتين عكست مدى الانشقاق العربي، وأبرزت وجود معسكري قوى الممانعة وقوى الاعتدال، وكانت هذه إحدى نتائج حرب الفرقان، كما أطلقت عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وبتولي الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما مقاليد الحكم في واشنطن، وبما احتواه خطابه تجاه العالم الإسلامي من دبلوماسية، توهجت في تركيا ومصر كمنابر وجدها الخطيب المفوه الأنسب لمخاطبة الشعوب الإسلامية من السنغال غربًا وحتى إندونيسيا شرقًا، اشتعل الجدل حول أوباما ومدى صدق وعوده، وظن البعض أنه يختلف عن سلفه قبل إدراك هؤلاء نهاية العام أنها لعبة دعاية أمريكية، وأن كل ما يحتفظ به أوباما عن أصله المسلم هو اسم أبيه "حسين".
معركة الفرقان
بدأ العام 2009م في أكثر مراحل عملية "الرصاص المصبوب" الصهيونية ضراوة على قطاع غزة؛ حيث امتلأت سماء القطاع بقاذفات القنابل الفسفورية المحرمة دوليًّا؛ وقد شنَّ الجيش الصهيوني حربه على غزة في 27 ديسمبر 2008م، وواصل عملياته العسكرية حتى 18 يناير 2009م، وكان ذلك بهدف وقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية من غزة على جنوب الكيان الصهيوني، وإفناء حركة حماس التي رفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني، رغم أن إطلاق الصواريخ الفلسطينية كان يأتي ردًّا على الخروقات الصهيونية المستمرة للتهدئة المتفق عليها بين الجانبين، والتي أدَّت إلى مقتل أكثر من 50 فلسطينيًّا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى اعتقال 1586 فلسطينيًّا من سكان الضفة الغربية، وهدم أكثر من 60 منزلاً ومنشأةً وخيمة اعتصام فلسطينية، بالإضافة إلى استمرار الحصار المطبق على القطاع.
وقد أفرزت حرب غزة العديد من النتائج على صعيد الصراع فلسطينيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا منها:
1- إثبات قوة المقاومة الفلسطينية بإمكانياتها المتواضعة.
2- انقسام المنطقة إلى معسكرين، كل منهما عقد قمته الخاصة وعبر عن موقفه بغض النظر عن الآخر؛ حيث عقدت قمة في الدوحة دعت إليها قطر، كما عقدت في المقابل قمة الكويت الاقتصادية، والتي كانت مقررةً سلفًا.
3- فقدت سلطة رام الله شرعيتها بشكل نهائي، وهو ما أخذ في الاتضاح شيئًا فشيئًا.
وقد بدا واضحًا أن أي من الرهانات، سواء كانت على محور الممانعة أو الاعتدال لحل الأزمة؛ هي رهانات لا تحقق الحد الأدنى المطلوب، فمحور الاعتدال أثبت تواطؤه مع العدو الصهيوني، أما محور الممانعة بقيادة إيران فقد اقتصر دوره على المساندة الإعلامية، ومطالبة الدول الإسلامية بنصرة أهل غزة، فيما سجل حزب الله خسارة بمهاجمته النظام المصري علانية ووقوفه عاجزًا أثناء هطول الصواريخ والقنابل على قطاع غزة، وبدت حماس أضعف حلقات محور الممانعة، فبينما ترتكز الأطراف الثلاثة الأخرى في هذا المحور (إيران، سوريا، حزب الله)، على مستوى مناسب من القدرات العسكرية، وخصوصًا في المجال الصاروخي والدفاعات الأرضية؛ تبقى حركة حماس في نطاق سياسة دفاعية بإمكانات محدودة.
ما سبق جزء من السياسة الإيرانية التي تتناقض تبعًا للمصلحة من مكان إلى آخر، وتعتمد المراوغة إستراتيجية لها؛ حيث إن صورتها في جنوب لبنان وقطاع غزة تختلف عنها في العراق؛ حيث اقتسام مناطق النفوذ، وما زالت المراوغة منهجًا يكسب طهران الكثير على صعيد ملفها النووي.
لكن الرابح الأكبر بين كل اللاعبين في المنطقة بعد معركة الفرقان كانت أنقرة؛ حيث ظهرت كقوة صاعدة واستمرت على نفس الخطى، ويبدو أنها ستستمر على ذلك في المستقبل القريب والوسيط تحت قيادة حزب العدالة والتنمية الذي أقسم ألا يترك سلم الصعود وطريق النجاح.
كذلك كانت لمعركة الفرقان انعكاساتها على الحوار الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس؛ حيث أثبتت دماء غزة وسياسات الحركتين فيما بعد أن فكرة الحوار بين حركتين تتبنى كل منهما نهجًا لاغيًا لنهج الأخرى، بهدف التوصل لاتفاق لاقتسام السلطة؛ باتت فكرة فاشلة مثلها تمامًا مثل عملية السلام المزعوم.
وعلى صعيد صفقة الأسير جلعاد شاليط ظلت المباحثات والوساطات متأرجحة طوال العام دون اتفاق نهائي ليظل شاليط في الأسر لعامه الثالث على التوالي.
خطاب أوباما للعالم الإسلامي
جذب الأنظار واستمال الكثيرين كساحر تعلم فنون السحر الشرقي في أفريقيا وآسيا؛ حيث عاش فترة من عمره، وأضاف عليها ما اكتسبه من خبرات عملية وعلمية في الغرب أضفت على الساحر رونق العالم الفقيه، وكأنه المسيح المخلص جاء في نهاية الزمان ليخلص العالم من كل الشرور والحروب، جاء من أب مسلم وأم مسيحية ليصالح عالمين فرَّق بينهما تاريخ من الحروب إنه باراك حسين أوباما.
لا شك أن خطاب أوباما تجاه العالم الإسلامي؛ سواء كان من فوق المنبر المصري أو التركي، كان خطابًا إيجابيًّا في ظاهره يدعو إلى طي صفحة من الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي، ولكن بالنظر إلى سياسات أوباما تجاه بعض النقاط الملتهبة في العلاقة المعقدة بين الغرب والإسلام، نجد أنه لا يختلف عن سلفه بوش الابن، وأن الاختلاف بينهما لا يتعدى اختلافًا في أسلوب معالجة القضايا وطريقة الخطاب التي تظهر عكس ما تبطن، والهدف في النهاية هو نفس الهدف وإن اختلفت الطرق إليه.
ورغم حصوله على جائزة نوبل للسلام بكلامه المعسول ونياته التي حكم عليها بأنها حسنة، أعلن أوباما عن إستراتيجية جديدة في أفغانستان تقضي بزيادة عدد القوات، وإراقة المزيد من الدماء، وقد تطابقت في إستراتيجيته مع إستراتيجية سلفه في العراق، ولم يستثن منها استهداف المدنيين، وانتهاك حقوق الإنسان باسم الحرب على "الإرهاب"، وإذا تم إغلاق سجن جوانتانامو فهناك الكثير من السجون الأمريكية السرية في أوروبا والعراق وأفغانستان التي تنتهج انتهاكات حقوق السجناء، ولا تأتي هذه الخطوة إلا في إطار الدعاية الكاذبة للإدارة الأمريكية الجديدة، والتي تهدف إلى تحسين صورة واشنطن في العالم الإسلامي.
كذلك فإن ما أبدته إدارة أوباما من غضب، ثم عجز أمام "الكيان الصهيوني" في منعه من التوسع الاستيطاني في القدس وأراضي الضفة الغربية؛ لم يكن بوسع إدارة بوش القيام بأداء أكثر حرفية من هذا الأداء.
استمرار التوسع في بناء المغتصبات الصهيونية بالضفة الغربية
أصدر بنيامين نتنياهو قرارًا بالتجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية جاء هذا القرار كالتالي: "استثناء القدس من التجميد، قرار التجميد لمدة عشرة شهور، بعدها تستمر أعمال البناء كسابق عهدها، ويستثنى من ذلك كل المباني الضرورية للحياة؛ مثل الكنس والمعابد والبنى التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء.. إلخ".
وهذا يعني في الوقع استمرار أعمال الاستيطان دون توقف والعمل على تهويد القدس، وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة (هاآرتس) أن موعد بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى قد اقترب وسيكون في 16 مارس 2010م، كما ذكرت الصحيفة أنه حتى هذا الموعد ستحدث العديد من الاقتحامات لباحة المسجد الأقصى من قبل متطرفين يهود، تمهيدًا لعملية هدم المسجد وإقامة الهيكل.
الانتخابات الإيرانية
بدا المشهد في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بفوز محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية وكأنه عودة للبركان الإيراني 1979م، وبدت المظاهرات في شوارع العاصمة وكانها إعلان لثورة على الثورة، ورغم قدرة النظام الإيراني على قمع المتظاهرين، إلا أن النظام قد فقد قدرًا من هيبته؛ حيث رفعت لأول مرة شعارات مناهضة ليس فقط للرئيس نجاد، وإنما أيضًا للزعيم علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية وخليفة الإمام الخوميني.
ليس هذا فحسب، وإنما أخذت تتبلور حركة معارضة داخل الإصلاحيين أصبح لها رموزها "مير حسين موسوي" المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة، "هاشمي رفسنجاني" الرئيس الأسبق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو أحد أركان النظام وغيرهما من الشخصيات الإصلاحية التي اتخذت رموزًا لمعارضة النظام، ومن هؤلاء "آية الله حسين منتظري" أحد زملاء الخوميني، والذي كان على خلاف دائم معه، والذي تحولت جنازته إلى مظاهرة كبيرة ضد النظام، كما أضيف اللون الأخضر كرمز وشعار للثورة "المستمرة" ضد الثورة الإسلامية على شاكلة الثورات الملونة البرتقالية والقرمزية في الشرق الأوروبي، والتي كانت مدعومة من الغرب.
وهكذا كانت أحداث الانتخابات الإيرانية الرئاسية 2009م منطلقًا لحركة ستظل تزعج الزعيم خامنئي رأس النظام لعدة سنوات قادمة.
الملف النووي الإيراني
ظلت المناورات والوساطات المحادثات لحل أزمة الملف النووي الإيراني بين شد وجذب كالعادة دون نتيجة فاصلة؛ مما دفع الرئيس أحمدي نجاد إلى القول بأن هذه المحادثات تحوَّلت إلى مسلسل تليفزيوني ممل، وهذا ما شعر به جل المحللين السياسيين، كما دفع الولايات المتحدة إلى تحديد مهلة لإيران حتى نهاية العام لقبول اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بتسليم إيران اليورانيوم المنخفض التخصيب لديها، مقابل الحصول على وقود نووي، أو التعرض لمجموعة جديدة من العقوبات، وهو ما رفضته إيران؛ ما يعني استمرار جزء جديد من مسلسل محادثات الملف النووي الإيراني للعام 2010م ولعدة أعوام قادمة.
حرب صعدة
اشتدت رحى الحرب التي تشنها حركة الحوثي على النظام اليمني، وامتدت إلى داخل الأراضي السعودية لتدخل المملكة في الحرب إلى جوار اليمن، واتضح الدعم الإعلامي الإيراني للحوثيين بما لا يدع مجالاً للشك في تورط النظام الإيراني في هذه الحرب، كما يؤكد أن حرب صعدة تمثل إحدى حلقات الصراع الفارسي الشيعي- العربي السني، ويعكس لنا الوجه القبيح للثورة الإسلامية الإيرانية، والتي يبدو أنها تتوافق مع التوجهات الصهيونية والغربية لتقسيم المنطقة؛ ولكن لصالح الفرس هذه المرة.. ويبدو أن هذه هي إحدى حلقات الصراع الإيراني- الإسرائيلي، وهي حلقة التنافس على كسب كل منهم المزيد من النفوذ على حساب الآخر.
ويبدو أن حرب صعدة في سبيلها إلى الالتهاب في العام 2010م، خاصة مع اكتشاف وجود علاقة ما بين تنظيم القاعدة في اليمن وحركة الحوثي، كما يبدو أيضًا أن النظام اليمني لن يصمد طويلاً، ويحتمل أن نرى يمنًّا مقسمًا في العام 2010م في ظل اشتداد ساعد حركة الحوثي في الشمال، وحركة تنظيم القاعدة وتذمر الجنوبيين وشعب يعاني الفقر والظلم، ويؤمن بالانتماء للقبيلة أكثر مما يعترف بالدولة، ويمتلك السلاح ولديه الاستعداد لاستخدامه.
تركيا المستقلة
حققت تركيا العديد من النجاحات على كافة الأصعدة بقيادة حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، وعكس أداء السياسة الخارجية التركية توجهها نحو العالم الإسلامي بقيادة أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي الجديد، وأحد أبرز المراجع في علم العلاقات الدولية على مستوى العالم.
وقد برز ذلك جليًا من خلال الموقف التركي من معركة الفرقان والذي وضع تركيا في معسكر المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وكذلك في العلاقات التركية العربية عمومًا والسورية على وجه الخصوص، والتي تطورت بشكل لافت، خاصة وأنها لم تكن على ما يرام خلال العقود السابقة، لكن حزب العدالة والتنمية الذي استطاع أن يقفز على حواجز التاريخ والجغرافيا ونجح في إذابة الجليد بين تركيا وأرمينيا واليونان استطاع اجتياز نفس تلك الحواجز لإقامة جسور التعاون الإستراتيجي مع الجارة السورية؛ حيث ألغى البلدان تأشيرات الدخول، كما دخلت اتفاقية التجارة الحرة حيز التطبيق مطلع 2007م لتسهم في رفع حجم التبادل التجاري والذي وصل قرابة الملياري دولار في العام 2009م، ووافقت الحكومتان السورية والتركية على تأسيس شراكة إستراتيجية طويلة الأمد لتوسيع وترسيخ تعاونهما حول عدد كبير من المصالح المشتركة.
والحقيقة أن السياسة التركية الجديدة والتي يبرز فيها الاتجاه نحو العالم الإسلامي، والتي تظهر جليًا في العديد من المواقف في العام 2009م مثل معركة الفرقان وإدانة سياسة بكين تجاه مسلمي الإيجور ونمو العلاقات مع الكثير من البلدان الإسلامية سواء في إفريقيا أو في آسيا لا تنطلق فقط من منطلقات أيديولوجية، وإنما أيضًا من منطلقات براجماتية تهدف إلى مصلحة تركيا التي تعلم جيدًا حقائق الأمور في المجتمع الدولي الذي يهيمن عليه الغرب تحت قيادة أمريكية، ويرفض فيه الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا لأسباب حضارية، وينظر فيه الغرب للدول الإسلامية ودول العالم الثالث على أنها مجرد دول تابعة.
وتركيا بنهجها الجديد في سياستها الخارجية تتصرف كدولة مستقلة بل وكقوة إقليمية ودولية لها نفوذها، ولها كلمتها المستقلة والنافذة وهذا ما سنراه بقوة في العام 2010م وما بعده.
2009 عام اضهاد الأقليات المسلمة في العالم
كان 2009م عامًا حافلاً باضطهاد المسلمين عبر العالم، وبدا وكأن جميع الأمم والشعوب والدول تتداعى على المسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعتها، كما قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ففي الصين التي يراهن عليها الكثير من المسلمين على أنها الدول العظمى القادمة التي يجب مناصرتها وبعد عشرات السنوات من اضطهاد مسلمي تركستان الشرقية التي تحتلها الصين وتسميها "إقليم شيانج يانج" انتفض مسلمو الإقليم رافضين الاضطهاد الصيني، لكن بكين قمعتهم وبقوة، عشرات وعشرات من القتلى والجرحى والمئات في السجون الصينية يذوقون أسوأ أنواع العذاب.
أما في الغرب فقد اشتدت موجة العنصرية ضد المسلمين؛ حيث قررت إيطاليا فرض ارتداء الصليب بالمدارس على المسيحيين والمسلمين على السواء، كما شنت حملة إعلامية شعواء مدعومة من الأحزاب وكبار الدولة في كل من إيطاليا وفرنسا وضد الحجاب في جميع أنحاء أوروبا خاصة في بلجيكا، ونجح المتطرفون في سويسرا في الفوز باستفتاء شعبي يحظر بناء المآذن هناك.
ولا يزال المسلمون يتعرضون في جميع أنحاء العالم إلى الاضطهاد والعنصرية؛ وهو ما لا يقف للتصدي له أي قوة أو دولة إسلامية، كما لا يجد المسلمون في فلسطين والعراق وأفغانستان من ينقذهم أو يدافع عنهم أو يدعمهم في وجه الاحتلال الصهيوني الغربي الأمريكي؛ مما يعني أن العام 2010م سوف يشهد المزيد من إراقة دماء المسلمين في جميع أسقاع الأرض، وارتفاع معدلات العنصرية تجاههم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.