نظم منتدي النهضة والتواصل الحضاري بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية مكتب السودان محاضرة كبري تحت عنوان: القدس عبق الحضارة وانعتاق الارادة تحدث فيها ضيف البلاد الشيخ د. محمد راتب النابلسي ود. عصام احمد البشير ود. قطبي المهدي ، وذلك بدار الجالية الفلسطينية بالحديقة الدولية بالخرطوم. وقال الشيخ د. محمد راتب النابلسي أن مدينة القدس، حيث المسجد الأقصى، هي ثاني المسجدين ومتعبد الأنبياء السابقين ومسرى خاتم النبيين ، مشيرا الي ان اي نصر سابق في القدس لم يكن إلا من عند الله ، مشيرا الي قول احد الفرنجة الذين شهدوا فتح القدس علي يد صلاح الدين: " إن المسلمين لم يؤذوا أحداً ، ولم ينهبوا مالاً ، ولم يقتلوا مسالماً ، أو معاهداً ، و أن من شاء منا خرج ، وحمل معه ما شاء ، و أننا بعناهم ما فضل من أمتعتنا فاشتروها منا بأثمانها ، وأننا نغدو ونروح آمنين مطمئنين لم نر منهم إلا الخير والمروءة ، فهم أهل حضارة و تمدن "، وصَدَقَ من قال : "ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم منهم "، وليته قال : " إن المسلمين لم يهدموا بيتاً ، ولم يصادروا أرضاً ، ولم ينشؤوا مستوطنة ، ولم يكسروا عظماً ". وتساءل النابلسي:" ماذا حول المسجد الأقصى اليوم؟ حينما تسلب أرض شعبٍ ، وتنهب ثرواته ، وتنتهك حرماته ، وتدنس مقدساته ، وتداس كرامته ، وتقهر إرادته وتفرغ قِيَمُه ، ويزوَّر تاريخه ، وتمارس عليه ألوان التجهيل ، والتجويع ، والتعذيب على يد أعدائه ، مشيرا الي ان حركة هذا الشعب لاسترداد حقه في الحياة الحرة الكريمة لا يمكن أن تسمى إرهاباً ، ولا تخريباً ، ولا انتحاراً . وقال ان الإسلام هو مصدر قوةٍ لنا جميعاً وهذا يفرض علينا أن نناضل بكل قوانا ، وبصدق ، وإخلاص لحماية الدين الحنيف من هذه المؤامرات الاستعمارية لنحفظ له مهابته ، وجلاله ، وليبقى مصدر عزةٍ و قوة للمسلمين ، وليبقى حافزاً لتقدمهم في كل مجال ، مشيرا الي ان سكان فلسطين هم رمز البذل والعطاء والتضحية والفداء . وأكد النابلسي ان المعركة بين حقين لا تكون ، لأن الحق لا يتعدد ، والمعركة بين حقٍ وباطل لا تدوم ، لأن الله مع الحق ، والمعركة بين باطلين لا تنتهي ، مشيرا الي قول العلماء هناك نصرٌ استحقاقي مثل نصر المسلمون في بدر ونصر تفَضُّلي بحكمة الله كما انتصر الروم على الفرس ، أما النصر التكويني فكلا الطرفين لا إيمان له بالله ، فينتصر الأقوى . وقال النابلسي:" هناك آيتان في القرآن الكريم كافيتان لتحديد عوامل النصر هما قوله تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ، وقوله تعالي:" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ". وقال ان الله ما كلَّفنا أن نعد العُدَّة المكافئة ، بل كلفنا أن نعد القوة المتاحة لنا فقط ، مشيرا الي اننا لو آمنا بالله ورسوله الإيمان الذي يليق بنا ، وأعددنا القوة المتاحة ، واستعنا بالله ، لانتصرنا على أعدائنا ، واضاف:" المسلمين في آخر الزمان ليسوا مستعدين أبداً أن يغيروا ، وينتظرون من الله أن يغيِّر ، وهذا مستحيل " .