لقد فرض الله شهر رمضان الذي خصه الله بخير كثير تكريما لنزول القرآن فيه بل جعل ليلة نزوله خيرا من ألف شهر والصوم ليس مجرد الامتناع عن إشباع شهوتي البطن والفرج فترة من اليوم ولكنه حيا ة كاملة مع الله بالقلب والجوارح ومراقبة لله ومجاهدة والتزام بآداب الإسلام وأخلاقه وابتعاد كامل عن كل ما نهي عنه الإسلام من أقوال وأفعال وهكذا نرى شهر الصوم بمثابة مصحة يدخل فيها المسلم شهرا كاملا يعالج فيها من كل العلل والأمراض ليخرج منها مع العيد معافي من كل داء فرحا بصيامه وشفائه ومن أهم ما يخرج به الصائم من آثار تربوية صفة الإخلاص لله وحن مراقبته فالصوم سر بين العبد وربه والإخلاص من أعظم وألزم الزاد لكل مسلم على طريق الدعوة فلا خير في عمل أو جهد خلا من الإخلاص . والصوم يقوى إرادة المسلم حيث يجاهد نفسه ويكبح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم طوال الشهر فذلك يعينه على كبحها عن الحرام وقوة الإرادة من ألزم الزاد لرجل العقيدة على طريق الدعوة. والصوم يكسب الصائم فضيلة الصبر الذي هو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها رجل العقيدة لتخطى العقبات ومواصلة السير على طريق الدعوة دون ضعف أو وهن أو استكانة . والصوم يطوع الجوارح كلها لمرضاة الله فتصوم العين والأذن واللسان واليد والرجل والفم والفرج عن كل ما حرم الله وهذا جانب تربوي هام في تكوين شخصية رجل الدعوة وجندي العقيدة . والصوم يكسب صاحبه فضيلة الحلم على الجاهلين ويكظم غيظه ويرد جهل غيره ويقول أنى صائم وما أحوج رجل الدعوة إلى سعه الصدر ولين الجانب وعدم الغضب للنفس . الصوم يربى في قلب الصائم صفة العطف على الفقير والمحتاج فيسود التعاطف والتكافل بين المسلمين والصوم وخاصة في أيام الحر الشديد يهيئ المسلم للصبر والتحمل في ميادين الجهاد ومجالدة الأعداء والصوم يدعم معنى الجماعة في نفس الصائم حين يشعر أن المسلمين جميعا في أنحاء العالم يشاركونه أداء هذه الفرصة في نفس الشهر والصوم يربط المسلم بهذا الكون وما فيه من أقمار ونجوم حيث يربط الصيام والإفطار آخر الشهر برؤية الهلال ويعود المسلم الدقة في أوقاته حيث يتحرى وقت الإمساك ووقت الإفطار حتى لا يبطل الصوم كما وللصوم آثاره الصحية الطيبة كذلك.