قال مسؤول في جنوب السودان "إن رفض السودان وقبيلة المسيرية إجراء استفتاء على منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها في أكتوبر المقبل هو محاولة يائسة لخلق فتنة". ويتضمن الاستفتاء المقترح من الاتحاد الإفريقي أن يحدد أبناء الإقليم النفطي المتنازع عليه مصيره ما بين التبعية للسودان أو جنوب السودان. وأضاف إدوراد لينو، رئيس اللجنة الإشرافية على منطقة أبيي من جانب دولة جنوب السودان، ل"الأناضول" أن إجراء استفتاء أبيي "أمر محسوم أساسا؛ فالعرقلة الوحيدة في طريق قيامه هي مواقف البشير (رئيس السودان عمر البشير) ومن آذروه، من (قبيلة) المسيرية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم". وبحسب لينو فإن مواطني أبيي "هم فقط من لهم الحق في تحديد اليوم الذي يجري فيه الاستفتاء"، مشيرا إلى أن قبيلة المسيرية "ليسوا مواطنين في منطقة أبيي؛ فهم رعاة فقط ليس إلا، يمرون للرعي في المنطقة بشكل موسمي". وفي تصريحات سابقة للأناضول قال لينو إن "أبيي (منطقة) جنوبية، والاستفتاء هو إجرائي فقط، ولا نقول تحصيل حاصل، ولا يمكن لبلادنا ان تنتظر طويلاً موافقة الخرطوم للحل النهائي في أبيي، ونحن سنذهب إلى المنطقة، وسنمكث فيها، ونجري الاستفتاء سواء وافقت الخرطوم أم رفضت". وشدد "لينو" على أن "كل الخيارات مفتوحة، بما فيها عودة الحرب إذا رفضت الخرطوم الحلول التي قدمها الاتحاد الإفريقي وبمساندة مجلس الأمن الدولي". وكان محمد الحسن الأمين، رئيس لجنة الدفاع والأمن والعلاقات الخارجية في البرلمان السوداني، أعلن الأسبوع الماضي عدم قبول الخرطوم لإجراء الاستفتاء في أكتوبر دون مشاركة قبيلة المسيرية، وكذلك عدم قبولها لأي عمل منفرد يتم اتخاذه في هذا الملف من جانب دولة جنوب السودان. وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان السوداني ، التزام الحكومة السودانية بتنفيذ الاتفاقية الخاصة بأبيي وعدم السماح بأي تجاوزات قانونية . وأصدرت رئاسة جنوب السودان أمرا يقضي بمنح أبناء إقليم أبيي العاملين، في جميع مؤسسات الدولة أجازات مفتوحة للعودة إلى الإقليم، تمهيدا للاستفتاء المزمع في أكتوبر،على أن تبدأ الأجازة في أول سبتمبر، وتنتهي بإجراء الاستفتاء. ورفضت قيادات من قبيلة المسيرية إجراء الاستفتاء في أكتوبر،حسبما تناقلته وسائل إعلام سودانية الأسبوع الماضي دون تقديم توضيحات. ويقول السودان إن قبيلة المسيرية من حقها المشاركة في الاستفتاء باعتبارها من مكونات منطقة أبيي، في حين يقول جنوب السودان إن المسيرية ليسوا إلا رعاة يمرون على أبيي للرعي في المواسم. ومن المتوقع أن تتناول زيارة رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إلى الخرطوم نهاية الشهر الجاري مسألة الاستفتاء. وكان الاتحاد الإفريقي تبنى في قمة رؤساء الدول سبتمبر الماضي المقترح الذي تقدم به رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوي ثابو مبيكي، والذي ينص علي إجراء استفتاء أبيي أكتوبر المقبل. وقوبل ذلك المقترح برفض من مجموعة المسيرية التي تصر علي التصويت في الاستفتاء المزمع اجراؤه في المنطقة. ومنذ انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011 شكلت تبعية هذه المنطقة الغنية بالنفط محل نزاع بين جوباوالخرطوم.