* أمير حسين أحمد [email protected] بتاريخ 21 ديسمبر العدد (90) بجريدة (الأمكنة) الولائية طالعنا في صفحاتها الهجوم العنيف على مراسلي الصحف بولاية الجزيرة وقد شن كل من صاحب عمود (أضواء كاشفة) وعمود (دفقة ضوء) وعمود (بدون زعل) وصاحب عنوان (آفة صحف) هجوماً عنيفاً على مراسلي الصحف بالولاية بهجوم غير موزون مدافعين عن حكومة ولاية الجزيرة وواليها (الملاك) البروف/ الزبير بشير طه متهمين كل المراسلين بالمفترين وعديمي المصداقية ونقول لهم متوكلين على الله أنتم بلا بصيرة وأضواء تنير لكم الطريق قد ضللتم الطريق وأنتم آفة الصحف والمجتمع وأنتم (زعلانين) من كلمة الحق وإليكم الحقيقة كاملة غير منقوصة تشق قلوبكم كالسهام في ضجيج النفاق تختنق أصوات الصدق وفي صخب المواكب تطمس معالم الحقيقة إذا لا يغرنك امتداد سلطان المفسدين فإن من حكمة الله ألا يأخذهم إلا بعد أن لا يجد من يقول عنهم يرحمهم الله لأن طبيعة الظالمين أن ينادوا بالصدق لينافقوا وبالعدل ليظلموا وبالأمانة ليسرقوا ويتحدثوا باسم الشعب ليستعبدوه ويدافعوا عن الفقير بأن لا يصبح غنياً ويقاوموا طغياه ليفرضوا طغياناً أشد وأقسى فأيهما أسوأ يرحمك الله، الذي يضطهد الشرفاء أم الذي يحقد عليهم فأعلم لا يدوم للطاغية سلطان ولا لكذوب محمدة ولا لبطل نعمة فأعلم إن في المأزق ينكشف لؤوم الطباع، وفي الفتن تنكشف أصالة الرأي وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق وفي المال تنكشف دعوى الورع وفي الجاه ينكشف كرم الأصل وفي الشدة ينكشف صدق الأخوّة فأحذر الحقود إذا تسلط والجاهل إذا قضى واللئيم إذا حكم والجائع إذا يئس والواعظ المتزهد إذا كثر مستمعوه.. آه.. آه.. آه.. لو أمن الظالم إن للمظلوم رباً يدافع عنه لما ظلمه فلا يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه. إذا سأل الناس في العصور المقبلة عن أشد فظائع الألفية الثالثة فسيقول لهم التاريخ، بملء فيه إنها معاناة إنسان ولاية الجزيرة وإذا تساءل الضمير البشري في الأيام الآتية عن أقبح ظلم حلّ بأضعف أمة وسيجيبهم أرواح موتى الفشل الكلوي بولاية الجزيرة، وإذا تساءلت الأجيال القادمة كيف، حكم البروف/ الزبير بشير طه ولاية الجزيرة فستقول مساجدها أسألوا المراجع العام ولئن كان في الجهر بالحق بعض الألم فإن في السكوت عليه الألم كله، والبلاء كله وما نحسب أحد يرضى من الشيء بأكثره وهو كاره لأقله أو يتحمل من الفساد أشده وما على الذين ينقضون شفاء النفوس من الألم لقليلون أن يصرحوا بالداء الذي حدده المراجع العام غير مكترثين بنفرة الطفل المريض من الدواء إن التاريخ يدون فصول هذه الرواية التي تمثلها حكومة ولاية الجزيرة إذن لمن يشكو الحزين إن تملكه الأسى والأحزان، ولا تحسبني إنني أشكو آلاماً مهذبة إني أشكي مرض الأجسام والقلوب ولا كتلك التي يضج منها أصحاب الفشل الكلوي ومريض السرطان فالأمراض التي استوطنت بولاية الجزيرة، ولا هي التي يتوهمها أهل الحب والغرام وإنما أشكو آلاماً تتصل بحياة إنسان هذه الولاية وسيرتها وسمعتها.. ولاية لبست البلاء وتعطلت من الحلأ صارت من أهلها خالية بعد أن كانت بهم حالية وقد انفض البين سكانها، وأقعد حريق المحلية حيطانها وأبكى جيرانها ولاية شاهد البين منها ينطق وحبل الرجاء منها يقصر فإن عمرانها يطوى ويشيّد أركانها قيام وقعود وحيطان قناطر مشروعها ركع وسجود ولاية كانت قبل هذا الوالي كجنة الخلد منقوشة في عرض الأرض كانت محاسن الدنيا وخيراتها مجموعة ومحصورة في نواصيها ترابها عنبر وهواها نسيم وماؤها رحيق كانت معشوقة السكنى، رحبت المسوى واسطة الرقعة طيبة السمعة وواسطة البلاد و(سرته) ووجهها وغرتها فأضحت في ظل هذا الوالي.. قوى فيها سلطان حر الفساد وبسطت سياط الظلم والفساد وأوقدت شمس الفتنة نارها وأذكت بالقبلية أوارها حرها يلفح وجه النسيج الاجتماعي وتذيب قلب صخر الصبر كالطير الهائم يجرجر أذيال السمائم ركبت منه الجنادب العيدان ونضج منه الجلد يا أهل البصيرة والتبصر وولاية الجزيرة عمود الخيمة منهم يشق الفساد، وأصبحت الدعوى غير مستجابة ورحلت منها العدالة. (حسبي الله ونعم الوكيل..).