مع الصاوي مرة أخرى.. الديموقراطية المستحيلة) وأسئلة إعادة تأسيس التأسيس..(2) أحمد ضحية شاهدت (ندوة لندن – بكامل وقائعها) ودهشت لمعادلة غريبة: ثلاثة مواقف: موقف الحدة بمعنى إستلام زمام الأمور (الجبهة الثورية) للإتيان بما عجز الحداد عن صنعه؟!.. في الواقع هذا الموقف من المفترض أنه –بالنسبة للجبهة الثورية في رحم الغيب؟!, ومن الخطورة التعامل معه بهذا القدر من الوثوقية لأن هذه مسئولية جسيمة!!؟!.. والموقف الثاني هو ما تمثله حركات الإسلام السياسي بأرصدتها المتخلفة وطلائعها المتقدمة – حتى أنني تذكرت بنونة بت المك كما يطيب لأستاذنا الكابلي الخوض في التراث على طريقته- فكل ما قالته مريم الصادق (دكتورة مريم) هو الشيء نفسه الذي تحدث عنه محجوب شريف (ما بنبنيه فرادي.. ولا بالضجة في الرادي ولا الخطب الحماسية؟!), وفي الحقيقة (الأميرة مريم) تعرضت لشيء من هذا القبيل, البقينا ما عارفين "القبيل" ده ذاتو تابع لياتو قبيلة سياسية؟! وهو الشيء نفسه الذي إستهلك حياة الخنساء في بكاءها المر على صخر (الذي تأتم الهداة به.. كأنه..), وهو "البكاء" نفسه على -الأندلس المفقود كما رأته عيون خيال شاعرنا المحجوب.. , رغم أن عصره (أخونا صخر) خلى (من الخلو) تماما من نادي مدريد ومن أي مؤتمرات دولية أو داخلية أو إجتماعات ثنائية مع رئيس مختل.. إذ لديه القدرة على محاضرة كل ه يحاضرها! وقد فشل في حل أزمة بلاده..؟!.. وعبر عن (أخونا صخر وبنونة) أستاذنا الكابلي بشفافية عالية, يمكن أن تؤدي لمساءلات قانونية تتعلق بجرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية؟! : (ما دايرالك الميتة أم رمادا شح.. دايراك يوم لقا بدماك تتوشح) ومريم الصادق أكثر دراية من أمثالنا "بسيوف العشر" رغم أن أجدادنا "نحن" هم من راح "شمار في مرقة" في مثل هذا النوع من المغامرات الجزافية والقصص والحكايات الشعبية الأسطورية التي لا علاقة لها بمنطق من نوع "سيف العشر" الذي تغنى به وردي للمفارقة؟!.. الموقف الثالث كان موقف من يطلقون على أنفسهم تقدميون – اللهم إلا إذا كان معنى التقدم أن يمد الشخص رأسه لقدام أثناء المشي نوما؟!.. أو ما تم تعريفه من قبل "ثقافتنا" ب"حمار النوم"- على أية حال كل ما حدث في ندوة لندن يتصل بأسئلة التنوير من بعيد لبعيد (ألا رحم الله عيون (بعض) شعرائنا السودانيين).. إذ لا يتصل بهذه الأسئلة المخيفة من قريب لقريب؟!.. بالطبع لا أعني في بعض ما قلت ممثل الجبهة الثورية؟! لا زال البعض حتى في نقاش موضوع غير مهم على الإطلاق حول (حياة الرئيس الكارثي من عدمها) , يصرون على إحالة حياة الغلابة أمثالنا إلى شقاء وضجر؟!.. هذا النوع المستفز من الندوات ضروري ومهم جدا لفرز الكيمان ولتحديد ما ينبغي على السودانيون فعله, للخروج من متاهة السلطة والسلطان, ومأزق الشعب المغلوب على أمره..