ربما أن أهم نقطة تتبادر إلى الذهن على خلفية تاريخ السودان —في تقديري— أن هذه الحرب هي صراع داخل (نفس النظام وروافده في تفكير العقل السياسي السوداني)، الذي أسس (الجمهورية الأولى!) أو ما ظل البعض يطلق عليها إسم (دولة 1956)..
نفس العقل السياسي الذي (...)
كي تتوقف هذه الحرب ، لابد من توفر (إرادة صادقة) لإيقافها ! وصدق الإرادة يتأتى -على الأقل- بأن تعيد قوى الثورّة (الأحزاب ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والنقابات والاتحادات) النظر في (سلوكها وممارساتها السياسية) ، منذ اندلعت ثَورة (...)
لم تتوقف منذ اندلاع الحرب مساعي التوصل لحل، من قبل قوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي، والاتحاد الأفريقي و الإيغاد، والثلاثية والرباعية وأصدقاء السودان. وقد أشرنا في المقال السابق إلى (منبر جدة) أو (المبادرة الأمريكية السعودية المشتركة)، والتي رُغم (...)
لصلة هذا المقال بالمقال السابق ، استهله بمناقشة فكرتين أساسيتين ، الفكرّة الأولى : أن النزاع المركزي في السودان، ظل يتمحور في جوهره ؛ حول (مركز السلطة) الذي يصنع وينفذ السياسات ، التي أفضت إلى "الاختلال في ميزان السلطة والثروة"، وفجرّت النزاعات (...)
خلال ما يزيد عن ثلاث عقود تعامل "الإسلاموطائفيين" مع "الدولة السودانية" كمُلك عضوض، لا ينبغي لأحد أن يشاركهم فيه! ونسبةً لقصر نظرهم وتوقف تفكيرهم في لحظة واحدة، هي لحظة انقلابهم (الناجح) على نظام برلماني منتخب في 30 يونيو 1989، الذي كانوا قد (...)
(1—4): بعد نجاح ثورّة ديسمبر 2018 في تقويض "البُنية الفوقية" لنظام الحركة الإسلاموية، بدى واضحاً أنه ليس من الحكمة؛ طلب التغيير بواسطة السلاح ل(بناء سودان جديد)، في ظل ظروف وتركيبة السودان، بتعقيدات أزمته التارّيخية الطاحنة والمزمنة.
لكن، وبعد أن (...)
(1) صحيح أن أولوية شعبنا العاجلة والملحة الآن ، تتمثل في إيقاف هذه الحرب الكارثية بكافة السُبُل التي ضمنها ما شرعت فيه القوى الوطنية الآن من تكوين لجبهة عريضة ضد الحرب ؛ وكذلك للضغط لأجل حماية المدنيين ؛ والمساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية.
ولكن (...)
"هل يتكرر نموذج دولة الأطراف (العربية) انطلاقاً من السودان والنيجر ليجتاح غرب أفريقيا" .
مقدمة:
(الإسلامويين) وبعد أن فشل انقلابهم ، وتحوّل إلى حرب كارثية ، أصبحوا لا يأبهون لخطورّة (تاكتيكاتهم) على (وحدة وسلامة السودان بتكوينه الحالي) ، الذي هو (...)
هذه الحرب بالنسبة للاسلإمويين هي حرب (وجود) ، فمشكلتهم مع (الإطاري) ، ليس دمج الدعم السريع في عشرة سنوات أو سنتين ، بل مشكلتهم الحقيقية إدراكهم أن (الاطاري) سيفكك تمكينهم ونفوذهم! .
ولذلك حتى لو لم يكن هناك دعم سريع ولا يوجد آل دقلو في الجغرافيا (...)
منذ 17 نوفمبر 1958م ، عندما سلم السيد عبدالله خليل ؛ رئيس الوزراء وسكرتير عام أكبر حزب في السودان وقتها (حزب الأمة القومي) ، السلطة طوعاً واختياراً للفريق إبراهيم عبود، كان في الحقيقة من حيث لم يحتسب ، قد قضى بهذا القرار على "نُوَّاة الدَولة المدنية (...)
بعد أن تنتهي هذه الحرب الفظيعة ، هناك الكثير من المراجعات التي يجب أن تتم، والكثير من الأسئلة التي بحاجة للإجابة ، والكثير من المسلمات والبديهيات ، التي يجب التوقف والتفكير فيها.
ومن هذه البديهيات أنه عندما تندلع حرب ؛ في أي دولة من الدول ، يسارع (...)
المجتمع الدولي في بداية الأحداث انطلت عليه (الخدعة) ، وهو الذي جرب (خدع الاسلامويين) لثلاث عقود متتالية ، فظن في البداية أن هذا تحرك من (الجيش) ضد (ميليشيا متمردة) ، ومن المنطقي لكل ذي عقل "الوقوف مع الجيش الرَّسمي"، لاحقاً المجتمع الدولي أدرك أن (...)
منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي . أخذت "التعددية الإِثنية" تجد اهتماماً كبيراً ، من قبل الباحثين والأكاديميين وكتاب الدراما والسينما. انعكس ذلك في الكثير من الأعمال ، كان أبرزها في جنس السينما في العام 2004م ، فيلم فندق (رواندا) Hotel Rwanda ، الذي (...)
عندما نسمع عبارّة "الثورَّة الوطنية الديمقرّاطية" ندرك أنها تنطوي على مفهوم يختلف من شخص لآخر، فبالنسبة للسواد الأعظم من الثوّار في "لجان المقاومة" أن هذه الثورة هي لنيل الحرّيات واسترداد الحقوق وتحقيق العدالة والسلام ، وبناء الدولة المدنية (...)
الناس أعداء ما جهلوا!
الإمام علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه
اللافت للانتباه أن الفلول ، جعلوا من الهجوم على (الاتفاق الإطاري) منصة للهجوم على الرفيق ياسر عرمان ، والعكس صحيح .. بجعلهم من الهجوم عليه، منصةً للهجوم على الاتفاق الإطاري! وهو التطابق نفسه (...)
الآن في أقصى جبال النجم يطبع وجهه في النجم (سودان) جديد!*
"جبلٌ على بحرٍ وساحل للأنبياءِ/ وشارعٌ لروائحِ الليمون، لم تُصب البلاد بأى سوء/ هبت رياحُ الخيل، والهكسوس هبوا/ والتتار مقنعين و سافرين.. وخلدوا اسماؤهم بالرمح أو بالمنجنيق وسافروا/ لم يحرموا (...)
*منذ العام 2009م بدأت أتابع باهتمام بالغ المقالات المهمة لأستاذنا المفكر الراحل عبدالعزيز حسين الصاوي على صفحات سودانيز أون لاين ، التي ربط فيها بين التعليم والتنوير ونهضة الأمة وبناء الدولة الوطنية الحديثة ، فحرصت في زيارتي للندن العام 2010م على (...)
*في اجتماع مشترك لمجلسي السيادة الوزراء بتاريخ 24 أبريل 2021م أي (قبل انقلاب 25 أكتوبر بستة أشهر فقط) أُجيز قانون "مفوضية مكافحة الفساد" لتعزيز أنشطة لجنة "تفكيك نظام 30 يونيو 1989م وإزالة التمكين واسترداد الأموال العامة"، بعد إزالة أي تعارض في (...)
* وزراء المالية الأذكياء والأكفاء من ذوي الخبرة
والدراية في عالم اليوم ، لا يختارون لزيادة إيرادات الدولة رفع الضرائب على كاهل المواطنين الفقراء ، الذين يعيشون حد الكفاف! .
لسد عجز ميزانيات الدولة ، وتسديد الديون والقروض ومقابلة حجم الإنفاق الضخم، (...)
لا شك أن الأزمة التي ظلت تعصف بشرق السودان ، منذ تفجر ثورة ديسمبر المجيدة ، بقدر ما هي امتداد لإرث التهميش ، فهي من الجهة الأخرى أزمة ناتجة عن تكتيكات الحركة الإسلامية ، خلال ثلاث عقود من تسييس الادارة الأهلية.
الأمر الذي جعل الادارة الأهلية بعد (...)
تمهيد
غني عن القول أن نظام الإنقاذ (بمشروعه الحضاري البائد)، خلال ثلاث عقود من التسييس والتمكين ، وتجيير المحاكم لخدمة حزب الحركة الإسلامية تمكن من إفساد القضاء فأصبح محل شك في محاسبة المفسدين وتحقيق العدالة.
بالمقابل ترتب على ثورة ديسمبر 2018م واقع (...)
تمهيد
وقع على (اتفاق جوبا لسلام السودان) في 3 أكتوبر 2020م مع الحكومة الانتقالية حركات تحالف الجبهة الثورية الأربعة: (تحرير السودان) بقيادة مني أركو مناوي ، و(العدل والمساواة) بقيادة جبريل إبراهيم ، و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) ، مالك عقار ، (...)
الجيش والسياسة
على الرغم من الأهمية الكبيرة، التي أوليت للانتقال السياسي في السودان ، منذ انطلاق ثورة ديسمبر 2018م إلا أنه لم يتحقق حتى الآن أي تحسن في توطين الديمقراطية داخل قطاعَي الأمن والدفاع ، الذين يُعتبَران أساسيين من أجل استمرارية هذا (...)
ونحن نتحدّث عن العدالة الانتقالية بخصوص ما مضى من أحداث دامية قبل الاتفاق الإطاري ، لا يزال العنف يمارس ضد الثوار في حراكاتهم ، ولا يزال العنف والعنف القبلي المضاد والانتهاكات يتجددان في المناطق المهمشة بفعل الفتن التي يثيرها الفلول وحلفائهم من (...)
الموقف الشاذ لمناوي من الحل السياسي ، واستعداء أطرافه في قوى الحرية والتغيير ، وبالخصوص استعداء الرفيق ياسر عرمان لا ينفصل عن خطه السياسي الهزلي والفقير ، الذي لا يليق بحاكم إقليم وقائد حركة مسلحة تدعي تبنيها لقضايا المهمشين.
مناوي كانقلابي ظل يضع (...)