كان في الماضي يحتفل خريجي الجامعات والمعاهد العليا السودانية بتخرجهم من الجامعات بعد سنيين عجاف بين اضابير الحياة العلمية ،وكان الاحتفال عادي للغاية ، وليس فيه اي ظهور أوتكليف ام الان فظهرت احتفاليات رياض الاطفال والتي لا تنقص من هيلمانه احتفالية الجامعات والمعاهد العليا السودانية الحالية من شيء ، حتى ان الطفل المتخرج لايدرى شيئاَ عما يدور في هذه الاحتفالية التي تقام بداخل هذا التجمع،مع العلم اننا عندما درسنا في رياض الاطفال في ذلك الزمن الجميل كانت مدرستنا او معلمتنا كما يحلو ان نسميها انذاك(ست تاساي) وكنا نجلس على (البنابر) والكراسي الصغيرة التي تصنع من البلاستيك والحبل،واخرين يجلسوا على البروش،وليس لدينا ذي موحد كما هو الان و كما اننا كنا نرجع الى وقت الفطور الى المنزل مشياَ على الاقدام وكنا ناتي ونرجع الى الروضة مشياَ على الاقدام،وليس هناك ساندوتشات تعطي الينا،وكما ان رياض الاطفال في ذلك الزمن لم تكن همزة وصل ما بينها والمدارس الابتدائية،كما الحال الان، فقد كنا نسجل في الاخيرة عن طريق الاجتهاد وقد يصل عمرنا الى السابعة او الثامنة وان قلت التاسعة فانني لا اكذب،اما مستوى معلمتنا كانت خريجة متوسطة أو الابتدائية مع قليل من الخبرة،وليس لدينا اي كتب اومذكرات او دليل أو ادوات مساعدة اخرى في داخل الروضة غير(مزيره)وبرش للصلاة وكنا نتعلم او تعلمنا المعلمة الصلاة وكيفية الوضوء وبعض الاناشيد الدينية،فليس لدينا حفلات تخريج أو شهادات تقديرية كما هو الحال الان ،اما الان فرياض ااطفال اصبحت بمقاييس الجامعات في الاداء والتطوير وليس كجامعات الانقاذ ولكن حسب تشبيهي برفاهية الجامعات في دول الخليج العربي واما حفلات تخرجها توازي حفلات تخريج الجامعات، وان قلت افضل قد يكون مدعاه للسخرية،واما الكتب والمواد المستعملة فيها،بالاضافة الى وسائل المواصلات،والوجبات التي تعطى للاطفال، فهي على مستويات عالية،مع العلم ان جميع معلمات رياض الاطفال حالياَ هن من خريجات كلية الاداب قسم رياض الاطفال أو علم النفس بجانب بعض منهن لديهن خبرات طويلة في هذا المجال، بل نجد التنافس الكبير مابين رياض الاطفال ورفيقاتها حتى وصل الى درجة المنافسة الى الاعلان عبر وسائل الاعلام المختلفة،مع العلم بان رياض الاطفال اغلبها اتجهت الى العمل الخاص،بينما نجد القليل منهم تابعة للتعليم ماقبل المدرسي لكن تجويد الاداء قليل ليس كمثل رياض الاطفال التابعة للقطاع الخاص،والله اعلم .. د. احمد محمد عثمان ادريس [email protected]