مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    أهلي القرون مالوش حل    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    مسيرات في مروي وقصف في أمدرمان والفاشر مهددة بالاجتياح    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    مناوي: أهل دارفور يستعدون لتحرير الإقليم بأكمله وليس الفاشر فقط    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. في أول حفل لها بعد عقد قرانها.. الفنانة مروة الدولية تغني لزوجها الضابط وتتغزل فيه: (منو ما بنجأ ضابط شايل الطبنجة)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب مصطفي وسبدرات ومرمي النيران..!
نشر في السودان اليوم يوم 11 - 05 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
الطيب مصطفي وسبدرات ومرمي النيران..!
يبدو أن السيد الطيب مصطفي، سيشرب من نفس الكأس التي داوم علي توزيعها بإسراف، يمنة ويسري علي كل مخالفيه! بعد أن طالته تهم الإستيلاء علي أموال صحيفة الإنتباهة من غير وجه حق، بعد أن تركها مغاضبا. وهي تهم مشفوعة بتحدٍ للسيد الطيب مصطفي، أن يثبت ملكيته لأسهم في تلك الصحيفة. وهي كلها أفعال مريبة تحدث! بعد أن أدخلتنا الإنقاذ مرحلة، غياب الفواصل والحدود بين الخاص والعام والدولة والتنظيم والوظيفة والعائلة، وطغياب وعي الجاهيلية الأولي علي مؤسسية الدولة الحديثة!( بالمناسبة ما هي مصادر تمويل هذه الصحيفة؟ وإذا صدقنا كذبا أن الطيب مصطفي يمتلك تلك الأسهم، ما هي مصادر ماله؟ ومتي وكيف كونه؟ بمعني إن الشبهات تطارد الطيب مصطفي في كل الأحوال!!).وعطفا علي ذلك، فتح المحامي وعضو النظام السابق، السيد عبد البابسط سبدرات، جبهة أخري لقتال الطيب مصطفي، عمادها فضح الخفايا وكشف الممارسات العجيبة، التي كانت تصدر عن الطيب مصطفي، وهو يعتقد انه أتي بما لم تاتِ به الأوائل! بل ويجد المساندة والدعم والجوائز، لتعينه علي القيام بهذه الألعاب الخرافية والتخاريف السياسية!
والإختلافات عموما شئ متوقع حدوثه في الفضاء العام، الذي يجمع أشتات وأفكار ورؤي مختلفة، بإختلاف التوجهات والبيئات المنتجة لتلك الرؤي والأفكار، إضافة الي تباين الأولويات وتضارب المصالح...الخ، وبهذا يصبح عدم الإختلاف هو الإستثناء، بل هو المستحيل بعينه! وبناءً علي ذلك، كان لأبد من تأطير الإختلافات والدفع بها في قنوات محددة، سواء أكانت سياسية او فكرية او تنظيمية. بمعني، أن هنالك ضوابط او كوابح تمنع الإختلاف من الإنفلات و التحول الي خلاف، وتاليا جر الجميع الي ساحات القتال وميادين الإقتتال، والتي بدورها تصل بالإختلافات الي نهاياتها الصفرية. اي تلغي معني الإختلاف ذاته، وتحوله الي إكراهات يفرضها الطرف القوي او المنتصر! وتاليا تسميم بيئة المجتمع، بتحويله الي حالة من العداء والحقد والخوف بين مكوناته، وهو ما يماثل مجتمعات الهمج، وليس المجتمعات المتحضرة التي تسعي للتواصل والتلاقي والتحاور وتبادل المنافع. أي الإختلاف واقع تعترف به المجتمعات المستنيرة العقلانية، وتاليا تنظم طريقة إدارته والإستفادة منه بدرجة قصوي. أما عدم الإختلاف والأصح إنكاره، فهو تصور فاسد، تتبناه الجماعات المؤدلجة، كإنعكاس لقصور وعيها وتبسيطها للقضايا بصورة مخلة! وذلك بفرضه عبر ممارسة الدكتاتورية ( أو عملية نفي الشعوب)، علي مجتمعات قليلة الحيلة وأقل مبالة حيال الشأن العام، وتعاني من جدلية ضعف التطور شدة الطغيان الدائرية!
والسبب الأساسي، في إكتساب الإختلافات والأصح الخلافات، التي يخوضها السيد الطيب مصطفي مع خصومه الكثر! شحنة من الإنفعالات الهائجة، والإستعصاء علي الإنضباط القيمي والموضوعي! هو معاناته الشخصية من متلازمة الإقصاء/التعصب ولوازمها من الكراهية والعنصرية والوصاية. وهي حالة تجعله يصدر في أحكامه ورؤاه، عن تصور إمتلاك الصاح المطلق! بل من موقع رسالي رسولي، يمنح موقف الأفضلية والأسبقية لكل ممارساته وأقواله! بتعبير آخر، يعتقد الطيب مصطفي أنه الممثل الحصري للدين او وكيل السماء في الأرض! أي كونه يتبني مشروعا دينيا، فهذا يبيح له أن يتمثل الدين، وبصورة أدق يتمثله الدين، أو هو التعبير الملموس او المادي، للنص الإلهي والحديث النبوي، المتجسد علي الأرض! من خلال سلوكه ومواقفه وأقواله! وفي الحقيقة أوهامه وعقده ومصالحه! وهو بهذه المرحلة المتعالية حتي علي الدين، وتاليا علي القيم والأخلاق وبالضرورة علي الوطنية! لأ يمكنه أن يتوقع مخالفة او يحتمل إختلاف! أي الإختلافات خارج السياق المقدس الذي يتماهي فيه! لذلك فهو يتوقع أن تُقابل أفكاره وآراءه، غصبا عن مفارقتها للواقع علي الأرض والمعقول! بكل إحتفاء وإحتفال، بإعتبارها خلاصات العلم والمعرفة والأخلاق، والأهم أن دوافعها دينية، غايتها الرحمة بالعباد ونهضة البلاد، ومن ثم قيامها بدورها الرسالي، بوصفها أرض مباركة! ويكفيها إنتاجها الأنموذج المثال او أنموذج الطيب مصطفي، او الظاهرة الكونية وفق تعبير سبدرات! ومؤكد أن هذا الوصف الساخر، سيجد هوي في قلب الطيب مصطفي في سياقه الإيجابي، أي سياق الفرادة المتوهمة! أما ظلال السخرية المحيطة بالمقولة إحاطة السوار بالمعصم، وغيرها من الإتهامات المادية المثبتة، والأفعال والمقولات الغرائبية المتداولة. فيمكن تفسيرها في إطار سوء الفهم والإساءة، التي توجه للأنبياء وتواجه أصحاب الرسالات! بهذا المعني، يصبح إختيار الضحايا الذين تنالهم سهام سبه وقذائف سبابه، ليس عملية إعتباطية او مجرد مصادفة بريئة! فهو يختار بعناية رموز وطنية، مشهود لها بالقيم الأخلاقية والإستقامة الوطنية و المصداقية الدينية(الشهيد محمود محمد طه) ورموز نضالية وضعت بصمتها الظاهرة علي مسيرة تاريخنا الحديث( ياسر عرمان جون قرنق محجوب شريف) وشخصيات فكرية تركت أثرها وتأثيرها علي الفكر السياسي المعاصر(الدكتور منصور خالد)...الخ من الرموز والشخصيات، التي ولو إختلف الناس حول مدي أثرها وتأثيرها، ومدي مقاربتها لقضايا الوطن او وعيها بمشاكله المعقدة ورؤيتها للحلول. إلا أن هنالك شبه إجماع علي موهبتها وجديتها وصدقها مع نفسها ومع تخصصها او حقلها الذي عملت خلاله. والتوجه بذلك الجهد المطعم بالروح الوطنية، تجاه الوطن ومصالح شعبه. بتعبير آخر، إن الهدف من إختيار ضحايا الطيب مصطفي، هو عقد نفسية تجاه هؤلاء الرموز! أي بوصفها تشغل حيز الإحترام والتقدير في الفضاء الوطني. وهي مكانة يتوهم الطيب مصطفي، أنها محتكرة لشخصه وأفكاره وما يمثله من إتجاه! وهذا بدوره يبين أن النزعة الإقتصادية الربحية، التي تتحكم بعمل وتوجهات أصحاب هذا المشروع، لأ ترتبط بالسوق ومجال المال والأعمال فقط! ولكنها تتخطي ذلك للتحكم حتي بالرؤي والقيم والتطلعات! إذا صح ذلك، يصبح أُس الخلاف ليس الأفكار والرؤي والبرامج كما يتوهم! وذلك لسبب بسيط، وهو إفتقاد الطيب مصطفي للقدرة علي إنتاج أفكار او برامج، او علي الأقل إجترار مشاريع مكرورة ومتماسكة! تقارب تلك التي يحملها أولئك الرموز، ناهيك عن منافستها او خلق بديل آخر لها. بمعني، إن قضية الخلافات التي يبتدعها الطيب مصطفي، هي خلافات مفتعلة! وذلك لإنعدام الأرضية المشتركة بينهما، سواء أكانت فكرية او سياسية او وطنية ولأ حتي أخلاقية. بتعبير آخر، إن الطيب مصطفي، بضيق أفقه وإنحسار خلقه ومحدودية إمكاناته وضآلة تفكيره، يمثل تجسيد واقعي للجهل المعمم والفتن الهوجاء والتعصب الأعمي، وتاليا يصبح هو النقيض العملي لأولئك الرموز! وبما أن الأمور تستبين بأضادها، فهذا ما منح الطيب مصطفي كل هذا الإهتمام والهالة الإعلامية، والحضور البارز في الساحة السياسية، والتي تعاني سلفا من التجريف لحيويتها والضمور لفاعليتها والتصحر علي ساحاتها والتآكل في مساحاتها! أي ليس بوصفه منتج للمنفعة او ممثل للخير العام، ولكن بوصفه خطر عليهما!
ومما جعل حالة السيد الطيب مصطفي، تتفاقم او يصبح اكثر إزدراء للرموز الوطنية، ثلاثة أسباب، اولها، أن مفهوم الوطن نفسه ملتبس لدي المنظومة، التي يستقي منها الطيب مصطفي، وعيه وافكاره وقيمه، ناهيك عن رموز الوطن! بمعني، إن الطيب مصطفي ينطلق من منطلقات الجماعة الإسلاموية، والتي بدورها تتجاوز الحدود والأوطان الي الأمة المسلمة! وتاليا تنحدر مكانة الوطن الي المرتبة الأدني او الي الهامش، وما يستصحب ذلك من تهميش للمكونات الداخلية غير الإسلاموعربية، سواء كانت قبلية او سياسية او فكرية! وتاليا كل من يمت الي هذه المكونات بصلة، يجد نفسه في درجة أقل. وهذا إذا لم يصبح أحد أعداء المشروع الإسلاموعروبي ذاته. أي يُعامل كعدو، بسبب إنعدام التكافؤ من جهة، ومن الجهة الأخري بسبب هاجس التربص المتأصل في تكوين هذه الجماعة الهُلامية! أي بوصفها جماعة عاطفية طفولية شعبوية مريضة! والأصح، أنها جسم غريب دخيل علي المنظومة الوطنية، وليست إبنتها او معبرة عنها.
وثانيها، يرجع الي أن الجماعة الإسلاموية، بوصفها جماعة صفوية عنصرية فاشية إقصائية، ليست رافضة للآخرين فقط، ولكنها كارهة لهم أيضا! وفوق ذلك تعتاش علي المشاعر السلبية وهدر حقوق الآخرين. قد وجدت ضالتها في الطيب مصطفي، أي الإستفادة من غفلته وسذاجته، بإعتباره راهنا عقله لعاطفته ووعيه لمشاعره السلبية! بتعبير آخر، يعبر الطيب مصطفي عن لأوعي الجماعة او عقلها الباطن، المشبع بالعنصرية والكره والأطماع والجشع! او هو يمثل قناة يتم عبرها إفراغ هذه الشحنات السلبية المُسيطرة علي الجماعة! وذلك لأن العناصر ذات الذكاء السياسي في الجماعة الإسلاموية، تعلم يقينا التكلفة لسياسية الباهظة لمثل هذه المشاعر العدائية البدائية، علي الحضور السياسي الواعي الراشد المسؤول، وتاليا علي المكاسب المتحصلة منه. فصل دولة جنوب السودان أفضل نموذج لهذا العامل!
وثالثها، شغل الساحة الإعلامية والسياسية، بهرطقات وخطرفات الطيب مصطفي، ومن ثم الإهتمام بالرد عليها او السخرية منها لأفرق، علي حساب المشكلة الأصلية، وهي مواجهة نظام داوم علي نشر الخراب والتمكين للفساد وإفراغ الحياة والوطن من مضمونهما! بكشف ألاعيبه وإفشال خططه، والتضامن معا من أجل التصدي الجدي له! أي الغرض حرف مسار الصراع من وجهته الوطنية، الي وجهة شخصية او حزبية ضيقة! يمثل الطيب مصطفي فيه الطرف الظاهر او واجهته السياسية او الإعلامية! وهو صراع مهما كان حجم الإنتصار فيه، فهو يشكل خسارة من منظور الهدف الإستراتيجي. وهو إستئصال النظام ليس من فوق الأرض فقط، ولكن حتي من نفوس المواطنين وذاكرتهم الحية! أي مجمل نشاط وتواجد الطيب مصطفي سياسيا وإعلاميا. يمثل نوع من الشغب الصبياني، المراد منه تعكير صفو اللعبة السياسية وتغبيش فضاءات المنابر الإعلامية!
وعموما وكما ذكر سابقا، سيلجأ الطيب مصطفي، في سياسية الدفاع عن نفسه، لمكَنيزمات الدفاع الراكزة في نفسية أصحاب العظمة وأوهام الإلهام السماوي والأدوار الخاصة! المتمثلة في إستهدافه الشخصي وقتله المعنوي وتشويه صورته البراقة، كنوع من الحقد العلماني والمقت الشخصي، لعبقريته الفارقة وأخلاقياته الفائضة..الخ، لأنه شخص منزَّه عن الخطأ الصغير، فكيف توجه له تهم بإرتكاب جرائم بهذا القدر! فتهم كهذه ليست غير معقولة ولأ مقبولة في حقه فقط! ولكنها هي نفسها تندرج في السياق الخاطئ! بمعني، إن الغيبوبة التي يعيش فيها او الوهم الذي يتلبسه، لأ يرفض التهم فقط! ولكنه يرفض المعايير التي علي ضوءها تحدد التهم ذاتها! أي ينتج معاييره الخاصة للإفعال والأقوال، وتاليا تحديد الجريمة ونوعية الجرم وماهية المجرمين! وهم في هذه الحالة، المخالفون له! أي كونك مخالف له، فانت متهم ومجرم ومدان! وبالطبع هي معادلة يشغل فيها الطيب مصطفي، جانب الرجل الصالح مطلقا! وكل هذا لأ يمكن أن يحدث إلا علي مسرح اللأمعقول او العبث السواني، الذي يعاني من تساكن المتناقضات، او كما عبر المفكر السوداني الدكتور حيدر إبراهيم، عن العقلية التي تحكمه! وإحتمال هي الثقافة السائدة في تركيبته ككل، ليس لتشظي الهوية فقط، الملمح البارز او الأكثر حضور في هذه المسألة، ولكن للتشظي العام الذي يسيطر علي فضاء البلاد، أي التباين المعيشي والمناخي والإجتماعي والتعليمي والمناطقي..الخ، أي ما يمكن التعبير عنه، بالعجز عن بناء منظومة إلتفاف، يجد الجميع فيها نفسه او تمثل الجميع بالقدر الذي تحافظ فيه علي الخصوصيات. وبكلمة وأحدة الفشل في بناء دولة المواطنة السودانية الحديثة! وكانت النتيجة او العقاب، أن يقود البلاد المنحرفون والشواذ، ويهان فيها الرموز والوطنيون!
أما السيد المحامي الأستاذ، عبد الباسط سبدرات، فأمره عجبا! فقد كان يلوذ بمصالح عند النظام فزادته خذلانا وطمعا! وبعد أن إستنفد النظام أغراضه منه، وأحاله الي المعاش الوزاري الإجباري، وهو في عز الشباب الوزاري! إنزوي في ركن قصي، ليتسلي بكتابة تاريخ الوزارة والوزراء، وإجترار ذكريات الماضي الجميل والشباب الوسيم. إحتمال كتعويض نفسي عن الوزارة المنزوعة منه إنتزاعا، في توازنات سلطة الترضيات والمجاملات والعلاقات الخاصة! وذلك من باب إذا فاتتك الوزارة علي أرض الواقع، فعلي صفحات الجرائد والكتب، متسع من المكانة الوزارية الشاغرة والأقل منافسة وضرب تحت الحزام! ليظهر عبد الباسط سبدرات مرة أخري علي مسرح الأحداث، ولكن هذه المرة بعد أن إستبدل المدفع بالقلم من الكتف اليمين الي الكتف الوسط، او كتف الوطنية والموضوعية وإبراء الذمة كما يعتقد او يحب أن يظهر(بعد أكمل كل الكتوف وما زالت في نفسه شئ من الوزارة او التوزير، ويمكن في ذلك ملاحظة، أسلوب مخاطبة البشير الناعم في النصوص التي يرد فيها علي الطيب مصطفي!)، المهم يخوض السيد عبد الباسط سبدرات، معركة كسر العظام مع الظاهرة الكونية الطيب مصطفي او كما يسميه! ومن خلالها يفصح سبدرات عن مكنونات صدره، ورهق إحتماله وكتمانه، الذي لأزمه طوال بقاءه في الوزارة كاتما علي نفس الطيب مصطفي والعكس صحيح! وحتي بعد رحيله عنها وفي الحلق غصة وفي الخاطر رغبة! وما زال يعدنا بالمزيد من المفاجآت عن الطيب مصطفي، في سلسلته التي ستتواصل! وعموما ما ذكره سبدرات وما سيذكره لأحقا، لأ أعتقد انه سيضيف الكثير حول شخصية الظاهرة الكونية، بل هو تأكيد للمؤكد وتفسير لشخصية الطيب مصطفي بعد جهد وعناء، بالظاهرة المصطفاوية إذا جاز التعبير! ولكن أهمية هذه السلسلة حسب إعتقادي، ترجع لتسليطها الضوء علي الطريقة العشوائية والبدائية التي تدار بها الدولة السودانية، وعلي طبيعة النظام الإسلاموي ومسلكه العشائري واللأنظامي. فمن هذه الزاوية يمكن الإستفادة من هذه السلسلة الموعودة، في تحديد نوعية الأسلحة والطريقة المثلي، لمواجهة نظام بكل هذا القدر، من العبثية والصبيانية الطائشة في تعامله مع الدولة السودانية، ومن الفساد في التعامل مع مواردها الشحيحة، ومن الإستهانة بكرامة وحقوق المواطن السوداني!
وموقف المحامي عبدالباسط سبدرات، سواء داخل النظام او بعد خروجه منه، ووقوفه علي الخط في إنتظار إستدعائه في أي لحظة! ليس غريب علي مسيرة سبدرات. فهو ينتمي بإخلاص وصدق وتعصب شديد لعقيدة المصلحة الخاصة! وحزب المصلحة الخاصة، تحركه دوافع وأطماع شخصية، وطموحات شديدة الخصوصية ومصالح دنيوية عاجلة وملحة، ومجردة من أي روح وطنية او مبدئية أخلاقية، او مواقف واضحة، يمكن أن تبين ملامح هذا الفصيل من البشر! فهم في حالة تحولات مستمرة، وقدرة فذة علي تغيير الجلد والصوت والأفكار والأقوال، وكله من أجل الوطن!! أي أن مبررات التحولات المفاجئة من أقصي المواقف والأقوال والأفعال الي الجهة المعاكسة! لأ تحكمه آليات موضوعية او مسوغات عقلية او أخلاقية او تحولات مفهومية جذرية! فهي غالبا آليات عاطفية تسويقية، تجد ضالتها في الحرص علي الإستقرار الوطني، وتماسك الدولة ووحدة الصف الوطني ونبذ الفرقة والشتات..الخ، الشئ الذي يتعارض مع حساسيتهم الوطنية الزائدة، وإشفاقهم اللامحدود علي الوطن ومواطنيه! وكأن هذه الأهداف لأ يمكن الوصول إليها، إلا من خلال السلطة الحاكمة والتمتع بإمتيازاتها! بمعني، أن الوطنية والإستقرار والمصلحة العامة، دائما في جانب السلطة! وبغض النظر عن طبيعة هذه السلطة، دكتاتورية او ديمقراطية، او طريقة الوصول إليها عبر الإنقلاب او الإنتخاب! فالأصل لديهم أن السلطة الحاكمة دائما علي صواب، ولأ يحتاج المرء للتذكير بطبيعة السلطة المسيطرة، في هذه المنطقة من العالم!
والسيد سبدرات هو أفضل من يمثل هذا الحزب، بل هو قائده بإمتياز! فمطلع شباب سبدرات تزامن مع صعود المد الشيوعي واليساري بصفة عامة، وسيطرته علي منابر السياسة والفكر والثقافة والإعلام. بمعني، إن الإنتماء لليسار يعادل الذكاء والتميز وحمل لواء التقدمية والإبداعية. أي أنت يساري، فأنت مبدع ووطني غيور وثوري نضالي وسياسي مفوه، وبغض النظر عن الكسب او العطاء! وفي بيئة كهذه لأ يمكن ألا يتواجد سبدرات، بل عدم تواجده كان سيشكل سابقة غير مسبوقة، وسُبة في جبين حزب المصلحة الخاصة لأ تُغتفر! فوجود سبدرات بهذه الكيفية، مُلازم لبؤرة الإهتمام والتركيز والأضواء حتي ولو كانت معنوية. بمعني، أنه ينظر لليسار ليس كتيار يتبني المضامين الإنسانية والعدالة الإجتماعية والمساعي التحررية، ومناهضة الراسمالية الجبارة، خاصة في نسختها الإمبريالية الإستعمارية المستغلة للأوطان والشعوب! ولكن نظرته لليسار، كمُرادف للوعي والوطنية وأولوية القيادة والتوجيه! بمعني إنتماءه لليسار كوجهة حكم وإمتيازات، وليس كوجهة تغيير وتحرر وتضحيات! ولذلك عندما واجه الحزب الشيوعي المحن، وتحول من جانب الموجه للمسار العام، الي مدافع عن وجوده وبقاءه في الساحة فقط! وتعرضت رموزه للقتل والإعتقال والتشريد والتهميش، والإستبعاد من المشاركة في العملية السياسية، أي البعد عن موطن الإمتيازات! فلا يمكن لشخص في مقام المحامي النابه سبدرات، يرتهن لقوة جذب المصالح الخاصة والمكانة الأكثر خصوصية، أن يستمر في الحزب الشيوعي! وتاليا لأبد من آليات المراجعة الواهنة والنقد الذاتي المضطربة، أن تفعل فعلها! وذلك للخروج الآمن من الحزب الشيوعي، وعدم التورط في دفع أثمان التواجد وما أعظمها! ومن ثم لجأ للدخول في مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة الكمون الذاتي، أي فترة الإنتظار حتي تتضح الرؤية ويستبين ميلان الكفة، يمين يسار وسط وما بينهما، غير مهم، المهم فقط، أين تتوافر مظان الإمتيازات والمناصب الفخمة. فبعد تحديد الهدف ما أسهل تغيير شكل الرداء ولون الزي وتحوير مخارج الحروف، وفي فقه الضرورة الوطني، متسع من المساحة والتلون! إذا صح ذلك، تصبح عملية إنتماء سبدرات للمنظومة الإسلاموية ليس بمستغرب، بل العكس أقرب للصحة، فإنتماء سبدرات بالذات يخدم أغراض كلا الطرفين! فالمنظومة الإسلاموية تسعي لإيهام الآخرين، بأنها تستوعب حتي المختلفين معها، او أصحاب السوابق اليسارية، أي كدلالة علي إنفتاحها وتسامحها وطيبة قلبها! أما بالنسبة للسيد سبدرات فالرؤية واضحة والغاية فاضحة. وبتعبير آخر، الإسلامويون لم يختاروا سبدرات صدفة او حنية. فإختيار سبدرات تم بحسابات خاصة، إعتمادا علي فهم شخصيته ومعرفة طموحاته، وتفانيه في خدمة رؤسائه ومن بيدهم قلم المنح وأختام العطاء! ولذلك أعتقد أن مشاركة سبدرات في المنظومة الإسلاموية، لم يتم بمشاورة أعضاء الجماعة، ولكنه تم بإيعاز من الدكتور الترابي او من جانب شخصية لها تأثير علي الترابي! وهذا ما يفسر الخصومة المعلنة او الخفية التي واجهها سبدرات داخل التنظيم المغلق. ومصدرها العناصر الأكثر راديكالية داخل الجماعة، أي العناصر الأكثر أدلجة والأقل رؤية سياسية او موضوعية، إضافة الي جهلها بحقل الألغام الذي تتحرك فيه الأنظمة الإنقلابية! كما أن الإقتراب من الترابي سابقا والبشير لأحقا يمثل المزيد من الحظوة! التي تثير غيظ وحقد الأباعد او المنافسين او من يعتقدون أنهم الأولي بالمعروف! وأهم نماذجهم الطيب مصطفي! بتعبير واضح، إنتماء سبدرات للجماعة الإسلاموية، ليس إنتماء أصالة، ولكن كواجهة سياسية فقط! وهذا بدوره يستلزم هامشية الأدوار التي لعبها! وأفصح عن جزء منها في سلسلته. وسبدرات نفسه يعي جيدا هامشية وظيفته، ولكن هذا ليس بمهم، خاصة إذا كان من خلف الكواليس! ومجمل ذلك، يبين ردة فعله الضعيفة، تجاه مواقف تستلزم القوة والوضوح او الإستقالة، او علي الأقل إبداء نوع من الإعتراض او الرفض الخجول، تجاه كثير من المحن والفظائع التي إرتكبها النظام بدم بارد! ولكن العكس هو ما حدث، أي بدلا عن الصمت المريب، نجده فضل الدفاع عن الشيطان/النظام وتبرير أفعاله وجرائمه، بل ومخاطبة متحركاته وقوافل شهدائه، كجزء من المزايدة الضرورية، التي تغطي جانب عجز الأصالة والشكوك التي تحاصره!
وبالعودة لموضوع الخلاف بين السيد الطيب مصطفي والمحامي سبدرات، يتضح أن الخلافات والخصومات هي الثابت الوحيد الذي يحكم العلاقة بينهما، ولذلك فهذه السلسلة تمثل نوع من تحصيل الحاصل في هذه الوجهة، أي مسيرة الخصومات والإختلافات! بمعني أن التبرير لكتابة السلسلة، بأنها إعلان لإنتهاء عهد الصبر ورمي لراية التسامح والإحتمال! هو مبررٍ واهٍ لأ يُصدق، ولن تسعفه فيه بلاغة المحامين او حيل السياسيين الماكرين! وبالرجوع لمقال السيد الطيب مصطفي الذي أنكأ الجراح، يستبين السبب كرابعة الشمس في عز نهار السودان القائظ! فما فجر الغضب والدافع وراء هذه السلسلة الإنتقامية. هو تناول الطيب مصطفي لموضوع هيئة التحكيم ، والدور المحوري الذي لعبه سبدرات فيها! والأموال المهولة التي(لهفها او لهطها، كناية عن الشره) فيها! ويبدو أن وجود سبدرات في الهامش لم يمنحه الفرصة للنهب مع الناهبين! وقد تقدم به العمر الآن، و يحتاج للراحة في مزرعة خاصة كمزارع أصدقائه في التنظيم، او لعقار خارجي يدر عليه العملة الصعبة كل حين! فطريقة تكوين هيئة التحكيم(قضية شركة الأقطان) ودور سبدرات فيها، ومبلغ الأتعاب الخرافي الذي تقاسمه مع شركائه، وبغض النظر عن طبيعة الحكم! والمخالفات القانونية والأخلاقية التي إكتنفت الموضوع كله من ألفه الي يائه! هي ما أصابت سبدرات في مقتل وعرَّته أمام الشعب والراي العام، ووضعته في مواجهة حقيقته(إنتماءه لحزب المصلحة الخاصة) التي رواغ في سبيل الهروب منها طوال مسيرته السياسية، وهو يرتدي ثوب الحياد حينا والوطنية أحيانا، ويبرر بها مشاركته للأنظمة الإنقلابية! فهذه السابقة التي يعتريها العوار القانوني والسقوط الأخلاقي من كل جانب، والتي يعدها ويخرجها قانونيون بقيادة المايسترو سبدرات، تمثل هي الأخري أحد حلقات مسلسل السقوط الكبير للنظام، وتوضح مدي العبث والإستهتار بأموال الوطن ومعاناة المواطنين! وتبين بأسي أن من يفترض أنهم حماة القانون، والساهرون علي تطبيقه، والعالمون بخطورة التهاون في سنه او سوء تطبيقه. هم أول من يبادر ليس لخرقه والتحايل عليه فقط! ولكن بتوظيفه عكس وظيفته ومضمونه! وهذه بدورها محنة إضافية تضاف لمحن النظام الذي لأتنتهي محنه! لكل ذلك، إذا إعتقد المحامي عبد الباسط سبدرات، أنه بسلسلة المقالات هذه، يمكنه أن يحرف الأنظار والتركيز عن واقعة جريمته المنكرة، فهو واهم. حتي ولو حاول إستخدام ذكائه ومكره، في توظيف الطيب مصطفي كهدف اساس لهذه المقالات، وهو يعلم سلفا حجم الرفض والكره العام الذي يوجه لشخص الطيب مصطفي! بمعني توظيف الطيب مصطفي كشخصية منبوذة، كطعم! عبر توجيه التهم إليه وإظهار الحقائق الغريبة عنه وتصوير الأمر كأنه تنوير للمواطنين، ومن ثم التحلل من جريمة هيئة التحكيم! أي كنوع من الرشوة المقدمة للجماهير وخاصة المتابعين لفصول هذه الجريمة الكاملة، من اجل الغفران له او نسيان جريمته! ولكن نطمئنه أن هذا يدخل في باب الوهم والأمنيات بعيدة المنال بل والمستحيل بعينه! سواء كتب سبدرات عن الطيب مصطفي او عن (المسيح) الدجال، فالجريمة قائمة والجرم شاهد، جفت الأوراق ورفعت الصحف. فلأ مخرج إلا بالإعتراف بالأخطاء وإرجاع الأموال المنهوبة، والإعتذار الصريح ليس عن جريمة هيئة التحكيم فقط، ولكن عن كل سلوك وتاريخ وممارسات حزب المصلحة الخاصة التي سلخ فيه عمره، وأن يتقبل بصدر رحب وبموقف رجولي! حكم القانون وعدالة المحاسبة علي كل مسيرته السابقة. ولأ عزاء لهذه السلسلة او لغيرها من المحن، التي تعمر جراب هذا النظام، ومن عاشره لمدة ربع قرن.
والخلاصة، أن ما يدور بين الظاهرة السبدراتية(المصالح الخاصة) والظاهرة المصطفاتية(الجهل العام) هو شأن خاص بهما، ويتماثل مع الظاهرة الأنقاذوية، كأمر متوقع للطريق المسدود الذي تسير فيه، آخذة الوطن معها الي الهاوية! أو كتعبير عن صراع المصالح والسعي من أجل البقاء، لمن يحاصره الفناء من كل إتجاه، بعد أن أصبح معادٍ للحياة وماضٍ عكس عقارب التاريخ! والمكسب الوحيد الذي يمكن أن يُخرج به من هذا الصراع الفاحش، هو كشف كمية التعري والفضائح التي تلازم هذه المجموعة الفاسدة! وتاليا توظيف هذه المكاسب، في وجهتها الصحيحة، أي في التخلص من هذا النظام/الفساد/الخراب، وذلك عبر بناء قاعدة ضخمة من المعارضة الواعية بفساد وفضائح النظام وفظائعه، (أي سقوط مشروعيته الساقطة أصلا،) والمؤمنة بحتمية التغيير، من أجل التأسيس لوطن بديل، يعيد للوطن معناه، وللمواطن حقيقة وجوده وإمتلاكه لوطنه، وإحترامه لذاته وللآخر في كل مكان. وهذا او لأ فائدة من الهدايا التي يقدمها النظام مجانا كل حين.
عبدالله مكاوي
بريد إلكتروني [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.