اﻻستاذ عثمان ميرغني وبلقيس ملكة مملكة سبأ ؟ الحلقة الرابعة ( 4 - 6 ) بقلم : ندى عابدين سليمان [email protected] مقدمة . قلنا في حلقة سابقة ، إن اﻷستاذ عثمان ميرغني يفتخر بأنه كادر أخواني منذ الطفولة اﻷولى ؛ تربى في بيت أخواني ، ونشأ وترعرع في بيئة أخوانية ؟ وكان رئيس اتحاد الطﻼب اﻷخوانيين في جامعات مصر في الثمانينات . واﻷستاذ عضو عامل في المؤتمر الوطني ، وقدمت اسرته شهداء من الدبابين الذين إستشهدوا وهم يقاتلون ( الكفرة الفجرة ؟ ) في جنوب السودان . ولكن يزعم بعض قادة المؤتمر الوطني إن اﻷستاذ عثمان ميرغني صار يمشي مكباً على وجهه مؤخراً ، وتجنب الطريق المستقيم ، وتنكر لمبادئه ومفاهيمه وقيمه اﻷخوانية . قال قائل منهم : صارت اﻵية 77 في سورة القصص المرجعية الحصرية لﻸستاذ عثمان ميرغني : ... وﻻ تنس نصيبك من الدنيا ... يحارب اﻻستاذ الفساد في مؤسسة القطن ليس إحقاقاً للعدالة ودعم اﻹقتصاد السوداني المنهوب ؛ وإنما لجذب مشترين لصحيفته التي تتفنن في اﻹثارة بحق وبدون وجه حق . ﻻ ينس اﻻستاذ نصيبه من الدنيا ، وربما يطمح في أكثر ، كما يقول أخوانه في التنظيم . ولكن ما لهذا اﻷمر اﻹنصرافي دبجنا هذه الحلقات في تقييم مسيرة كاتب صحفي مرموق وناجح بكل المقاييس . نركز وحصرياً ، في تقييم تغزل وإشادة اﻻستاذ عثمان بالموديل اﻹسرائيلي ، وهل هو على حق أم على باطل مبين ؟ ولكي نكشف زيف مقوﻻته وتجنبها للحق والحقيقة ، ولكي نحول دون أن يشوه اﻷستاذ عثمان المخيلة السودانية ، وهو في موقع مسؤولية أخﻼقية ، عرضها المولى عز وجل على السموات واﻻرض والجبال فابين أن يحملنها وحملها اﻷستاذ عثمان .... ؟ في كتاباته في عموده المقرؤ ( حديث المدينة ) في صحيفته التيار وفي حواراته التلفزيونية ، خصوصاً في قناة النيل اﻷزرق الفضائية ، خﻼل سنوات مضت ، أشاد اﻷستاذ عثمان ميرغني ، وﻻ زال يشيد بالنموذج اﻹسرائيلي ، وتغنى ويتغنى بإيجابياته المتعددة ونجاحاته المتفردة ، خصوصاً في مجاﻻت الديمقراطية وحقوق اﻹنسان ومعاملة للدولة لﻺنسان اﻹسرائيلي . في المقابل شن ويشن اﻷستاذ عثمان هجوماً قاسياً على النموذج الفلسطيني وعدد ويعدد سلبياته وإخفاقاته المزرية بالمقارنة مع النموذج اﻷسرائيلي المشرق . تسآل اﻻستاذ عثمان : ما هي إِسْرَائِيل؟ ورد اﻻستاذ قائﻼً ونصاً : إِسْرَائِيل هي دولة ديموقراطية من الطراز اﻷول، دولة منفتحة وتتمتع بالتعددية والحرية والحكم الراشد. بهذه المقاييس تلك إِسْرَائِيل. وما هو السودان؟ السودان دولة شمولية قابضة ﻻ تتمتع بالحريات وحقوق الْإِنْسَان . نختزل أدناه بعض البعض من اﻷسباب التي تجعلنا نختلف مع وجهة نظر اﻷستاذ ، ونعترف بأن موقفنا صحيح يحتمل الخطأ ، وموقف اﻷستاذ باطل ، ولكنه يحتمل الصواب . أوﻻً : دولة اسرائيل دولة عنصرية بإمتياز ، وﻻ تعترف بالمواطنة المتساوية أمام القانون . تعامل دولة إسرائيل ( وباﻷخص قوانينها ) المواطنيين اﻹسرائيليين العرب ( عرب 1948 ) معاملة السوائم وغرائب اﻷبل . تحرم بعض البلديات تأجير الشقق المدعومة لغير اليهود . يحكم القاضي ضد اﻻسرائيلي العربي ولصالح اﻹسرائيلي اليهودي مهما كانت قوة بينة اﻹسرائيلي العربي . هذه عينة من الديمقراطية التي يتغزل فيها اﻷستاذ عثمان ميرغني ؟ ثانياً : كان نظام اﻷبارتايد في جنوب افريقيا نظاماً ديمقراطياً وبامتياز . ولكن فقط للمواطنين البيض ، إذ كان يعامل المواطنين السود اسوأ من معاملته للحيوانات . فهل يتغزل اﻷستاذ عثمان في نظام اﻷبارتايد ﻷنه ديمقراطي ويحترم حقوق اﻷنسان للمواطن اﻷبيض ، كما يحترم النموذج اﻹسرائيلي حقوق المواطن اليهودي ؟ ثالثاً : كان النموذج النازي نظاماً ديمقراطياً بإمتياز ، يحترم حقوق المواطن اﻻلماني من أصل آري ، ويفضله أمام القانون على غيره من المواطنيين اﻷلمان . بل أرسل 6 مليون مواطن ألماني من أصل يهودي إلى أفران الغاز . فهل نسمح لﻸستاذ عثمان ميرغني أن يتغزل في النموذج النازي ، كما يتغزل في النموذج اﻹسرائيلي ، ﻷنهما نماذج ديمقراطية تحترم حقوق اﻷنسان للمواطن اﻷلماني من أصل آري ، وللمواطن اﻹسرائيلي من أصل يهودي ، على التوالي ؟ أم يجب محاسبة اﻷستاذ عثمان لنشره مفاهيم ومرجعيات العنصرية واﻻثُنية وتغزله في النماذج العنصرية البغيضة ، في مجتمع سوداني قوس قزح عنصرياً وأثنياً ودينياً وثقافياً ؟ رابعاً : قال قائل من اهل اﻷستاذ عثمان المقربين من اﻻخوان المسلمين الذين يؤذيهم أن يسمعوا اﻷستاذ يكيل السباب لحماس ، ويتغزل في النموذج اﻹسرائيلي الفاشي : اﻷستاذ عثمان من المنافقين الذين أنذرهم القران الكريم بأن لهم أسفل درك في جهنم ! إذا رايتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا متغزلين في النموذج اﻹسرائيلي النازي الفاشي ، تسمع لقولهم كأنهم خشب مُسندة ، يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فأحذرهم ، قاتلهم الله آنى يؤفكون . يحسب أهل اﻷستاذ عثمان من اﻷخوان الداعمين لحماس في قضيتها النبيلة ، إن اﻷستاذ عثمان صار من اولئك الذين إشتروا الضﻼلة بالهدى ، فما ربحت تجارتهم ، وما كانوا مهتدين . مثلهم كمثل الذي إستوقد ناراً ،فلما أضاءت ما حوله ، ذهب الله بنورهم ، وتركهم في ظلمات ﻻ يُيصرون . صم بكم عمي فهم ﻻ يرجعون . خامساً : يزعم بعض اﻻخوان من زمﻼء اﻻستاذ عثمان إنه صار من الذين لهم قلوب ﻻ يفقهون بها ، ولهم أعين ﻻ يبصرون بها ، ولهم آذان ﻻ يسمعون بها ، أولئك كاﻻنعام ، بل هم أضل ... اولئك هم الغافلون . في غفلته ، تسحر المظاهر اﻻستاذ عثمان ، فينظر إلى الورم ، فيرى شحماً ؟ ينظر إلى فرفرة الديك المذبوح ، فيرى ديكاً يرقص من الفرح . سادساً : هل أتاك حديث بلقيس ملكة مملكة سبأ؟ راجع اﻵية 44 في سورة النمل . حملت عفاريت الجن الملكة بلقيس إلى قصر الملك سليمان . كان القصر من الزجاج البراق الذي يتﻸﻷ ، ويُبهر الناظر ويسحره . عشت عيون الملكة بلقيس من رؤية زجاج القصر المتﻸلئ، وظنته بركة مياه تموج بالصور والمناظر الساحرة . كشفت الملكة بلقيس عن ساقيها لتخوض في بركة المياه ، فلم تجد بركة ، ووجدت في محلها صرح ( قصر ) ممرد من قوارير ؟ ( قيل لها أدخلي الصرح ، فلما رأته حسبته لجة ، وكشفت عن ساقيها ، قال إنه صرح ممرد من قوارير ... ) . خدعت المظاهر الملكة بلقيس في زمن غابر ؛ وتخدع المظاهر اﻷستاذ عثمان في الزمن الحالي ، فيحسب ورم النموذج اﻹسرائيلي شحماً ، وفرفرة الديك المذبوح رقصاً من الفرح ، فقد صار من الغافلين حسب تقييم اخوانه اﻻخوان له ، وهم أدرى . نواصل في الحلقة الخامسة