تتعاظم دور تشاد الأقليمي والدولي يوما بعد يوم منذ تولي علي السلطة الجنرال الطيار ادريس ديبي اتنو في نهاية ديسمبر 1990 .وبدأت تشاد بصور ة جادة في مواجهة كافة التحديات والصعوبات التي واجهتها وذلك بوضع الاولويات وسياسات رشيدة وحكيمة .وأدت ذلك الي تحقيق انجازات هائلة في كافة مجالات الحياة , الأقتصادية منها والسياسية والأجتماعية ومنذ ذلك الحين تعافت تشاد من مشاكل التي كانت تقيد انطلاقة هذا البلد في افاق ارحب ومشاركة قضايا لجوارها الاقليمي والدولي .وقد اصبح الرئيس ادريس ديبي اتنو رمز الامة الذي تعقد عليه آمالها وتطلعاتها والذي ترتبط به الجماهير الشعبية برباط وثيق من الثقة والمحبة والاقتناع بقدرته علي جمع شمل كافة فئات الشعب في وحدة وطنية لم يشهد لها مثيل في تاريخ تشاد . وسار بهم في طريق الحرية وقبول الرأي الآخر والتعددية الحزبية والديمقراطية والتنمية المتوازنة , ثم محاربة الثالوث الجهل والمرض والفقر وذلك بإنشاء آلاف المدارس والكليات والمستشفيات وربط تشاد بشبكة الطرق ومنح قروض ميسرة لشرائح الفقيرة في المجتمع لمجابهة ظروف الحياة . ووقف ضد ممارسة القبلية السياسية والجهوية والفساد الأداري .وبدأ في تطوير ورعاية مجتمع ديمقراطي رشيد يكون بمنزلة القدوة لكثير من الدول النامية الاخري . وصار ابناء تشاد اليوم يعيشون في مجتمع متسامح ويمارسون عاداتهم واعرافهم وثقافاتهم ومعتقداتهم بمنتهي الحرية مع شعورهم بأنهم ينتمون الي نسيج امة واحدة . اما دوره في الأطار الجوار الأقليمي فهي كثيرة قد لا نستطيع حصرها في مقالة واحدة فقط أشير بعض منها وخصوصا مساهماتها في افريقيا وبفضلها صارت هذه الدول تعيش اليوم في امن وسلام واستقرار . ومشاركتها المجموعة الافريقية في حفظ الامن في جمهورية الكنغو ( زائير سابقا ) حيث شاركت تشاد بقوات كثيرة من اجل استقرار هذا البلد وما زالت قواتها موجودة فيها .ومشاركتها الفعال في حفظ الامن والسلم الأهلي في المالي ودورها المحوري من قضية دار فور منذ ايامها الاولي بدءا من مفاوضات ابشة الاولي والثانية ثم انجمينا وكادت ان تنتهي القضية بمعاهدة السلام ولكن القوي الكبري اختطفت هذة القضية من يد تشاد من اجل تدويلها بعد نفخها اعلاميا حتي اوصلوها الي اروقة الاممالمتحدة ثم الي محكمة الجزاء الدولية في بلجيكا حتي خرجت القضية من اطارها المحلي وأصبحت ذات بعد عالمي ولكنها مازالت القضية كما كانت وصارت الآطراف التي حركت القضية تنشغل بقضايا اخري استجدت ولكن مع الأسف ما زالت اهلنا في دار فور يعيشون في مأساة كبري ومعانا ة حقيقية . وحاول الرئيس ادريس ديبي من جديد أعادة تحريك أزمة دار فور وانعقد بشانها مؤتمر أم جرس الاول والثاني ضم كل أطراف القضية لتقريب وجهات النظر والعمل علي ايجاد الحل لهذه القضية. بعد هذا العرض السريع عن دور تشاد الوطني والأقليمي المتنامي ̧ سوف أحاول ان أسلط بعض الضوء علي تصديها مؤخرا علي جماعة بوكو حرام النيجيرية . كما يعرف القاريئ الكريم ان المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة اجازت للدول حق الدفاع الشرعي واستعمال القوة لرد العدوان . وقد استخدمت تشاد هذا الحق ضد جماعة بوكو حرام هذا السرطان الذي بدا تنتشر في جسد الآفريقي في غفلة من الزمان كغيرها من الحركات الهدامة .وقد باتت هذه الحركة تهدد مصالح تشاد الحيوية للخطر وخصوصا سيطرة الطرق المؤدية الي تشاد من نيجيريا والكاميرون وتهديد مدن مروة وقروة وقونديري التي تمر من خلالها كل واردات تشاد من البضائع وصادراتها ,وتهديد ليس في مجال أقتصادي فقط بل صارت تهدد في امن تشاد الوطني مباشر لأن الأحداث ونشاط هذه الجماعة تجري علي بعد أقل من 75 كيلو متر من انجمينا العاصمة واعتدوا ايضا علي عدة قري تشادية آمنةعلي ضفاف بحيرة تشاد, واردا لهذا الخطر الناجم علي تشاد , وألحاح شديد من الريئسين النيجيري جونسان قدلك والكاميروني بول بيا , أخذا الريئس ادريس ديبي مهمة التصدي لبوكو حرام ونحن نعتقد هذا موقف صحيح لوقف زحف هؤلاء الذين يعرفون في تشاد ( بندي ) ) أن جماعة بوكو حرام هذه هي أمتداد للتنظيمات الأرهابية المنشرة في العالم الأسلامي وتعبث بدين الأسلام ةتتخذ منه ستارا يختبؤن خلفه بعد ان يرتكبون جرائمهم الأرهابية . وهي فرع من فروع تنظيم القاعدة وطالبان واخوان المسلمين وجماعات التكفير وجماعة الداعش وجنجويد في دار فور والفئات المتصارعة في ليبيا حاليا كل هذه الجماعة تشكل الخطورة علي الاسلام والمسلمين والسلم الامن والسلم العالمي. ولذلك كلما تأخرت او تخاذلت الحكومات عن مواجهة هذا الأ رهاب , كلما قويت شكوته وتعمقت جزوره في الأرض وضم اليه اتباعا جددا وسوف تتعاظم جرائمهم ولو حاول اعداء الاسلام ان يشوهوا صورته لما استطاعوا ان يفعلوا مثلما تفعل هذه الجماعا ت الأرهابية المتمسحة بالأسلام , والأسلام منهم براء . ان كل هؤلاء الأرهاببيين نشاوا من منشا واحد لا علاقة له بالأسلام , فهم مجرمون اتخذوا من الدين غطاءا يخفون به عوراتهم وتشوهاتهم النفسية وجمودهم العقلي , انهم اعداء التطور والحضارة , بل انهم اعداء الحياة , يرفعون راية الأسلام زورا وبهتانا ويرتكبون الجرائم في بلاد يذكر فيها أسم الله ويرفع فيها الآذان , انهم الخوارج الجدد الذين شقوا عصا الطاعة وخرجوا علي الأجماع , ما نزلوا بأرض الأ احلوا حالها الي بؤس واحزان ,لأنهم ينتقمون من المجتمع الذي يعادونه لخوائهم الروحي ونزعتهم المرضية . علي منظمة التعاون الأسلامي والدول المنتسبة لها أعلان براءتها التامة من هذه الجماعات الأرهابية ومطالبة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان والمجتمع الدولي كافة بسرعة التحرك وتقديم العون والمساعدة لدول المتصدية لجماعة الأرهاب كتشادونيجيريا والكاميرون لأستئصال هذا السرطان من المنطقة قبل فوات الآوان. ,في مقال لاحق سوف نتحدث بالتفصيل عن حركة بو كو حرام ماذا يعني , كيف نشأت ,واهدافها ,والملامح الفكرية للجماعة , زعيمها ابوبكر شيكاو , وكيفية تمويل الجماعة لأنشطتها. آدم كردي شمس المملكة المتحدة