ما زال نظام الانقاذ يواصل السقوط من قاع لقاع آخر في مستنقع الوحل و ا ل و س خ الأخلاقي الذي يستعذبون التمرغ فيه، والحادثة الجديدة بطلها شخصية دبلوماسية رفيعة تتقلد منصب قنصل السودان بلاهاي في هولندا الذي لوح لجمهرة من المتظاهرين السودانيين امام مقر السفارة السودانية بعضوه التناسلي ثم فر هاربا ظهر السبت الخامس من اكتوبر. تظاهر السودانيون بهولندا نهار السبت مطالبين نظام المجرم البشير بالرحيل ورافضين اطلاق النار على المتظاهرين العزل في السودان. شارك في التظاهرة كل الوان الطيف السوداني في المهجر الهولندي وقد اجمع كل المتحدثين على ضرورة توحيد الصف والعمل الجاد من اجل اسقاط نظام الانقاذ الذي لم يتبق له غير الامن والجيش الذين يحتمي بهما الآن بعد أن حطم كل اجهزة الدولة ومؤسساتها وحولها لادوات حزبية يعشعش فيها الفساد وتدار على طريقة العصابات واللصوص. والقنصل السوداني بلاهاي والذي يدرك جيدا ألا سبيل هنا لاطلاق النار على افراد الجالية السودانية هنا كما فعل اولياء نعمته في الخرطوم لجأ الى وسيلة اخرى تناسب ذهنية حزبة المريضة فعمد الى عضوه التناسلي شاهرا إياه كسلاح في وجه المتظاهرين اعداء المشروع الحضاري للانقاذ. يتحرج المرء بالطبع وهو يجد نفسه مضطرا للخوض في مثل هذه التفاصيل المخجلة لمنسوبي النظام المجردين من اي ذرة من الخلق القويم وكريم الاخلاق وصاروا تجسيدا للانحطاط بمشروعهم الحضاري الذي ادعوا فيه إعادة صياغة الانسان السوداني والسودان وانسانه برئ من منهم ومن افعالهم من كذب وسرقة واغتصاب وقتل ابرياء وارتكاب كل ما حرمته الشرائع السماوية. تجئ هذه الحادثة بعد بضعة ايام من حديث وزيرة الموارد البشرية اشراقة سيد محمود التي ادعت فيها أن سقوط نظام الانقاذ يعني نهاية الحضارة السودانية، ليجئ قنصل السودان بلاهاي ليضع النقاط فوق الحروف ويرينا بعض ملامح الحضارة السودانية التي يمثلها نظام الانقاذ الرسالي الورع التي تخاف الوزيرة المصونة من ذهابه وتتباكي عليه. ليست ثمة مفارقة هنا بين حديث الوزيرة وسلوك القنصل لأنه من العييب علينا في هذه اللحظة أن نندهش من نظام الانقاذ وتصرفاته وسلوك افراده بعد أن استباحوا السودان لمدة ربع قرن جربوا فيها كل ما اوعزت لهم به انفسهم المريضة. فرئيسهم البشير الذي استن خطابا رئاسيا رفيعا يستخدم فيه وصف "تحت جزمتي" هو قدوة النظام وحامل راية اخلاقه، أو لم يكن يعرف بين اقرانه ودفعته بالجيش ايضا بالكذاب؟ ثم انظر لبقية العقد الفريد من نافع الذي عرفت عنه البذاءاة والمتعافي وقوش واسامة عبدالله والصافي جعفر وبقية اللصوص عندها ستعلم سر ما حل بابناء السودان الشرفاء في المعتقلات والسجون التي استبيح فيها شرفهم وواجهو فظائع الاغتصاب رجال ونساء والتعذيب والقتل. هذا غير الاغتصاب الجماعي في دارفور وكردفان كسلاح ممنهج ووسيلة جهادية لكسر شوكة اعداء دولتهم الرسالية، وغير جرائم الحرب والابادة الجماعية في مناطق الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان ومن قبلها دارفور. لم يكن الأمر مجرد صدفة حينما لوح سعادة القنصل بعضوه فالجنس يتم النظر هنا كعقوبة من قبل هذه الذهنيات المريضة فشرعوا الاغتصاب تمارسه قوات امنهم ويمارسه شيوخهم ولم يسلم منه للاسف حتى اطفالنا. ليس ذلك فحسب بل يصدر عمر البشير قرارا رئاسيا بالعفو عن احد مرتكبي جريمة الاغتصاب بحق طفلة صغيرة اثبتت المحكمة الجرم عليه وقضت بحبسه.. هكذا هي اخلاق المؤتمر الوطني ودولته الرسالية الساعية لانقاذ الانسان السوداني وشريعته التي يتحكم فيها امير المؤمنين البشير يعفو عن المغتصبين ويطارد نساء السودان الشريفات في الاسواق والشوارع بدعوى عدم تغطية الرأس. وآخر ما فعله امير المؤمنين هو اصداره امرا بمحاكمة من ناصحوه من اخوانه في الحزب حين استنكروا اطلاق النار على المتظاهرين ليؤكد لنا بشكل نهائي أن من يقود السودان ليس بحاكم ديكتاتوري بدرجة عادية وانما زعيم عصابة لا تتورع عن انتهاك كل محرم و يجب التخلص منها باسرع ما يمكن.