يبدو أن سقوط حكم البشير الذي حكم السودان 24 عاما بات وشيكا بعد أن تصدعت اركان حكمه, وكثر عدد الغاضبين من داخل حزبه من سوء إدارته للازمة التي تتصاعد يوما وراء يوم. واصبح تحالفه مع الحزب الاتحادي علي وشك الانهيار, في الوقت الذي تنحاز فيه معظم قوي المعارضة لمطلب إسقاط نظام الحكم, بإستثناء صادق المهدي زعيم حزب الامة الذي يضع قدما مع المعارضة وقدما مع الحكم, ويطالب بتغيير النظام وليس إسقاطه, خوفا من أن تسقط الثمرة في حجرغريمه وصهره حسن الترابي أو يقع إنقلاب عسكري جديد. ويبدو أن الرئيس البشير, الذي يتباهي دفاعا عن نظام حكمه بأن السودانيين لم يعرفوا (الهوت دوج) إلا في عهده, يعيش في عزلة تامة عن شعبه الذي يعاني قلة الدخل وغلاء الاسعار وأرتفاع البطالة وانتشار الفساد ويعيش نصفه تحت خط الفقر.., وما يزيد من مخاطر الموقف الغضب المتزايد داخل صفوف الجيش من الاوضاع التي آلت اليها البلاد تحت حكم البشير وإدت إلي انفصال الجنوب وإستقلاله, وإضعاف السلطة المركزية علي مناطق كوردفان ودارفور ومعظم ولايات الجنوب والشرق المهمشة, وانحسار موارد الخزانة العامة التي فقدت75% من عائدات البترول ذهب معظمها إلي الجنوب بعد الانفصال, فضلا عن سوء علاقات الخرطوم مع معظم جيرانه الافارقة, وتشككهم في ايدولوجية الحكم الذي ينتمي إلي جماعة الاخوان المسلمين, ونجحت في عزل السودان عن اشقائه الافارقة, وتمزيق العلاقات بين القبائل العربية والقبائل الزنجية في مناطق التخوم المشتركة وسط السودان. وما يزيد الطين بلة الوثيقة التي رفعها إلي البشير أكثرمن 30 شخصية سودانية بينهم عدد من جنرالات الجيش, يطالبون البشير بوقف الاستخدام المفرط للقوة والتوقف عن جلد النساء في الشوارع وتشكيل جبهة وطنية للحكم تشارك فيها كل الاطياف, والواضح ان إنهيارحكم البشير ربما يكون العلامة الثانية علي سقوط حكم جماعة الاخوان المسلمين, في الوقت الذي لاتزال فيه حكومة حزب النهضة التونسي تعاني من ضعف متزايد يجعلها آيلة للسقوط. الاهرام