أكد رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت أنه سيجري لقاء قمة متوقعا الأسبوع المقبل مع نظيره السوداني عمر البشير في جوبا، وسيتركز اللقاء حول الحل النهائي للنزاع في منطقة أبيي والقضايا العالقة الأخرى، وذلك في وقت أوقف فيه وزير الإعلام في جنوب السودان جهازي التلفزيون والإذاعة من تناول قضية استفتاء أبيي في الفترة الراهنة؛ بسبب ما وصفه بعدم التناول الموضوعي وتوجيه إساءات لدول ومنظمات إقليمية ودولية. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكواي ل«الشرق الأوسط» إن ترتيبات بلاده جارية لاستقبال الرئيس السوداني عمر البشير الأسبوع المقبل، وأضاف: «نتوقع أن تجري الزيارة في الثاني والعشرين أو ما بعده من الشهر الحالي»، مؤكدا أن اجتماع الرئيسين كير والبشير سيركز بشكل خاص على موضوع إجراء استفتاء أبيي إلى جانب القضايا العالقة. وقال مكواي، إن الاستفتاء لا يمكن أن يجري عمليا هذا الشهر وفق مقترح رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي قبل عام. وأضاف: «نحن في جنوب السودان متمسكون بإجراء الاستفتاء في منطقة أبيي، ولكن لا بد من الاتفاق مع دولة السودان والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي». وكشف مكواي عن أن كير سيناقش مع البشير آلية إجراء الاستفتاء والاتفاق حولها، وأن ذلك سيقود إلى تحديد موعد قاطع لإجرائه إلى جانب تشكيل مفوضية للاستفتاء، موضحا أنه «من المستحيل إجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حتى لو جرى تسخير كل أموال العالم له.. وعلينا أن نكون واقعيين ونتعامل بشكل علمي وعملي»، مؤكدا أنه أوقف كل البرامج المتعلقة باستفتاء أبيي في التلفزيون والإذاعة التابعين لوزارته، وأن الأجهزة الخاصة لم يجر إيقافها»، مضيفا أن السبب هو «التناول غير الموضوعي في عدد من البرامج والضيوف». وأضاف الوزير، أن «هناك إساءات غير مقبولة ضد دولة السودان والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، وحتى لحكومتنا»، نافيا أن يكون قراره له علاقة بزيارة البشير إلى جوبا، مشيرا إلى أن «القرار صدر منذ فترة، ولكن الصدفة لعبت دورا بأن يتزامن مع زيارة البشير». وأوضح أنه لم يمنع الإذاعات والتلفزيونات الخاصة والصحف من تناول قضية أبيي والقيام بالتعبئة لها. وتابع: «سننظم عمل التعبئة بشكل جديد ومحتوى أفضل مما كان في الفترة السابقة». وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدولتي السودان وجنوب السودان هايلي منكريوس في تصريحات صحافية لتلفزيون جنوب السودان الرسمي، عقب لقاء أجراه مع كير، إن لقاء قمة سيجمع الأخير مع نظيره السوداني الأسبوع المقبل. وأضاف أن لقاء الرئيسين سيتناول الحل النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، والتي كان يفترض أن يجري فيها إجراء الاستفتاء في هذا الشهر وفق مقترح الاتحاد الأفريقي وموافقة جوبا عليه ورفض الخرطوم، مشيرا إلى أن كير أكد نجاح آخر لقاء له مع البشير في الخرطوم الشهر الماضي. من جهته، أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، أن بلاده طلبت من الاتحاد الأفريقي عقد قمة استثنائية بشأن الاستفتاء الخاص في أبيي، وقال إنه جرى تسليم طلب من بلاده إلى نكوسازانا دلامينى زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال قمة الاتحاد التي عقدت أخيرا، وإن الوقت المحدد للاستفتاء آخذ في النفاد، موضحا أنه يحث الزعماء الأفارقة على دعم العملية المتعلقة بذلك، وأن عليهم تشجيع البشير لإجراء الاستفتاء. من جهة أخرى، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية، المقرب من الأجهزة الأمنية السودانية، عن آدم عبد الرحمن الرضي القيادي بالمسيرية قوله، إن «هناك حشودا عسكرية للجيش الشعبي (جيش الجنوب) بالقرب من منطقة أبيي». وأضاف أن هناك محاولة من حكومة جنوب السودان لفرض سياسة الأمر الواقع مما يشكل انتهاكا لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي القاضي بإيقاف إجراء استفتاء أبيي من طرف واحد، وأن لدى قبيلته 15 ألف مجند جاهز للدفاع عن المنطقة. وتقوم قوات إثيوبية قوامها أكثر من أربعة آلاف جندي، تحت إشراف الأممالمتحدة، بمهام قوات حفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان. ويصر السودان على أحقية قبيلة المسيرية العربية في المشاركة في أي استفتاء حول تبعية منطقة «أبيي»، في حين يقول جنوب السودان إن المسيرية ليسوا من مواطني أبيي وإنهم مجرد رعاة يمرون على المنطقة للرعي في موسم الخريف. وتعيش المنطقة حاليا أجواء توتر بسبب الاستفتاء وموقف كل طرف منه، وكان الاتحاد الأفريقي قد طالب الجانبين بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية تعوق تقدم تنفيذ الالتزامات السابقة لحكومتي السودان وجنوب السودان. البشير يزور جوبا الثلاثاء المقبل بدعوة من سلفاكير للتباحث بشأن ابيي الخرطوم 18 أكتوبر 2013 توقعت مصادر رسمية في جنوب السودان ان يصل الرئيس عمر البشير إلى جوبا الثلاثاء المقبل للتباحث بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها بين البلدين ،وقالت المصادر بحسب تقارير إعلامية إن الزيارة المتوقعة تجئ بدعوة من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير مياديت. وقالت قناة الشروق أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وجه دعوة إلى الرئيس السوداني عمر البشير لزيارة جوبا والتباحث حول موضوع أبيي يوم الثلاثاء المقبل. وقالت جوبا إنها سلمت الاتحاد الأفريقي طلباً بعقد قمة استثنائية بشأن الاستفتاء الخاص بأبيي المتنازع عليها بين البلدين. و قال وزير الاعلام بجنوب السودان جنوب مايكل ماكوي ليوث ، في تصريحات له بجوبا الخميس ان الجمود بشأن أبيي أدى إلى عرقلة تحسين العلاقات بين البلدين الجارين ،وشدد الوزير على ضرورة ان يجد البلدان حلاً للازمة الماثلة . وأكد سفير دولة جنوب السودان لدى الخرطوم، ميان دوت، أن الزيارة ستتم في موعدها، بالرغم من وجود البشير حالياً في الاراضي المقدسة ،لاداء فريضة الحج . وقال دوت في تصريحات نقلتها الصحافة المحلية الصادرة الخميس، إن أجندة قمة البشير وسلفاكيرستناقش قضية (ابيي) في أعقاب قرار الاتحاد الإفريقي بعدم قيام استفتاء ابيي من جانب واحد. وأضاف: إنه ستتم متابعة نتائج توصيات قمة البشير سلفاكير التي عقدت في الخرطوم، وماتم فيها من خطوات تنفيذية على أرض الواقع، ومتابعة الخطوات التي تمت بشأن التنفيذ الشامل والكامل لاتفاق التعاون المشترك بين الدولتين، ومسار عمل اللجان المشتركة على المستويين الفني والوزاري. كذلك سيتم الاتفاق على سبل ترقية وتطوير العلاقات والدفع بالنواحي الإيجابية فيها، خاصة ما يتعلق باعتماد نهج الحوار والطرق السلمية لحل كافة القضايا العالقة وتنسيق التعاون في المحافل الإقليمية والدولية وتسريع عمليات تحقيق التطبيع الكامل للعلاقات بصورة عملية على أرض الواقع. وجدد سفير جنوب السودان استعداد بلاده الآن وأكثر من أي وقت مضى لفتح المعابر الحدودية للتبادل التجاري، وقال إنه خلال أسبوعين من الآن سيتم فتح المعابر بصورة رسمية لتحقيق التواصل بين شعبي الدولتين وانسياب التجارة وتبادل المنافع وضبط الحدود وتأمينها وتحويلها لمناطق لتبادل المنافع. وأضاف: إن الخرطوموجوبا تعملان بجدية كاملة ورغبة صادقة لطي كافة الخلافات بينهما واللجان المشتركة تحقق تقدما ايجابيا كبيرا في هذا الخصوص وقال وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بنجامين، إن بلاده تنتظر موعداً جديداً يحدده الاتحاد الأفريقي بشأن إجراء الاستفتاء، مضيفاً أن الوقت المحدد للاستفتاء آخذ في النفاد. ونقل التلفزيون الإثيوبي، الأربعاء، عن برنابا قوله إنه تم تسليم هذا الطلب إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوساز دلاميني زوما، خلال القمة التي عُقدت أخيراً. وكان مجلس الأمن والسلم الأفريقي وافق العام الماضي على مقترح رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ثامبو أمبيكي، بإقامة استفتاء أبيي في أكتوبر الحالي بمشاركة عشائر دينكا نقوك التسع، لكن السودان رفض المقترح لأن إقامته بمعزل عن المسيرية يعيد البلدين إلى مربع الحرب. وحسب نائب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي من جانب جنوب السودان، دينق مادِينق، فإن المذكرة تناولت ثلاثة محاور رئيسة ومهمة. وأوضح أن المذكرة طالبت بأن يقرر الاتحاد الأفريقي ما إذا كان يصادق على مقترح قيام استفتاء في أبيي. وقال ل"سودان راديو سيرفس"، يوم الخميس، "كتبنا للاتحاد الأفريقي بشأن ثلاثة أشياء، أولاً للمصادقة على الوضع النهائي حول مقترح استفتاء أبيي في الاجتماع، ثانياً لوضع أجندة الاستفتاء في الاجتماع، ثالثاً أن يقرروا إذا ما كانوا يصادقون على المقترح الخاص بالاتحاد الإفريقي، ومن ثم إرساله إلى مجلس الأمن الدولي". في سياق متصل، أوقف جنوب السودان، يوم الأربعاء، بث حملة تعبوية في التلفزيون والإذاعة لإقامة استفتاء أبيي للحد من التوتر القائم هناك. وقال وزير الإعلام، مايكل ما كوي، "أوقفت إجراءات الحملة الإعلامية، لأنها تحتاج إلى مزيدمن التنظيم". وأنهي رئيس دولة جنوب السودان خلال أغسطس قدم خلالها مجموعة من القرابين لتحسين علاقة بلاده والسودان ، إبتدرها في المطار بإنحناء مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني ، وختمها بإعلاته أن جوبا وافقت على مقترحات الإتحاد الأفريقي بشأن ابيي لكنها في انتظار الخرطوم لحل الأزمة حنى ينعم مواطني ابيي بحقوق المواطنة . وإنحنى رئيس جنوب السودان على نحو مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني، لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير لانتظاره ومواصلة المراسم، في ثاني زيارة له إلى السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011م. وبحسب البروتكول فإن البشير قاد سلفاكير إلى البساط الأحمر لتفقد حرس الشرف بلباسهم المميز، وكان الرئيس الجنوبي هو الأقرب إلى صف الحراس، وعند وصوله الى قائد الصف الذي كان يحمل العلم، سارع الى الانحناء مظهراً إحترمه للعلم الذي عمل تحته خدمته عقوداً قبل انفصال جنوب السودان. ويبدو أن سلفاكير رمى الى إيصال عدد من الرسائل ، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين الخرطوموجوبا، التي كان طابعها التوتر الذى وصل أحياناً الى درجة . وصدح السودان وجنوب السودان خلال تلك الزيارة بفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين ، وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بين الخرطوموجوبا في اديس أبابا سبتمبر 2012 وتعهد الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت بعدم دعم وإيواء المتمردين وفتح الحدود امام حركة التجارة والمواطنين بالاضافة.