نقل جثمان مانديلا على متن طائرة عسكرية من طراز سي 130 رافقتها طائرتان مقاتلتان. وصل جثمان الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا إلى مسقط رأسه في قرية كونو في الجزء الشرقي من منطقة كيب بجنوب أفريقيا، حيث سيوارى الثرى هناك. واصطفت أعداد غفيرة من الناس على الطرق في المناطق الريفية التي مرت بها جنازته، لتوديع الزعيم الوطني الأفريقي وإبداء احترامهم لكفاحه وحزنهم لرحيله. وستقام مراسم دفن رسمية الأحد لجثمان مانديلا الذي توفي في الخامس من ديسمبر/كانون الأول. نظرة الوداع وقد ألقى 100 ألف شخص على الأقل نظرة الوداع على مانديلا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث سجي جثمانه في مجمع حكومي بالعاصمة بريتوريا. ونقل الجثمان من قاعدة ووتركلوف الجوية في بريتوريا على متن طائرة عسكرية من طراز سي 130 رافقتها طائرتان مقاتلتان. ووفقا للعرف القبلي التقليدي، رافق جثمان مانديلا في هذه الرحلة حفيده مانديلا، ليحدث الجثمان بأنه عائد في طريقه إلى بيته وموطنه ليستريح. ووصل الجثمان إلى مطار مثاثا في كيب الشرقية في حوالي الساعة 13:37 بالتوقيت المحلي (11.37 بتوقيت غرينتش). وستقام مراسم رسمية لدفن الزعيم الراحل الأحد، بحضور حوالي 5 آلاف شخص بينهم وفود من دول أجنبية. ولف جثمان مانديلا بعلم دولة جنوب أفريقيا على انغام الموسيقى الجنائزية، ثم نقله حرس الشرف الى عربة نقل الموتى ليبدأ رحلة تمتد لمسافة 32 كيلومترا إلى قرية كونو حيث أوصى مانديلا بدفنه هناك. صفوف واصطف الناس لإلقاء تحية الوداع، في صفوف ‘بعمق 10 الى 12 صفا، على جوانب الطرق حيث سار موكب جنازة مانديلا في مدينة مثاثا، وهم يلوحون بالأعلام ويهزجون باغنيات تحيي مانديلا. اصطف الناس لإلقاء تحية الوداع، في صفوف ‘بعمق 10 الى 12 صفا، على جوانب الطرق حيث سار موكب جنازة مانديلا. مشاعر مختلطة سادت وجوه المودعين بين الدموع والابتسامات في وداع زعيمهم الوطني. وقد أبدى بعض الناس جزعهم واحباطهم من عدم توقف الموكب في مناطقهم، ليحظوا بفرصة إلقاء نظرة الوداع على جثمان مانديلا كما هي الحال في بريتوريا. ويقول مراسل بي بي سي ميلتون نكوسي من كونو إنها لحظة هائلة بالنسبة لسكان المنطقة أن يروا محررهم عائدا الى مسقط رأسه. وستقيم قبائل الثيمبو تأبينا وفق المراسم التقليدية، يشمل تقديم أغان وقصائد عن حياة مانديلا وتعدد مفاخره ومنجزاته، في سرادق أبيض نصب خصيصا لهذه المناسبة. "قامة شامخة" ويتوقع أن يحضر مراسم الدفن الرسمية نحو 4 آلاف شخص بينهم رؤساء من أفريقيا وعدد من رؤساء الوزراء ونائب الرئيس الإيراني وأمير ويلز. وصف الرئيس زوما مانديلا ب "القامة الشامخة" على أن المطران دزموند توتو، صديق عمر مانديلا، ألغى رحلته إلى كيب الشرقية لحضور مراسم الدفن قائلا إنه لم يدع بشكل رسمي لحضورها. وقال المطران توتو إنه لا يريد "التطفل على ما تم اعداده ليكون جنازة عائلية خاصة". بيد أن حكومة جنوب أفريقيا، التي انتقدها توتو، قالت في وقت لاحق إن المطران قد تمت دعوته. وألقى أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي نظرة الوداع على جثمان مانديلا في احتفال خاص إقيم في بريتوريا قبل نقل الجثمان بالطائرة إلى كيب الشرقية. وحضر حفل التأبين في قاعدة ووتركلوف الجوية، الرئيس جاكوب زوما وقادة حزب المؤتمر الوطني وأكثر من 1000 من أعضاء هذا الحزب الذي كان مانديلا قائدا له. واستمع المؤبنون للرئيس زوما وهو يخاطب جثمان مانديلا واصفا إياه ب "القامة الشامخة" و" رجل الفعل" والديمقراطي الذي فهم العالم". وقال زوما "أجل، سنفتقده ... إنه أبونا، وراعينا، لقد كان مميزا... سنحملك في قلوبنا دائما".