السبت 4 يناير 2014 على وقع تقدم جيش جنوب السودان في اتجاه مدينة بور الاستراتيجية التي يسيطر عليها المتمردون، بدأت الأطراف الجنوبية المتنازعة مفاوضات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، لإنهاء قرابة ثلاثة أسابيع من النزاع الذي خلف آلاف القتلى ودفع بأحدث دولة في العالم إلى شفير الحرب الأهلية. وتزامناً مع دعوة السفارة الأميركية رعاياها إلى مغادرة البلاد، أكد جيش جنوب السودان أنه سيكون قادراً على استعادة بور في الساعات ال24 المقبلة من أيدي المتمردين. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أغوير للصحافيين إن «قواتنا كافية لهزم المتمردين في الساعات ال24 المقبلة». وأضاف أن «المتمردين يندحرون» من المدينة التي استعادوا السيطرة عليها الثلثاء الماضي. وجرت معارك عنيفة بالدبابات والمدفعية في محيط بور التي تبعد نحو مئتي كلم عن جوبا. ومع استمرار تدهور الوضع الميداني، وعلى رغم بدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمتمردين في فندق فخم في أديس أبابا مع مبعوثين خاصين من دول إقليمية، دعت الأممالمتحدة المتقاتلين إلى الامتناع عن استهداف المدنيين. وأكدت وزارة الخارجية الإثيوبية أن المفاوضات بدأت بين موفدي الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار، موضحةً أن مجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إيغاد) «ملتزمة بتقديم الدعم بكل الوسائل الممكنة» لإنجاح الحوار. وخلال ثلاثة أسابيع من أعمال العنف اضطر حوالى 200 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم. ولجأ 57 ألفاً إلى مقار قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ونظمت الولاياتالمتحدة عملية إجلاء فورية لرعاياها في جوبا أمس، ودعت السفارة الأميركية في بيان «كل المواطنين الأميركيين إلى المغادرة»، مشيرة إلى إجلائهم جواً «نحو الدول المجاورة الآمنة»، فيما أعلنت إغلاق الخدمات القنصلية في السفارة اعتباراً من اليوم السبت. وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية الأميركية «قررت خفضاً جديداً لعديد موظفي السفارة في جوبا بسبب تدهور الوضع الأمني». في الوقت ذاته، شددت مبعوثة الأممالمتحدة الخاصة هيلدي جونسون على ضرورة «المصالحة»، مشيرة إلى أن النزاع شهد مواجهات عرقية بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي اليها سلفاكير والنوير التي يتحدر منها مشار. ولفتت إلى «قتل المدنيين وأسر جنود والعثور على عدد كبير من الجثث» في مناطق جوبا وبور ومالاكال. متمردو جنوب السودان يجرون محادثات مباشرة مع الحكومة Sat Jan 4, 2014 9:37am GMT اديس ابابا (رويترز) - قال وزير الخارجية الإثيوبي تاوادروس أدهانوم إن متمردي جنوب السودان سيجرون أول محادثات مباشرة لهم مع الحكومة يوم السبت في محاولة لانهاء اسابيع من العنف الذي أثار مخاوف من انزلاق أحدث دولة في إفريقيا صوب حرب أهلية. وبدأت المحادثات في إثيوبيا بشكل يتسم بالبطء أمس الجمعة بعد تأخير استمر أياما حيث اجتمع الجانبان مع وسطاء من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد) ولكنهما لم يجتمعا مع بعضهما بعضا. إلا أن المزيد من الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش السودان وقوات المتمردين الموالين لريك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفا كير يوم الجمعة تشير إلى أن وقف اطلاق النار الذي تطالب به الدول المجاورة ما زال أمرا بعيد المنال. وقال أدهانوم في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة "انتهينا بنجاح من المحادثات من خلال وسطاء... سنمضي قدما في المناقشات المباشرة غدا (اليوم السبت)." وتخشى الدول المجاورة لجنوب السودان أن يزعزع القتال منطقة شرق إفريقيا ويتزايد الضغط الدولي من أجل التوصل لاتفاق. وقتل أكثر من ألف شخص وشرد 200 ألف خلال ثلاثة أسابيع من القتال الذي هز أيضا أسواق النفط. وفي إشارة إلى تدهور الأوضاع الأمنية أجلت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة المزيد من العاملين في سفارتها في جوبا عاصمة جنوب السودان الذي حصل على استقلاله من السودان منذ عامين فقط وفقا لاتفاق سلام أنهى إحدى أطول الحروب الأهلية في إفريقيا. وأمرت واشنطن أيضا كل رعاياها بمغادرة البلاد. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من 440 بين مسؤولين ومواطنين أمريكيين أجلوا الآن على متن طائرات مستأجرة وطائرات عسكرية. واتهم كير نائبه السابق مشار الذي أقاله في يوليو تموز ببدء القتال في محاولة للسيطرة على السلطة. وكير من قبيلة الدنكا في حين أن مشار من قبيلة النوير. وينفي مشار ذلك لكنه اعترف بقيادة جنود يقاتلون الحكومة. ويقول إن الرئيس يبعد معارضيه السياسيين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة قبل الانتخابات المقررة العام المقبل. والمحادثات في إثيوبيا تهدف إلى التركيز على متى يبدأ وقف اطلاق النار وكيف يمكن مراقبته. من آرون ماشو (إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)