العرب [نُشر في 07/01/2014، العدد: 9431، ص(1)] تقارير دولية تفضح الانتهاكات المتواصلة بحق العمال الأجانب في قطر لندن - أضاءت تقارير جديدة جوانب أخرى من قضية "عبودية العمالة" في قطر، وكشفت أن أرباب العمل والشركات التي قامت باستقدام هؤلاء العمال يتجاهلون جميع قوانين العمل، ويتحفظون على جوازات سفرهم ويتعمدون تأخير رواتبهم، حتى بات آلاف العمال يخضعون لنوع من "الملكية الشخصية لأرباب أعمالهم". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن العمال المهاجرين يتعرضون ل "عبودية مكتملة الأركان" في قطر، وأضافت أن العامل عادة ما يوقع على عقد عمل في بلاده قبل أن ينتقل إلى قطر، ثم يوقع على عقد آخر، براتب أقل بكثير من الأول، بمجرد وصوله إلى الدوحة. وكان حسن عبدالله الذوادي، المدير التنفيذي لملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، قد قال إن الهدف الرئيسي من استضافة الدوحة للبطولة "إقامة جسر يربط بين الاختلافات الثقافية للشعوب، وتنظيم لقاء ودي بين حضاراتهم داخل المستطيل الأخضر لكرة القدم". وأضاف أن "كأس العالم 2022 في قطر سيكون لحظة فاصلة". جاء ذلك أثناء احتفال قطر بعيدها القومي في 18 ديسمبر الماضي، بالتزامن مع اليوم العالمي للعمال المهاجرين، في مفارقة تعكس حقيقة أن 90 بالمئة من سكان قطر هم من العمال المهاجرين. وتشهد قطر حاليا نشاطا غير مسبوق في مجال البناء، حيث تستعد الإمارة الخليجية الصغيرة لإنفاق ما يزيد عن 100 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية، إلى جانب 20 مليار دولار أخرى لمد طرق جديدة، بالإضافة إلى بناء 9 ملاعب لكرة القدم، و55 ألف غرفة فندقية جديدة. لكن هذه الواجهة المضيئة للملف، يقبع خلفها جانب مظلم يتمثل في "القمع المؤسسي للعمال القادمين من جنوب آسيا". ويمثل المواطنون الحاملون للجنسية القطرية ما يقرب من 225 ألفا، بينما تبقى غالبية السكان، الذين يصل عددهم إلى مليونين، من العمال المهاجرين، الذين تم استقدامهم من بنغلادش والهند ونيبال وباكستان للعمل بوظائف يدوية. وذاعت تقارير عن أن آلاف العمال تعرضوا للإيذاء، وأن مئات منهم قد فقدوا حياتهم. وتوقع الاتحاد الكنفدرالي للتجارة الدولية أنه إن لم يتم التدخل العاجل لمعالجة الموقف، فسيموت قرابة 4 آلاف عامل قبل ضربة البداية لمونديال 2022. وفي تقرير صادم نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية مؤخرا، أوضحت فيه مدى السوء الذي وصلت إليه معاملة عمال البناء النيباليين من قبل أرباب العمل القطريين. وجاء في التقرير أن القمع الذي يواجهه هؤلاء العمال تخطى مرحلة حرمانهم من الماء، إلى منعهم من السفر إلى بلدانهم. وذكر التقرير أن 44 عاملا لقوا مصرعهم الصيف الماضي نتيجة لأزمات قلبية، في واحد من بين أضخم المشاريع وأكثرها رفاهة، لم يتلقوا رواتبهم لمدة زادت عن 18 شهرا، وأنهم يقتربون من الموت جوعا. ورغم صمت المنظمات الدولية الفاعلة عن "استعباد العمال" في قطر، فقد أصدر أخيرا البرلمان الأوروبي قرارا يلزم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإرسال رسالة واضحة إلى القطريين توضح أن "بطولة كأس العالم 2022 لن تبني معها نظاما جديدا للعبودية".