نجامينا (رويترز) - أدلى التشاديون بأصواتهم يوم الاثنين في انتخابات من المؤكد تقريبا أن تسفر عن فوز الرئيس ادريس ديبي بفترة رئاسة رابعة حيث قاطع منافسوه الاساسيون الانتخابات. وتأخر فتح بعض مراكز الاقتراع وكانت الاستجابة متباينة لدعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات. وبكر كثير من الناخبين بالادلاء بأصواتهم لاسباب من بينها تفادي الحر. وكانت مراكز الاقتراع خاوية الى حد بعيد بحلول بعد الظهر لكن لم تتح أي أرقام بخصوص نسبة الاقبال على التصويت بين الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين. ومن غير المتوقع ظهور النتائج قبل أسبوع. ويحكم ديبي تشاد منذ استولى على السلطة في انقلاب عام 1990 وفاز بعدها في ثلاث انتخابات. وقال احمد صابون الذي أدلى بصوته في حي بارة في نجامينا " جئنا للتصويت بالثقة في ديبي لكل ما فعله من أجل البلد." وأضاف "نحن نتجاهل المعارضة" مشيرا الى منافسي ديبي الذين اعتبروا الانتخابات باطلة بعد ان رفضت الحكومة طلبهم تنقية كشوف الناخبين. وقال زعماء المعارضة عبد القادر ودال كاموج ونجارلجي يورونجار وصالح كبزابو ان الاف البطاقات الانتخابية التي لا تحمل أسماء والباقية من انتخابات 13 فبراير شباط التي فاز بها ديبي وحلفائه لا تزال متداولة وقد تستخدم في التزوير في انتخابات 25 ابريل نيسان. وقال كاموج يوم الاثنين "لا يمكن ان نوافق على هذه المهزلة." ولا يواجه ديبي الان سوى مرشحين لا يحظيان بثقل كبير في الانتخابات. النتائج الموقتة للانتخابات التشادية تصدر في 9 ايار/مايو نجامينا (ا ف ب) - تصدر اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في تشاد في التاسع من ايار/مايو النتائج الموقتة للانتخابات الرئاسية التي جرت الاثنين، وفق ما اعلن المسؤول الاعلامي في اللجنة مساء الاثنين بعد انتهاء عمليات التصويت. وقال عبدالسلام محمد حجار لفرانس برس "من المتوقع ان تعلن النتائج الموقتة في 9 ايار/مايو" مستندا في ذلك الى "برنامج اللجنة الانتخابية". واوضح ان "اللجنة الانتخابية تجمع كل (المعطيات) وترسلها الى المجلس الدستوري (للمصادقة عليها) بعد اعلان النتائج الموقتة". واعرب الرئيس المنتهية ولايته ادريس ديبي الذي وصل الى السلطة بالقوة عام 1990 عن "ثقته" بالفوز في الانتخابات بعد انسحاب خصومه الرئيسيين صالح كبزابو وودال عبد القادر كاموغي ونغارليجي يورونغار منددين ب"المهزلة الانتخابية". وواجه ديبي مرشحين هما الوزير البير بهيمي بداكي والمحامي المعارض ناجي مادو. ولان نتيجة الانتخابات محسومة سلفا لمصلحة ديبي، تشكل نسبة الناخبين الرهان الرئيسي في الاقتراع. ودعي 4,8 ملايين ناخب من اصل 11,1 مليون تشادي الى الاقترع داخل البلاد 233 الف ناخب في الخارج. النفط التشادي احدث تغييرات في البلاد لكن دون ان يستفيد منه الجميع نجامينا (ا ف ب) - حتى الان لم تستفد تشاد، التي تعتبر من اكثر بلدان افريقيا فقرا والتي تنخرها النزاعات الداخلية، بشكل كاف من الثروة النفطية التي اكتشفت في جنوب البلاد ويتم استغلالها منذ 2003. وقد وعدت الدولة باستثمار 70% من مواردها النفطية للحد من الفقر مقابل تمويل شركات دولية انبوبا لنقل النفط المستخرج من منطقة دوبا (450 كلم جنوب شرق نجامينا) على مسافة الف كلم عبر الكاميرون حتى خليج غينيا. لكن في 2008 الغى البنك العالمي مساعداته التي كانت مقررة لانجاز بنى تحتية نفطية تشادية آخذا على نجامينا انها لم تحترم ما ابرمته معه من اتفاقيات. ومما يدل على شدة الفقر في البلاد، صنف مؤشر التنمية البشرية (اي.دي.اتش) تشاد سنة 2010 في المرتبة 163 من مجموع 169 بلدا، بينما اكد المعهد الدولي للابحاث حول التغذية (ايفبري) "مؤشر الجوع في العالم" في تقريره ان "مستوى الجوع" في البلاد "مثير جدا للقلق". وقال وزير البنى التحتية عظوم يونوسومي ان "تشاد بدات تتلقى موارد (النفط) اعتبارا من 2004" مؤكدا ان عائدات البلاد التي تنتج معدل 120 الف برميل يوميا بلغت حتى الان ثلاثة الاف مليار فرنك افريقي (4,6 مليار يورو). واكد الوزير ان بفضل هذه الموارد وسعت تشاد شبكتها من الطرقات من 300 كلم الى اكثر من الفين، كما زادت طرق مدنها بمقدار 300 كلم اضافية، وبعد ان كانت في البلاد "جامعة واحدة" اصبح لها خمس جامعات وستة معاهد تاهيل مع بناء "الفي فصل دراسي في السنة" ومستشفيات ومراكز صحية. ووعد الوزير ان تكون سنة 2012 سنة "انتهاء معاناة التشاديين" في مجال الكهرباء حيث يفترض ان تؤدي محطة جديدة الى وضع حد للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مؤكدا ان "النفط وفر لنا النمو". وبفضل طرقها الجديدة تحسنت صورة العاصمة بلا شك غير ان "اسعار المواد الغذائية تضاعفت واحيانا ارتفعت ثلاثة اضعاف" كما قال نقابي في القطاع النفطي مؤكدا ان "الاسعار ارتفعت كثيرا". كما اعتبرت المحامية دلفين جيرايبي التي تعد من الشخصيات المرموقة في المجتمع المدني ان "شيئا لم يتغير في حياة التشاديين، وما زال الناس يموتون من الجوع وحمى المستنقعات والاسهال لان مياه الشرب غير متوفرة". واضافت ان "الطرق بنيت لمن يملكون سيارات" وان الكثير من اموال النفط انفقت في شراء "الاسلحة لضمان الامن" ومواجهة هجمات حركات التمرد. واكدت المحامية ان الرئيس ادريس ديبي الذي يحكم البلاد منذ 1990 ويتطلع الى ولاية رابعة الاثنين اعتمد على الثروة النفطية لتجديد جيشه ومواجهة المتمردين الذي وصلوا في 2008 حتى بوابة قصره الرئاسي. وقال استاذ القانون العام جيلبير ماوندونوجي وهو ايضا من شخصيات المجتمع المدني المرموقة ان "انجاز بنى تحتية مدرسية ومراكز دراسية امر واضح (...) لكننا نفتقر الى من يشغلها". وفعلا هناك عدة مباني جديدة لكنها خالية او غير مستعملة. وتساءلت جيرايبي "هل ما يتم انجازه مخصص للتشاديين او لنظهر للمجتمع الدولي اننا نحسن استعمال اموال النفط؟" آخذة على البنك الدولي انه "انتظر حتى فات الاوان" ودعت الى تنمية "ذات وجه انساني".