ابوظبي- (أ ف ب): استدعت وزارة الخارجية الاماراتية السفير القطري الأحد لتسليمه مذكرة احتجاج على "تطاول المدعو" يوسف القرضاوي على دولة الامارات من على منبر احد مساجدها، بحسب مصدر رسمي. وافادت وكالة انباء الامارات أن الخارجية استدعت سفير قطر فارس النعيمي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على "خلفية تطاول المدعو يوسف القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمي لقطر". وكان القرضاوي قال في خطبة الجمعة في الدوحة في 25 كانون الثاني/ يناير ان "الامارات تقف ضد اي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه". ونقلت الوكالة عن انور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية "انتظرنا من جارتنا أن تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد ولكننا للأسف (...) لم نجد الرغبة والاستجابة". واضاف "سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض خطاب القرضاوي". وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية اعلن الاحد ان القرضاوي "لا يمثل السياسة الخارجية لقطر" مشيرا إلى "علاقة خاصة بين البلدين وان امن دولة الامارات من امن دولة قطر". وشدد العطية على ان "سياسة دولة قطر الخارجية تؤخذ فقط من القنوات الرسمية للدولة". لكن المسؤول الإماراتي اوضح انه "نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية في ظل عدم رفض الإخوة في قطر بأن تستخدم منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق". واثارت تصريحات القرضاوي استياء واسعا في الامارات مع العلم انها ليست المرة الاولى التي يوجه فيها انتقادات لهذا البلد. والقرضاوي مصري الاصل لكنه يحمل الجنسية القطرية، ويعد من ابرز الدعاة المقربين من تيار الاخوان المسلمين، وهو معروف خصوصا بفضل اطلالاته عبر قناة الجزيرة القطرية. وتوترت العلاقات بين قطروالامارات بسبب دعم الاولى لتيار الاخوان المسلمين، فيما شنت الثانية حملة واسعة ضد خلايا جماعة الاخوان المحظورة على ارضها. المنتديات في الدوحة وكتاب ينتقدون التدخل في شؤون الدول... وخلفان يطالب بإغلاق ‘الجزيرة' الإمارات تستدعي سفير قطر وتسلمه مذكرة احتجاج على 'تطاول' القرضاوي ابوظبي وكالات الدوحة ‘القدس العربي' من سليمان حاج إبراهيم: استدعت وزارة الخارجية الإماراتية امس الأحد، فارس النعيمي سفير دولة قطربالإمارات وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته ب'تطاول' الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على الإمارات خلال خطبة الجمعة في 24 كانون الثاني/يناير الماضي. يأتي هذا الاستدعاء الذي يعد ‘خطوة غير مسبوقة في العلاقات الخليجية'، بعد يومين من إعلان خالد بن محمد العطية، وزيرالخارجية القطري أن ‘ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاوي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر'. واعتبرت الخارجية الإماراتية في بيانها الذي أصدرته أمس أن تصريح العطية ‘لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء في خطاب القرضاوي، ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا'. وأعرب أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، في بيان نشرته وزارة الخارجية الإماراتية على موقعها الإلكتروني، أمس، للسفير القطري ‘عن بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به القرضاوي بحق الإمارات وعبر التلفزيون الرسمي لدولة جارة وشقيقة'. وأضاف ‘انتظرنا من جارتنا أن تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد، ومع احترام دولة الإمارات التام لحرية الرأي والتعبير فإنها ترفض أي خطاب يحض على العنف والكراهية، ولكننا للأسف وبرغم التواصل الهادئ وضبط النفس لم نجد الرغبة والاستجابة نحو ذلك عند الاخوة الاشقاء في قطر'. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية ‘لقد سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء في خطاب القرضاوي، ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا'. وتابع قرقاش ‘حاولنا أن نحتوي هذه المسألة حرصا على علاقات الأخوة بين الدولتين الشقيقتين ودرءا للفتنة والشقاق الذي يرمي إليه المدعو (القرضاوي) في حملته ضد دولة الإمارات، ولكننا نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية في ظل عدم رفض الإخوة في قطر بأن تستخدم منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق'. وأشار إلى ‘أننا لا نقبل وتحت أي مسوغات، التطاول على كرامة دولة الإمارات وقيادتها وشعبها أو الإساءة إلى نهجها وقيمها الأصيلة'. من جانبه شن الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد السابق لشرطة دبي، هجوما لاذعا على قناة ‘الجزيرة' القطرية، واصفا إياها بأنها ‘قناة من عقل له'، كما أكد أن ‘عبث الجزيرة أخطر من أي شيء اليوم على الأمن القومي الخليجي'. وقال خلفان على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر' ، ‘محطة الجزيرة محطة هدفها ان تهدم، إذا كان هدفها الديمقراطية فلتنظر على مسافة قدم من جدرانها فقط'. وطالب خلفان بإغلاق قناة ‘الجزيرة' قائلا ‘الإخوة في الدوحة يجب أن يغلقوا الجزيرة، لأنها تسيء لقطر أو وأخيرا، وتفتح باب شر على أنظمة الحكم الخليجية بما فيها الدوحة.. سكروا جزيرة الشر قبل أن تأتي بالشر المستطير خليجيا'. وكان خالد بن محمد العطية، وزيرالخارجية القطري، قال قبل يومين ان ‘ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاوي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر'. وقال العطية في مقابلة مع تلفزيون قطر الرسمي مساء الجمعة الماضية ونقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية ان ‘علاقة دولة قطر مع دولة الامارات العربية المتحدة علاقة استراتيجية في كافة المجالات سواء على مستوى الدولة والشعوب'. وأضاف أن ‘السياسة الخارجية لقطر تؤخذ دائما عبر القنوات الرسمية للدولة، فسياسة قطر لا تؤخذ عبر وسائل الاعلام او بعض المنابر هنا وهناك'. وأشار إلى أن ‘ما قيل على لسان الشيخ يوسف القرضاوي لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر'. وتابع ‘نحن نكن للأشقاء في الامارات كل الحب والاحترام، وكما ذكرت فالعلاقة بيننا هي علاقة استراتيجية وامن دولة الامارات الشقيقة هو من امن دولة قطر'. وكان القرضاوي قد انتقد الإمارات في خطبة الجمعة 24 كانون الثاني/يناير الماضي، متهما إياها بإيواء المرشح الرئاسي السابق، أحمد شفيق، الذي وصفه بأنه ‘من رجال (الرئيس الأسبق) حسني مبارك'. وقال إن الإمارات ‘تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون'. وفي الدوحة سجلت تصريحات وزير الخارجية القطري، تفاعلا واسعا محليا ودوليا، وتمت مناقشتها مطولا في المجالس والمنابر المختلفة، بمزيد من الإسهاب، خصوصا وأنها تعبر عن رغبة قطرية في رأب أي صدع في علاقاتها مع جيرانها. ويعتبر الدكتور عبد الحميد الأنصاري العميد السابق لكلية الشريعة في جامعة قطر: ‘أن وزير الخارجية الدكتور خالد العطية يعبر عن وجهة رأي الشعب القطري بمختلف فعالياته، خصوصا وأن العلاقات بين قطروالإمارات، من العمق والمتانة بحيث لا يمكن لتصريحات من الدكتور يوسف القرضاوي أن تؤثر فيها'. الأنصاري يشير في تصريح ل'القدس العربي' إلى أن ‘مواقف وآراء رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا ينبغي أن تحمل أكثر مما تستحقه طالما هي اجتهاداته الشخصية، وهي لا تمثل السياسة الخارجية لقطر'، ويضيف الأنصاري الذي يتميز بمقالاته الجريئة في الصحف القطرية أن: ‘مواقف الدكتور القرضاوي لا تمثل رأي القطريين، وهناك كتاب كثر اعترضوا على هذا التوجه: (يقصد مساندة تيار الإخوان المسلمين)'. ويؤكد العميد السابق لكلية الشريعة إلى أنه شخصيا والكثير من زملائه ضد تصعيد الأمور إعلاميا والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وخصوصا في مجلس التعاون الخليجي حيث القواسم مشتركة بين أبناء شعوبه. كما تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات القطرية كثيرا مع تصريحات وزير الخارجية الدكتور خالد العطية، تعقيبا على خطاب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي من على منبر صلاة الجمعة، التي اعتبر فيها العطية أن مواقفه أي ‘القرضاوي' لا تلزم الخارجية القطرية، التي تؤخذ تصريحاتها فقط من القنوات الرسمية. الصحف القطرية الناطقة باللغة العربية تعاملت مع الموضوع من زاوية رسمية مكتفية فقط بالخبر الذي أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وعنونت به يوم السبت صدر صفحاتها الأولى من دون أي تعليق أو تفاعل على غير عادتها مع المواضيع الكبيرة. ولم تنشر الصحف مواقف الفعاليات الإعلامية والفكرية والسياسية التي تؤخذ آراؤها دوما، كما لم ترصد انطباعات المواطنين القطريين حول ما تناوله وزير الخارجية من قضايا محورية تتعلق بدول الخليج وأمنها، ولا عن خلفية الهجوم الذي تتعرض له قطر بخصوص موضوع العمالة الأجنبية مثلما ورد في آخر تقرير للاتحاد الدولي لكرة القدم. مواقع التواصل الاجتماعي كانت النافذة الواسعة التي تفاعل من خلالها الجمهور القطري والنخب المثقفة، وكانت هناك تغريدات كثيرة تناقش ما جاء في تصريح الدكتور خالد العطية، بالتركيز في ذات الوقت على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط قطروالإمارات العربية تحديدا، والنابعة أساسا من القواسم المشتركة بين البلدين، وبين كل دول مجلس التعاون الخليجي الذي يرتبط عضويا تحت مظلة واحدة. ونشط مغردون كثر في موقع تويتر عبر وسم #العطية _القرضاوي_ لا_يمثل_قطر الذي تفاعل فيه أكثر المغردون الإماراتيون، الذين رحبوا بالتصريح وبالاهتمام القطري برأب أي صدع في العلاقة بين الأشقاء. وكتب المغرد القطري عبد العزيز آل إسحاق @Abdulaziz: ‘نعتز في قطر بكثير من مواقف بلادنا السياسية، ونفخر كثيراً أننا في قطر لنا آراء مستقلة قد تختلف مع التوجه الرسمي للدولة' وهي كناية على أن الشيخ يوسف القرضاوي الذي يحمل الجنسية القطرية هو حر في أن يعبر عن آرائه من دون أن تكون ملزمة للحكومة القطرية، حيث كتب تغريدة في ذات السياق: ‘لم نتعود أن نقاد كالقطيع، ولا نقبل، ولا يقبل قادتنا ذلك علينا، لهذا للمواطنين ‘ومنهم د.القرضاوي' آراء حرة مستقلة قد تختلف مع الرأي الرسمي'. من جانبه كتب المغرد عبد الله العذبة @A_AlAthbah تغريدة تشير إلى أن الدكتور يوسف القرضاوي الذي انزعج الإمارتيون من تصريحاته متعود حتى على انتقاد قطر بالإشارة إلى أن له آراء مختلفة حيث دون: ‘ رأي د. يوسف القرضاوي بالقاعدة الأمريكية وزيارة بيريز إلى #قطر، والمكتب الصهيوني التجاري الذي تم إغلاقه http://youtu.be/ixp10RHr3b8 وكتب المغرد حمد العوني @Ahmedal3oniJan 31 ‘قطر منّنا وفينا اهلنا واحبابنا اخواننا واخواتنا مالنا غنى عنهم ولا لهم غنى عنَنا'.