العرب [نُشر في 15/05/2014، العدد: 9559، ص(2)] فاتو بن سودا تؤكد أن الاعتقالات غير القانونية والتعذيب يجب ألا يكون لهما مكان في ليبيا طرابلس - طالبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، أمس الأوّل، السلطات الليبية بضرورة تسليم سيف الإسلام القذافي "على الفور" إلى المحكمة في لاهاي. وسيف الإسلام هو نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ويواجه تهما من محكمة الزنتان غربي ليبيا، تشمل الإضرار بالأمن الوطني. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرتين باعتقاله بتهمة القيام بجرائم ضد الإنسانية أثناء حكم والده، والذي جاوز ال 40 سنة. وأعربت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، في إفادتها أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن "أسفها" لعدم استجابة ليبيا لطلبها، وعن "قلقها إزاء التقارير التي تفيد بارتكاب أعمال تعذيب وإساءة المعاملة، بالإضافة إلى القتل في مراكز اعتقال غير مشروعة وغير تابعة للدولة في ليبيا". وأردفت قائلة إن "الاعتقالات غير القانونية والتعذيب يجب ألا يكون لهما مكان في ليبيا الحديثة، كما أن هؤلاء الذين يزعم تورطهم في تلك الجرائم لابد من خضوعهم للتحقيق والمقاضاة". وأشارت بنسودا إلى أن "ليبيا بحاجة إلى المساعدة لتنجح في تحقيق تطلعاتها للتحول إلى الديمقراطية وسيادة القانون". وختمت بالقول إنه "على الشركاء الرئيسيين لليبيا ضرورة التفكير بجدية في تشكيل مجموعة اتصال معنية بقضايا العدالة يتم من خلالها توفير الدعم المادي والقانوني بصورة منتظمة لتعزيز الجهود الليبية لتحقيق العدالة للضحايا"، دون مزيد من التفاصيل. ومازال الخلاف قائما بين السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية، بسبب مطالبة المحكمة بضرورة تسليم سيف الإسلام للنظر قضائيا في ملفّه، فيما تتمسك ليبيا بمحاكمته على أرضها، مؤكدة أن القضاء الدولي قضاء بديل في حال عدم ضمان محاكمة نزيهة للمتهمين. ويحاكم سيف القذافي في بلدة الزنتان في قضايا تتعلّق ب"المساس بالأمن الوطني وإهانة النشيد والعلم الليبيّين"، وهي قضايا، يعتبرها عدد من رجال القانون، بسيطة مقارنة بالاتهامات الموجهة إليه من قبل المحكمة الدولية والمتعلقة بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". ويرفض أعيان بلدة الزنتان تسليم سيف القذافي إلى طرابلس، معتبرين أنّه من حقهم محاكمته في بلدتهم، لأنّ أبناء البلدة هم من قبضوا عليه.