العرب [نُشر في 25/05/2014] مقتل القائد المحلي لقوات الدعم خلال هجوم المتمردين على دلدكو الخرطوم- أكد متمردون سودانيون الأحد أنهم بدأوا هجوما كبيرا على منطقة إستراتيجية في جنوب كردفان كانت القوات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات السودانية قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي فيما تحدثت معلومات عن مقتل القائد المحلي لهذه القوة الحكومية المعروفة باسم قوات الدعم السريع2 في الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية ارنو نغوتولو لودي إن "قواتنا بدأت هجوما كبيرا وحاسما على دلدكو"، موضحا أن "القتال تواصل حتى مساء السبت". وأعلنت قوات الدعم السريع 2 في 18 مايو أنها سيطرت على دلدكو التي تبعد 17 كلم شمال كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.وبعد يومين من سيطرة قوات الدعم السريع على دلدكو، وصل عدد قليل من الصحفيين إلى المنطقة في زيارة نادرة في ظل تقييد دخول الصحفيين لمناطق الحرب. وفي اليوم التالي نظمت القوات احتفالا في الخرطوم. غير أن صحيفة السوداني نقلت عن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين الأحد أن القائد الميداني لقوات الدعم السريع في دلدكو قتل في هجوم للمتمردين. وأكد حسين أن قوات الحكومة صدت الهجوم ولكن العقيد حسين جبر الدار قتل. ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله "كان رجلا شجاعا". كما نشرت قوات الدعم السريع على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن جبر الدار قائد قوات الدعم السريع 2 مات دون أن تعطي أي تفاصيل. والمتمردون الذين ينتمون للأقلية الاثنية في جنوب كردفان، يقاتلون القوات الحكومية منذ ثلاث سنوات في حرب خفية إلى حد كبير تقول الأممالمتحدة إنها أثرت على أكثر من مليون شخص. ودعا جهاز الأمن والمخابرات الذي تأتمر به قوات الدعم السريع 2، الصحفيين إلى دلدكو إثر اتهامات بأن وحدة شقيقة للدعم السريع في منطقة دارفور غرب السودان، قامت بانتهاكات بحق المدنيين. وفي تقرير في أبريل الماضي قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن عناصر من قوات الدعم السريع هاجمت وأحرقت قرى في دارفور.وبعد أن أدلى زعيم المعارضة الصادق المهدي بتصريحات مماثلة، قام ضباط جهاز الأمن والاستخبارات بتوقيفه في 17 مايو. وقال مراقبون إن توقيف المهدي يقوض المحادثات الجارية بهدف التوصل إلى تسوية للنزاعات الكثيرة التي يعاني منها هذا البلد. وقال مجدي الجزولي الباحث في معهد الوادي المتصدع إن توقيف المهدي يعكس اختبار القوة الذي يقوده عناصر في جهاز امن الدولة "لا يكترثون" لانعكاسات هذه الخطوة على الحوار الذي بدأه الرئيس عمر البشير. وأضاف الأسبوع الماضي أنهم حريصون على تقديم أنفسهم على أنهم قوات نظامية لتفادي إمكانية تفكيكهم لاحقا. وقال "آيا كانت التغييرات التي تحصل في الخرطوم، فإن الضحية الأولى لمثل هذه التغييرات ستكون المؤسسة الأمنية". والقوات المسلحة السودانية منفصلة عن الوحدات العسكرية لجهاز الأمن والمخابرات. وانتشر أكثر من ألف مقاتل في قوات جهاز الأمن ببزاتهم القتالية في منطقة دلدكو التي تمتد حوالي ثلاثة كيلومترات وبجانبهم دبابات ومختلف أنواع المدفعية، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات وأنواع مختلفة من البنادق. والتقى حسين جبر الدار الصحافيين خلال زيارتهم إلى المنطقة. وكان يضع شارة قماشية خاصة بقوات الأمن والمخابرات فوق أكمام بزته العسكرية ذات اللون البني الفاتح. وقال جبر الدار "هذه منطقة إستراتيجية للمتمردين وهي التهديد الأمني الرئيسي لمدينة كادقلي". غير أن مصدرا أمنيا توقع أن يقوم المتمردون بصد الهجوم على دلدكو وميري بارا، المنطقة الواقعة غرب كادقلي والتي سيطرت عليه القوات المسلحة السودانية في وقت سابق. وقال المصدر إن الحركة الشعبية شمال السودان قد تطلب مساعدة من الجبهة الثورية، وهي تحالف يضم مجموعات متمردة رئيسية في السودان. وأضاف "إذا ما حصلوا على ذلك الدعم، ربما حاولوا الهجوم على تلك المناطق التي تمت السيطرة عليها