أهالي كردفان يعيشون في زخم صراعات دموية أثقلت كاهلهم الخرطوم- فرّقت الأجهزة الأمنية السودانية، أمس الخميس، مظاهرة في مدينة النهود بولاية غرب كردفان بالتزامن مع بدء محاكمة رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض، إبراهيم الشيخ، الذي ينحدر من المدينة ويحظى بنفوذ واسع فيها. وطوّقت الأجهزة الأمنية مبنى المحكمة بالمدينة وعززت قواتها في الطرق الرئيسية المؤدية إليها وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، من دون أن يتضح على الفور سقوط جرحى. وأكد الأمين العام للحزب، عبد القيوم عوض السيد، أن الأمن اعتقل خلال تفريقه للمظاهرة أمين أمانة الشباب بالحزب نور الدين بابكر ضمن عدد آخر من المواطنين لم يتمّ حصرهم بعد. وألقت قوات الأمن القبض على الشيخ قبل أيام في مدينة النهود، التي زارها للمشاركة في أنشطة لحزبه، بناء على بلاغ سجله ضدّه جهاز الأمن والمخابرات على خلفية انتقادات وجهها الرجل خلال حديثه في مؤتمر جماهيري لقوات الدعم السريع بإقليم دارفور. ووجهت النيابة للشيخ 6 تهم إحداها تضعه تحت طائلة المادة 62 من القانون الجنائي التي تتعلق بمعاقبة من يثبت تحريضه القوات النظامية على التمرد والمادة 50 التي تتعلق بتقويض النظام الدستوري وتصل عقوبتها حد الإعدام. عبد القيوم عوض السيد: الأمن اعتقل أمين أمانة الشباب بالحزب مع عدد آخر من المواطنين ويأتي احتجاز رئيس حزب المؤتمر بعد أيام عن اعتقال زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، على خلفية اتهامات وجهها في إحدى الندوات الصحفية إلى قوات الدعم السريع المعروفة بمليشيا الجنجويد. ومنذ إعلان البشير عن مبادرة الحوار تكثف الجهات الرسمية السودانية حملة الاعتقالات في صفوف الناشطين السياسيين والمدنيين على حد سواء، الأمر الذي يكشف، وفق المراقبين، عن عدم جدية البشير في التعاطي السلمي والديمقراطي مع الأصوات المعارضة. ويشهد إقليم كردفان حالة غليان شعبي بسبب القبضة الأمنية المشددة التي تضربها القوى الأمنية السودانية، فضلا عن تواصل احتدام المعارك في عدد من مناطقه وخاصة بالجنوب بين قوات النظام المدعومة بمليشيا الجنجويد ومتمردي الحركة الشعبية شمال. وفي هذا الصدد أعلنت الأممالمتحدة، الخميس، أن مئة ألف مواطن سوداني فروا من منازلهم جراء القتال في مناطق يسيطر عليها متمردو الحركة الشعبية شمال السودان في جنوب كردفان. واندلع القتال بين حكومة الخرطوم ومتمرّدي الحركة الشعبية بجنوب كردفان في يونيو 2011 . وتقدّر الأممالمتحدة أن أكثر من مليون مدني تأثروا بالقتال الدائر في جنوب كردفان والنيل الأزرق.