المهدي يحظى باستقبال حار من قبل أنصاره الخرطوم- كشفت مصادر مطلعة ل"العرب" أن إطلاق سراح زعيم حزب الأمة الصادق المهدي جاءت بناء على تسوية تمت في الكواليس تقضي بالإفراج عنه مقابل مواصلته الحوار مع الحكومة. وأطلقت السلطات السودانية، ظهر الأحد، سراح المهدي من معتقله بسجن كوبر، بعد ساعات من وصول مقرّر حقوق الإنسان الخاص بالسودان مشهود بادرين إلى العاصمة الخرطوم. وعقب الإفراج عنه أكد المهدي أن تجربة اعتقاله "أتت بخير كثير المزايا في البﻼيا والمنن في طي المحن"، قائلا للصحافيين "كل المعارضة داخل وخارج السودان مسلحين ومدنيين وغيرهم لديهم الآن موقف موحد". وأشار المهدي من أمام منزله وسط استقبال حار من أنصاره، أنه سيستمع إلى الجميع في لقاء شعبي جامع لكي يحدد الموقف السليم الذي ينبغي أن يتخذه الشعب السوداني من أجل تحقيق مطالبه المشروعة. من جانبها بررت السلطات المعنية إطلاق المهدي بأنه جاء دعما لروح الوفاق إضافة إلى أن الشاكي وهو جهاز الأمن والمخابرات الوطني لا يمانع في حفظ الدعوى الجنائية تغليبا للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وفق زعمها. وأكدت السلطات في بيان، أن هناك مصلحة عامة سياسية واجتماعية تبرر قرار وزير العدل قبول طلب وقف الدعوى الجنائية. وكانت لجنة تضم شخصيات من اتجاهات سياسية ودينية مختلفة التقت الرئيس البشير، ونجحت في إقناعه بإطلاق سراح المهدي . وذكرت اللجنة التي ضمت شخصيات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إنها ستعمل أيضا على إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، وكافة المعتقلين السياسيين. واعتقل الأمن السوداني، في السابع عشر من مايو الماضي، المهدي، على خلفية انتقادات وجهها للمليشيا الحكومية، التي يطلق عليها قوات الدعم السريع والمعروفة شعبيا ب"الجنجويد"، بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في دارفور. وأعلن حزب الأمة القومي، فور اعتقال زعيمه تعليق حواره المعلن مع الحكومة. واعتبر مراقبون إطلاق سراح المهدي، يندرج في سياق محاولة إحياء الروح في جسد الحوار الميت الذي دعا إليه الرئيس البشير في يناير الماضي ورفضته أحزاب المعارضة، وتكرس فشله بعد أن تراجع حزب الأمة القومي وحركة الإصلاح الآن عن موافقة سابقة بالقبول به.