وزير دفاع جنوب السودان ل «الشرق الأوسط»: الجنرال دينق سيظل في الخدمة العسكرية لندن: مصطفى سري أعلنت جمهورية جنوب السودان رفضها قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أحد كبار ضباطها في الجيش النظامي سانتيو دينق، وعدت أن هذه المزاعم لم تثبت بتوجيه الاتهام وإجراء التحقيقات للأزمة، ونفت تلقيها أي قرار بحظر السلاح من قبل الأممالمتحدة أو أي جهة دولية، وأكدت أن الأسلحة التي قامت بشرائها من شركة صينية تعود إلى عام 2012 ضمن تسليح قواتها، وجددت اتهاماتها للمتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه في مايو (أيار) الماضي بالهجوم على مواقع في باينتو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وقال وزير الدفاع في جنوب السودان، كوال ميانق جوك، ل«الشرق الأوسط»، إن حكومته لم يصلها إخطار رسمي من الاتحاد الأوروبي بشأن قراره بحظر الجنرال سانتيو دينق، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي أصدر قراره دون أدلة تثبت ضلوع دينق في انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الحظر لم يرفقه المجلس الأوروبي بأي اتهامات، وقال: «هذا القرار جرى اتخاذه من طرف واحد دون إجراء تحقيقات حول أي مزاعم يعتقد متخذو القرار أنها اتهامات»، وتابع: «لن نتعامل مع هذا القرار حتى نطلع على أسبابه وبتوضيح الاتهامات، وسيظل سانتيو دينق يعمل في مواقعه وفي الخدمة العسكرية ويقوم بواجباته»، وشدد على أن أي اتهامات توجه إلى ضباط الجيش أو جنوده تقوم بها القوات المسلحة، وقال: «نحن من سنحقق مع أفراد قواتنا وليس أي جهة أخرى». وكان الاتحاد الأوروبي قد أصدر قرارا بفرض عقوبات ضد مسؤولين كبار في جنوب السودان من طرفي النزاع، حيث جرى حظر الجنرال سانتيو دينق - وهو من قدامى ضباط الجيش الشعبي – من السفر إلى أوروبا إلى جانب تجميد أرصدته، والقائد الآخر من حركة التمرد القائد بيتر قاديت الذي كانت واشنطن قد أصدرت قرارا مماثلا ضده في أبريل (نيسان) الماضي. وحول قرار دولي بحظر الأسلحة على دولته، قال الوزير إن حكومته لم تسمع بهذا القرار وأنها تقوم بواجباتها السيادية والدستورية في حماية حدود البلاد، وأضاف أن الأسلحة التي قامت بشرائها الحكومة من الصين تعود إلى عام 2012. وقال: «هذا ليس أمرا جديدا، ونحن من واجبنا أن نقوم بتسليح قواتنا بالأسلحة التي تمكنها من حماية البلاد والدفاع عنها، وأن الجيش الشعبي لا بد أن يكون مستعدا»، مشيرا إلى أن شراء بلاده السلاح حق سيادي وليس هناك من قرار دولي جرى اتخاذه ضدها، وقال: «لم نسمع عن حظر دولي ضدنا بشراء السلاح، ولا أعتقد أن هناك مثل هذا القرار». وأكد جوك أن قوات التمرد، بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، تواصل خروقات وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه بين الرئيس سلفا كير ميارديت ورياك مشار في التاسع من مايو الماضي بأديس أبابا، وقال إن قوات التمرد هاجمت أول من أمس الجمعة مناطق في ولاية الوحدة، ومنها منطقة قريبة من عاصمة الولاية (بانتيو)، وأضاف أن قوات الجيش الشعبي ردت المهاجمين الذين قال إنهم استخدموا أسلحة ثقيلة من مدافع وهاون، مشيرا إلى أن بعثة المراقبين ليس في قدرتهم القيام بواجباتهم بسبب عدم توافر الحماية اللازمة لتحركاتهم في المناطق التي يفترض أن يجري فيها تحقق من اتهامات بخرق إطلاق النار، وقال: «دائما قوات مشار هي التي تقوم بعمليات حربية ضد قواتنا والمواطنين حول مدن بانتيو والناصر، وهم غير ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار»، وأضاف: «تعليماتنا في الجيش واضحة بألا تقوم قواتنا بأي هجوم على المتمردين أو حتى مطاردتهم في حال جرى دحر هجومهم»، منتقدا المجتمع الدولي بانحيازه الواضح إلى جانب المتمردين وعدم إصدار مواقف واضحة ضدهم، وتابع: «حتى عندما يريد المجتمع الدولي أن يصدر موقفا أو بيانا ضد التمرد يشملنا معه وهذا انحياز وعدم نزاهة». تعرض مستشفى في جنوب السودان للحرق والنهب والتدمير المركز الطبي الوحيد في «ولاية الوحدة» ويخدم 270 ألفا من السكان لير (جنوب السودان): «الشرق الأوسط» تعرض مستشفى في جنوب السودان كانت تديره منظمة «أطباء بلا حدود» بمدينة لير للحرق والنهب والتدمير بعدما كانت الأمهات يلجأن إليه مع أطفالهن النحيلين في هذه البلدة المحرومة من كل شيء والمقطوعة عن العالم. وقامت فرق «أطباء بلا حدود» بإجلاء لير التي يتحدر منها زعيم التمرد نائب الرئيس السابق رياك مشار في ولاية الوحدة النفطية، في نهاية يناير (كانون الثاني) عندما كان السكان يفرون إلى الأدغال من المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين للسيطرة على هذه المنطقة الشمالية. وتدور هذه المعارك منذ ديسمبر (كانون الأول) في جنوب السودان، الذي احتفل الأربعاء بالذكرى الثالثة لاستقلاله. والعاملون في المنظمة الذين عادوا مطلع مايو (أيار) وجدوا المستشفى المجهز ب120 سريرا، المركز الطبي الوحيد في المنطقة الذي دشن قبل 25 سنة، مدمرا جزئيا وقد تعرض للنهب. وصرحت سابرينا شارمين، منسقة مشروع «أطباء بلا حدود» في لير، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أحرق المستشفى وتعرض للنهب والتخريب، لم نكن نعلم جيدا ما يمكننا القيام به، لكن عندما وصلنا كانت الحاجات ضخمة». وكانت لا تزال تحت وقع الصدمة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفى حيث كانت طبيبة بين عامي 2009 و2010. وأحرق قسم الولادة والطوارئ والمستودع الذي تخزن فيه الأدوية والمعدات الطبية واللقاحات. كما أحرقت المكاتب التي كانت قائمة في حاويات ولم يبق منها سوى الرماد. وانهار سقف قسم من المباني ونهبت كل الأسرة، ودمرت غرفة العمليات التي خضع فيها 400 شخص لعمليات جراحية في 2013. وبعد تنظيف المستشفى، أعادت فرق «أطباء بلا حدود» تشغيل ما يمكن تشغيله مثل بعض الخدمات الطبية. وقالت شابرينا شارمين في اليوم الأول: «استقبلنا 800 طفل في مركز التغذية العلاجية، وخلال أسبوع واحد بلغ عدد الأطفال 1400». وأضافت: «على سبيل المقارنة، في 2013 استقبلنا 2300 طفل خلال السنة بكاملها. ولدينا 2500 طفل منذ 15 مايو إلى اليوم». وفي قسم التغذية المركزة، وضع نحو عشرة أطفال نحيلين تحت المراقبة وتجري تغذيتهم كل ثلاث ساعات في حين تنتظر أمهاتهن. وفي المبنى البدائي الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة، يبدو الأطفال مرهقين حتى إنه لم يعد لديهم القدرة على البكاء. ويعالج 1800 طفل آخر في مركز التغذية الإسعافية، حيث تقدم لهم أكياس تحتوي على عجينة مصنوعة من الفول السوداني لتغذيتهم. وفي الأدغال، يتناول السكان النباتات، غالبا ما تكون زنبق الماء الذي ينمو على ضفاف النيل ويشربون من مياه النهر. وبعد فرار السكان، تعرضت المدينة التي باتت مقطوعة عن باقي العالم جراء موسم الأمطار، للنهب. ولم تعد هناك أغذية في المدينة، ويعيش السكان بفضل عمليات إلقاء الأغذية جوا التي يقوم بها «الصليب الأحمر». وقالت مسؤولة في المنظمة إن «سوء التغذية من أهم المشكلات، لكن وباء الملاريا يتفشى أيضا» بسبب الأمطار، وسجلت عدة حالات إسهال. والمستشفى هو المركز الطبي الوحيد الموجود ل270 ألفا من السكان في جنوب ولاية الوحدة. وقالت إن تسع سيارات تابعة للمستشفى نهبت و«لم يعد من الممكن نقل أي شخص إلى المستشفى». وبات الحمار الوسيلة الوحيدة لنقل المعدات والأدوية التي تسلم جوا في طائرات تحط على مدرج صغير في لير. ودمرت المولدات الكهربائية وكذلك المبردات ومن ثم لم تعد هناك لقاحات متوافرة. ولم يتمكن قسم الجراحة من إعادة فتح أبوابه ولا حتى المختبر أو القسم لمعالجة مرض الإيدز أو السل. وفي هذه الأجواء، تقوم الدمية «توم» التي يشغلها عضو في فريق «أطباء بلا حدود» بتمرير رسائل وقاية وسط ضحك الأطفال والأمهات الذين ينتظرون دورهم.