سد النهضة بوابة حياة وموت موارد المياه المصرية الخرطوم- سادت روح جديدة على المفاوضات التي بدأت أمس في الخرطوم في محاولة لطي صفحة الخلافات بشأن مستقبل سد النهضة الإثيوبي، الذي كان موضع خلافات متفجرة خاصة بين إثيوبيا ومصر التي تخشى على مستقبل حصتها من المياه. قالت الحكومة السودانية إن الاجتماع الثلاثي بين السودان ومصر وإثيوبيا الذي بدأ في الخرطوم أمس "حاسم ونهائي" لحل خلافات الدول الثلاث حول سد النهضة الذي تبينه إثيوبيا على مجرى النيل الأزرق، أهم روافد نهر النيل. وقال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى للصحافيين عقب الجلسة الافتتاحية للمباحثات "هذا الاجتماع سيكون هو الحاسم والنهائي لإيصالنا إلى حل شامل بخصوص سد النهضة". وتستمر الاجتماعات على مدى يومين. وقال موسى إن استئناف المفاوضات بعد انقطاع دام 8 أشهر "تظهر رغبة حقيقية وصادقة من الجميع″، مشيرا إلى أن الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية "ستنعكس إيجابيا على المفاوضات". وعقدت الأطراف الثلاثة اجتماعين سابقين في الخرطوم في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي دون التوصل إلى اتفاق حول خلافات السودان ومصر مع إثيوبيا حول السد. معتز موسى: الاجتماع حاسم ونهائي للوصول إلى حل شامل بشأن سد النهضة وتبني إثيوبيا أكبر سدودها على مقربة من الحدود السودانية من أجل توليد الطاقة الكهربائية ويتوقع انتهاء العمل فيه عام 2016. ولدى مصر مخاوف من أن يؤثر السد على حصتها من مياه النيل. وقال وزير الري المصري حسام الدين محمد مغازي في الجلسة الافتتاحية للاجتماع "لدينا وضع خاص مقارنة ببقية دول حوض النيل فنحن نعتمد على مياه النيل اعتمادا كاملا". لكن وزير الموارد المائية والكهرباء الإثيوبي أليمايهو تيجينو قال في افتتاح الاجتماعات إن بناء السد ليس هدفه إلحاق الضرر بأية دولة. وأكد أن "إثيوبيا ليس لديها اتجاه لإيذاء أية دولة". وتتمحور الخلافات بين إثيوبيا ومصر حول تنفيذ توصيات لجنة خبراء دوليين أعدت تقريرا حول السد قدمته للدول الثلاث في مايو من العام الماضي. وقال الوزير الاثيوبي "هذا الاجتماع لمواصلة النقاش حول تنفيذ توصيات لجنة الخبراء حول السد الإثيوبي.. إثيوبيا تنضم لشقيقتيها لمناقشة الموضوعات العالقة". وأوضح أن "مصر لن تكون ضد تنمية إخواننا في حوض النيل وبالمقابل نتطلع إلى إقرار حق شعبنا في الحياة". وأضاف مغازي، الذي بادر بمصافحة نظيره الإثيوبي أليمايهو تيجينو في الجانب المخصص لوفده بقاعة الاجتماع، وقال له: "أنا أثق في أنكم تشاركوننا نفس المخاوف". وأكد تيجينو إن "إثيوبيا قبلت تقرير لجنة الخبراء ونفذت توصياته". وقال إن بلاده جاءت إلى الإجتماع "لمناقشة القضية بصدق وشفافية وحل الخلافات في أقرب وقت ممكن". وأشار إلى أن "هذا المشروع ستستفيد منه الدول الثلاث والمنطقة بأسرها. ودعا للاتفاق على خارطة طريق لتنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية وهذا خلاف ما تدعو له مصر التي تطالب بمشاركة خبراء من غير الدول الثلاث في اللجنة كمحكمين. حسام الدين مغازي: لدى مصر وضع خاص فهي تعتمد على مياه النيل اعتمادا كاملا من جهته قال وزير الري المصري "هناك حاجة لإعداد بعض الدراسات التي سبق أن أوصت بها اللجنة الدولية للخبراء مع الأخذ في الاعتبار عامل الوقت". وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلا ماريام ديسالين أصدرا بيانا مشتركا عقب اجتماعهما على هامش القمة الأفريقية في ملابو عاصمة غينيا بيساو، أكدا فيه على حل خلافهما بالحوار وذلك في يونيو الماضي. وقبل ذلك الاجتماع أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في يناير من العام الماضي تأييد السودان لبناء السد، الذي من المتوقع أن يولد 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء. والنيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا هو المصدر الرئيسي لمياه النيل علما أنه يؤمن حوالي 75 بالمئة من موارد مياه النيل البالغة 84 مليار متر مكعب. وسوف تختتم هذه الجولة من الاجتماعات اليوم وهي الجولة الرابعة بعد ثلاث جولات لم تصل أي منها لاتفاق كامل.