إسقاط مسيرتين فوق سماء مدينة مروي    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    كهرباء السودان: اكتمال الأعمال الخاصة باستيعاب الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الشمسية بمصنع الشمال للأسمنت    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الدكتور حسن الترابي .. زوايا وأبعاد    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    أمس حبيت راسك!    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوثيقة: (4) هل الفريق صديق إسماعيل جاسوس الإنقاذ داخل حزب الأمة؟


[email protected]
(1)
"الوثيقة" مجددا
لأنها تتمثل مخطط الدماغ الفاسد المركب داخل جمجمة نظام الإنقاذ. بشأن مختلف الموضوعات التي وردت فيها. الجبهة الثورية بحركاتها المسلحة وبرنامج السودان الجديد. العلاقة مع جنوب السودان. قوات رياك مشار. تصنع قيادات الإنقاذ الخوف من تقديمهم إلى المشانق. الانتخابات.احتقار الإنقاذ لجميع الأحزاب. نظام التجسس والشركات الواجهات لنظام الإنقاذ. الاقتصاد. خطة الإنقاذ لتقتيل الشباب المتظاهرين. العلاقة الاستراتيجية مع إيران. العلاقات مع دول الخليج ومصر. الحركات الإسلامية. الإرهاب. أمريكا. أمبيكي. ومجلس حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى الموضوعين الجوهريين المقصيين من نص الوثيقة: (1) فطومة في المحكمة الجنائية وملاحقتها لرئيس الجمهورية، و(2) استعادة الأرصدة التي استحوذت عليها بالفساد عصابات سلالة الإنقاذ.
فالوثيقة مرجع تاريخي لا مثيل له. تحديدا لأنها مصطنعة بالكتابة الاحتيالية المتدبرة. بواسطة جهاز الأمن.
(2)
موضوع الفريق صديق إسماعيل، نائب رئيس حزب الأمة
ورد قبل يومين في سودانايل، نقلا من جريدة المستقلة، موضوع الفريق صديق إسماعيل. نائب رئيس حزب الأمة. مما أثار انتباهي إلى ما كان ورد عنه في نص الوثيقة التاريخية:
"وحزب الأمة مخترق بصورة كبيرة. ومهيمن على كل قرارات الحزب، لكن حصلت مستجدات الصادق شال ملف التواصل مع الحركات من صديق إسماعيل وأدوه لمحمد عبد الله الدومة لازم نعمل لإعادة صديق إسماعيل للملف" [فريق أمن الرشيد فقيري، مدير الأمن الشعبي].
فذلك يعني، وفق القراءة البسيطة لنص الوثيقة، وبالاستنتاج المنطقي السائغ، أن الفريق صديق إسماعيل يعمل غواصة في حزب الأمة لصالح نظام الإنقاذ. على الأقل بشأن ملف الحركات المسلحة. وهو الملف الذي تقول الإنقاذ عبر الوثيقة إنه يجب إعادته إليه بعد أن حدثت "مستجدات". فحواها، حسب زعم الوثيقة، أن الصادق المهدي كان انتزع ملف الحركات المسلحة من الفريق صديق إسماعيل، ووضعه بيد محمد عبد الله الدومة. وأن الإنقاذ ستعمل على إعادة الملف إلى الفريق صديق إسماعيل.
(3)
لماذا الهم بالفريق صديق إسماعيل والوثيقة؟
لا يقتصر موضوع الفريق صديق إسماعيل على حزب الأمة. بل يتعلق باختراق الأحزاب بما تعورف عليه بكلمة "الغواصات". الكلمة التي تُظهر الاختراق وكأنه خدعة سياسية مقبولة. بينما هو خداع شيطاني يدمر العلاقات الإنسانية في المجتمع وفي فضاء السياسة. ولا ننس، دائما باسم الإسلام. هذه المرة "الإسلام السوداني"!
فلنتذكر إحدى أخطر الخدع "الإسلامية" المميتة في تاريخ السودان. حسن الترابي، الغواصة بين المعتقلين في سجن كوبر. خدعة البشير إلى القصر رئيسا والترابي إلىكوبر سجينا.
أتذكر من أيام سجن كوبر أن الصادق المهدي كان يدافع بشدة عن الترابي. وكان يقول إن الخائن هو علي عثمان. إلى أن جاء إلى سجن كوبر فاروق أحمد آدم، الإسلامي المارق، الذي وضح للجميع في سجن كوبر تفاصيل ضلوع الترابي في الانقلاب، من الألف إلى الياء.
ولنتذكر الخدعة الصغيرة، حسين خوجلي. الذي حشره نظام الإنقاذ بيننا في سجن كوبر، كغواصة "إسلامية". ما أن كان انفتح باب السجن الداخلي الصغير ودفع السجان بحسين خوجلي إلى الداخل، حتى تساءل الراحل فاروق كدودة بسخرية لاذعة: أأرسلوه إلينا لأغراض الترفيه عنا؟
وعلى مستوى أعمق، فإن مسألة الفريق صديق إسماعيل، كالمتهم دون دليل مادي بأنه غواصة في حزبه تحت إمرة نظام الإنقاذ، تتعلق بإفساد نظام الإنقاذ للحياة السياسية. بالاختراقات وبالوثائق المصطنعة المسربة وبامتهان تضليل المواطنين.
فأهتم بهذه القضية، المتعلقة بتفكيك الوثيقة، من هذا المنطلق. لا حبا في حزب الأمة ولا نكاية فيه.
يكفي أنه الحزب المعروف سجله العنصري في تقتيل أهلي الجنوبيين بواسطة جيش الاحتلال في مناطق العمليات وفي المدن. ومعروف تاريخ الحزب حين رفض نوابه اقتراح التحقيق في مذبحة الضعين التي قتلت فيها المليشيات الرزيقية الموالية لحزب الأمة ألفي شخص في يوم واحد. وحزب الأمة هو المسؤول عن ممارسة الرق وعن الدفاع عن الرق. وكان الحزب يضطهد ويحبس ويعذب. ويلفق التهم ضد معارضيه. كله ثابت في الأوراق. لا يلغيه توقيع "الإمام" في إعلان باريس، ولا كلامه الفارغ عن حقوق الإنسان.
وأهتم بهذه القضية من منطلق التعاطف الإنساني مع الفريق صديق إسماعيل. لا علاقة لي به. ولا أعرف عنه غير هذيانه في العلن لدى الصحفيين عن لزامة اعتذار الإنقاذ لناس حزب الأمة. فالفريق مصاب بداء نسيان أهمية اعتذار حزبه على الجرائم الخطيرة ضد الجنوبيين بما في ذلك تجويعهم ليموت منهم ربع مليون قبل لوي الأمريكان يد الإمام ببرنامج شريان الحياة.
كذلك أتذكر عن الفريق مشاركته الفاعلة في لجان تفكيك الحركات الوطنية المسلحة في دار فور. وهي الحركات الشابة التي هبت تقاوم ضد الإبادة العرقية التي كان أسس لها حزبه حزب الأمة، ونفذتها وتابعت تنفيذها حكومة الإنقاذ التي كان يعمل فيها الفريق وينفذ برامجها وينسق معها.
وأنا تعاطفت صادقا حتى مع عمر البشير.المطلوب للعدالة بجريمة الإبادة وبجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. حين وجدته في محنته شخصية مأساوية ذات غرابة. في مسخ شاذ بتكوين الطاغية زعيم العصابة المدعوم بمليشيا الجيش وبمافيا الحزب، مخلطا ببؤس الطريد يعيش حياته بالمجازفةيراوغ متهربا من عقوبة السجن تنتظره في هولندا.
فما بالك بلزامة التعاطف مع الفريق صديق إسماعيل قد يكون يواجه اتهاما ظالما؟ بأنه غواصة عميل لنظام الإنقاذ الإجرامي، من موقعه القيادي في حزب الأمة. مما ثبَّتته ضده، ولم تُثبته، الوثيقة المصطنعة التي أنتجها جهاز الأمن. بتلك الإشارات الخبيثة إلى ملف الحركات المسلحة.
فالإسناد بمثل هذه الخدعة مدمر بصورة مريعة.
وأهتم أيضا بالموضوع لأن الفريق، إذا كان صادقا، سيستخدم قدراته الشرطية، واستخبارات الحزب، وولدي الصادق المهدي الغواصتين المزدوجتين، وسيقلب الدنيا رأسا على عقب. ليأتينا برأس الكاتب المحتال عميل جهاز الأمن الذي نسج الوثيقة المسربة وقال فيها إن الفريق غواصة في حزبه وعميل لنظام الإنقاذ. وإلا كانت رتبة "الفريق شرطة" كلام ساكت.
(4)
الوثيقة كالمحضر الحقيقي لاجتماع أمني حقيقي
ينبغي أن نعلم أن هنالك فرقا جوهريا بين أن تكون الوثيقة صحيحة كمحضر لاجتماع أمني وتم تسريبها في خرق أمني (نظرية إيريك ريفز وفتحي الضو)، من جهة، وبين أن تكون الوثيقة مصطنعة من قبل جهاز الأمن الذي سربها (نظريتي)، من جهة أخرى.
فإذا نظرنا في مسألة الفريق صديق إسماعيل على أساس صدقية الوثيقة، كمحضر حقيقي لاجتماع حقيقي، ستصبح الوثيقة ذات قابلية لفهم محتواها ولتصديقه واعتماده على أنه صحيح.أو قريب جدا من الصحة.بشأن عمالة الفريق صديق إسماعيل لنظام الإنقاذ.
وكذا بشأن الوقائع والخطط والتحليلات والمخاوف والتخيلات الواردة في المحضر الوثيقة.
لأن أعضاء العصابة الأمنية العسكرية السياسية المشاركين في الاجتماع لابد يصْدُقون القول في المحادثات السرية فيما بينهم. وكلهم يواجهون خطر إسقاط نظامهم الفاسد. وبعض منهم على الأقل سيواجه التجريد من الأرصدة المالية التي تحصلوا عليها في سياق التمكين على مدى ربع قرن من الاستبداد والفساد. ومنهم من سيواجه المحكمة الجنائية الدولية (وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين). ومن سيواجه الملاحقة في السودان.
فإذا كانت الوثيقة محضر اجتماع أمني صحيح تم تسريبه بخرق أمني، سيكون لزاما علينا أن نميل إلى تصديق الفريق الرشيد فقيري بشأن الأقوال عن الفريق [شرطة م] صديق إسماعيل. أي، سنصدق أن الفريق صديق إسماعيل خائن لحزبه حزب الأمة، ويعمل غواصة وعميلا في خدمة الإنقاذ من داخل حزب الأمة.
لكن هذه القراءة المرتكزة على صحة الوثيقة ليست صحيحة.لأن الوثيقة أصلا ليست صحيحة. بل مصطنعة. من قبل جهاز الأمن. مما قدمت ما يكفي لإثباته في مقالي بعنوان "يا شباب السودان انضموا إلى الجبهة الثورية!"، وفي مقالين سابقين، في سودانايل.
(5)
الوثيقة كالمصطنعة من قبل جهاز الأمن
تكمن خطورة الوثيقة المصطنعة اصطناعا من قبل جهاز الأمن وأهميتها في أنها تتمثل "مخطط دماغ الإنقاذ". وهي المرجع عن الكيفية التي يفكر بها النظام الفاسد في القضايا السالف ذكرها. وعن الصورة الزائفة التي يريدها النظام لنفسه فيختلقها اختلاقا بالكتابة الاحتيالية المتدبرة. وعن المقاصد التي يريد النظام أن يفصح عنها. وتلك التي يخفيها. وعن مخاوف قيادات النظام. وعن هذيان جهاز الأمن، نيابة عن السلالة، بحلم إلحاق الهزيمة بالأعداء المحليين والإقليميين والدوليين. وعن الحسابات التي يريد نظام الإنقاذ تصفيتها مع خصومه وأعدائه.
وإذا كانت الوثيقة مصطنعة، فإن جهاز الأمن مصطنعها سيجتهد في تضمينها نصوصا تحمي غواصات نظام الإنقاذ من الانفضاح. مما سآتي إليهبشأن الفريق صديق إسماعيل، بعد أن أبين استخداما شريرا ماكرا آخر للوثيقة المصطنعة.
فأريد أن أبين أن الاصطناع يجعل الوثيقة سلاحا مطياعا بيد جهاز الأمن. سلاح يتم تصميمه خصيصا بالكتابة الاحتيالية المتدبرة. لتضليل خصوم النظام وأعدائه، ولأغراض شريرة أخرى أقدم أمثلة لها كمقدمة لطبيعة الشطن الإنقاذي في موضوع أهون من موضوع الفريق صديق إسماعيل.
(6)
استخدام الوثيقة المصطنعة للتشنيع بالمنسوبين للنظام
استخدم جهاز الأمن الوثيقة المصطنعة لغرض التشنيع المجاني بالمنسوبين إلى النظام من الذين يريد النظام التخلص منهم. مثل سفير السودان في المملكة العربية السعودية، عبد الحافظ ابراهيم. الذي أرسلت إليه الإنقاذ عبر الوثيقة المصطنعة من قبل جهاز الأمن رسالة حاقدة. بأنه شخص غير مرغوب فيه. وأنه مخترق من قبل السعوديين. وأنهم في الإنقاذ كلفوا محمد عطا رئيس جهاز الأمن ليحث عملاء الأمن في السفارة في الرياض أن يتابعوا حركات السفير ومراقبته. وأن السفير سيتم طرده من السفارة بعد الانتخابات.
كله ورد على لسان مفترض لبكري حسن صالح، نائب رئيس الجمهورية:
"ومرة جا قابلني عبد الحافظ إبراهيم [السفير في الرياض] في المملكة وقال وزير الخارجية السعودي قال له ممكن ندعم السودان لكن علاقتكم مع إيران قيادتك ما حيقبلوا وكلام كتير عرفت ربما اخترقوه وريت محمد عطا يتابعوه الآن ما عندنا كلام خلوه الانتخابات تعدي وبعداك ناس كتار دايرين تغيير".
..
وكذا أرسل جهاز الأمن رسالة ماكرة وشريرة إلى منسوبهم المسؤول عن ملف أبيي زعيم المسيرية الخير الفهيم. قالوا له إن أيامه معدودة في ذلك التكليف نيابة عن الحكومة [برئاسة اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي]. مما ورد في التوصيات ب "إعفاء الخير فهيم فورا ...".
بعد تثبيت مدير عام قوات الشرطة المفترض أن "هناك خلل أمني بأبيي وراجع النقص لضعف الخير الفهيم يجب تغييره بشخص ذو خلفية أمنية من أبناء المسيرية. دايرين زول يخترق ويخليهم [الدينكا في اللجنة؟] يعملوا ضد أنفسهم" [فريق أول هاشم عثمان الحسين، مدير عام قوات الشرطة].
وقد ثنى الفريق أول هاشم عبد الله محمد، رئيس هيئة الأركان المشتركة المفترض، اقتراح المتحدث السابق بأن قال: "وبثني على تغيير الخير الفهيم بلجنة أبيي".
وكلها كتابة احتيالية. ترسل رسالتين لا يمكن أن تكونا إلا مقصودتين وفق المعنى الظاهر من اللغة. ولا حاجة إلى تفكيك إضافي لمعان خفية تحت سطح النص الواضح.
أما الرسالة الموجهة عبر الوثيقة بشأن الفريق صديق إسماعيل، فأكثر تعقيدا.وتستدعي التفكيك وصولا إلى المعاني الخفية تحت سطح النص الظاهر.
(7)
مقاصد الإنقاذ في الوثيقة ضد الفريق صديق إسماعيل
تقدم الوثيقة المصطنعة مقاصد الإنقاذ بشأن الفريق صديق إسماعيل. فتُظهر العميد صديق كعميل للإنقاذ لابد من إنجاح مهمته لتخريب خطط حزب الأمة من الداخل. بالعمل كغواصة لصالح الإنقاذ. بشأن ملف الحركات المسلحة التي أصبحت مهمة لحزب الأمة بعد إعلان باريس، هاجس نظام الإنقاذ في الوثيقة المصطنعة.
ولأن الوثيقة مصطنعة، سيكون تحديد مدى صدقية الادعاء فيها بعمالة الفريق للإنقاذ أمرا معقدا. وقد لا يكون ممكنا الجزم النهائي بصحة الادعاء في الوثيقة أو بكذبه. لكن ذلك لا يمنع التحليل لترجيح إحدى الكفتين. بناء على تفكيك الوثيقة المصطنعة.
فحتى إذا كانت الوثيقة مصطنعة،وهي مصطنعة وفق نظريتي المؤسسة، ففي نصها ما يمكن تفسيره بأن الفريق صديق إسماعيل عميل للإنقاذ وغواصة في حزب الأمة يعمل لحساب حزب المؤتمر الوطني.
وليس هذا الاستنتاج غريبا. لأنه يرتكز على قراءة متعمقة لدلالات النص الذي قالت فيه الوثيقة المصطنعة بالواضح ما معناه إن الفريق صديق إسماعيل عميل لديها يعمل لصالحها من داخل حزب الأمة بشأن ملف الحركات المسلحة:
"وحزب الأمة مخترق بصورة كبيرة. ومهيمن على كل قرارات الحزب، لكن حصلت مستجدات الصادق شال ملف التواصل مع الحركات من صديق إسماعيل وأدوه لمحمد عبد الله الدومة لازم نعمل لإعادة صديق إسماعيل للملف" [فريق أمن الرشيد فقيري، مدير الأمن الشعبي].
خاصة ونحن نعلم أن الفريق صديق إسماعيل كان عضوا مشاركا في لجنة إنقاذية هدفها تفكيك الحركات المسلحة في دارفور؛ وأنه كان من موظفي حكم الإنقاذ في ولاية دارفور.
لكن الأمر ليس بهذه القراءة البسيطة للنص. فهنالك قراءة أعمق لذات النص. وهي التي تضع العميد تحت المجهر.
هنا، بالقراءة المتعمقة،نقرأ أن جهاز الأمن قصد إلى تضليل حزب الأمة بخدعة مزدوجة ضمَّنها في الوثيقة. بالتحسب لنوع الاستنتاج المنطقي المتوقع من قبل حزب الأمة. بأن جهاز الأمن بل أراد زرع الفتنة والشك حول الفريق.بالنص في الوثيقة بشأن الفريق وملف الحركات المسلحة.
هذا الاستنتاج من قبل حزب الأمة هو الذي يطمح إليه جهاز الأمن. لأنه سيكون في صالح الفريق صديق إسماعيل، كالعميل المفترض وفق هذه القراءة. وفي صالح الإنقاذ!على النحو التالي:
يدرك جهاز الأمن أن أعضاء حزب الأمة،سيقرؤون النص بتلك الطريقة الاستنتاجية مباشرة بعد أن يعرفوا أن الوثيقة مصطنعة.ليخلصوا إلى أن الفريق ليس عميلا.وأن الإنقاذ قصدت بوثيقتها المصطنعة تشويه صورته.
عندئذ، سيكون جهاز الأمن نجح في غرضه المتمثل في إخفاء حقيقة أن الفريق غواصتة في مياه حزب الأمة.
..
يقول جهاز الأمن في الوثيقة إن الفريق عميل للإنقاذ، تحديدا لكي يستنتج القراء العكس.
..
وبهذه الخدعة المزدوجة في نص الوثيقة يكون جهاز الأمن ضلل حزب الأمة، وقدم الحماية لعميل الإنقاذ الغواصة في حزب الأمة، الفريق صديق إسماعيل.
وكله تحليلات قابلة للدحض بتحليلات وبينات أقوى.
(8)
ورطة الفريق وورطة حزب الأمة
فأخلص من التحليل والتفسير في أعلاه إلى أن الاتهام ضد الفريق صديق إسماعيل يظل قائما. بسبب أن الإنقاذ استخدمت في الوثيقة المصطنعة خبثا مريعا في خدعتها المزدوجة.
قصدها النهائي والتضليلي من الإسناد الماكر هو أن يتوصل القراء إلى أن الفريق صديق إسماعيل ليس عميلا لنظام الإنقاذ. على النحو التالي:
(1) قالت الإنقاذ في الوثيقة ما معناه بالواضح إن الفريق صديق إسماعيل عميل لديها وغواصة في حزب الأمة.
(2) ثم أزلقت الإنقاذ في الوثيقة حركات نصية وأكاذيب يسهل اكتشافها وتبين بسهولة أن الوثيقة مصطنعة. مثل ما أورده الفريق ذاته من حجج أن الوثيقة ليست صحيحة (الرشيد فقيري، سفر مصطفى عثمان، عدم وجود وزير الداخلية، إلخ) [في المستقلة].
(3) وبهاتين الحركتين الماكرتين ضللت الإنقاذ أعضاء حزب الأمة. ليستنتجوا بالعقل أنه إذا كانت الوثيقة التي قيل فيها إن الفريق صديق إسماعيل عميل للإنقاذ مصطنعة، لن يكون الفريق عميلا للإنقاذ. بعلة أن الوثيقة "ليست حقيقية". وتريد بها الإنقاذ، أو المفبرك، تشويه سمعة الفريق صديق.
علما أن الفريق صديق لم يقدم دفعا بغير قوله إن الوثيقة "ليست حقيقية"، وبغير أقوال أخرى لا تسعفه.
وهكذا تكون الإنقاذ قدمت بخدعة الوثيقة المصطنعة تغطية كافية للفريق ليظل غواصتها في حزب الأمة.
..
ولنعلم جيدا أن هذه وثيقة مرجعية تاريخية. تحديدا بسبب أنها مصطنعة. بالكتابة الاحتيالية المتدبرة. المنسوجة بأفاعيل الانحراف والخداع والتدليس. بواسطة جهاز الأمن. الذي أودع في نص الوثيقة شفرة مخطط دماغ نظام الإنقاذ الفاسد.
ومن ثم، هي ورطة الفريق صديق إسماعيل. سيكون محل الشك دائما.
وهي كذلك ورطة أعضاء حزب الأمة وقيادته. لن يعرفوا على وجه اليقين ما إذا كان الكلام في الوثيقة عن نائب رئيس حزب الأمة صحيحا أم كذبا.
لأن مكر الوثيقة المصطنعة، وثقافة الخداع والاختراق والإجرام في نظام الإنقاذ، وتاريخ الفريق صديق إسماعيل في معاونة الإنقاذ لتفكيك الحركات المسلحة الدارفورية، وشرذمة حزب الأمة وانعدام الديمقراطية فيه –جميعها معطيات تدفع دفعا في اتجاه أن الفريق صديق إسماعيل قد يكون عميلافي خدمة نظام الإنقاذ.
ذلك، ما لم يفعل الفريق صديق إسماعيل أكثر من حججه الثمانية في رده الهزيل في جريدة المستقلة على الإسناد الخطير ضده في الوثيقة ذات العلاقة.
وعلى الفريق إن كان صادقا في نفيه أن يسعى إلى تقديم دفاع أقوى يدحض بصورة نهائية وحاسمة الإسناد الموجه إليه،بتفسيراته، في الوثيقة المصطنعة.
..
وإلا صحت الاستنتاجات،
ليكون الصادق المهدي، عندئذ، مثيل ويلي براندت المستشار الألماني المخدوع على مدى عقود من الزمان، في السبعينات أيام الحرب الباردة.
وليصبح الفريق صديق إسماعيل مثيل غونتر غويوم، ذلك الغواصة جاسوس ألمانيا الشرقية الذي زرعه جهاز الأمن الشتازي في قلب حزب براندت. ليترقى الجاسوس العميل عبر السنين إلى أن وصل إلى مرتبة أحد كبار مساعدي رئيس الحزب.
..
وإذا كانت هذه الخدع القذرة تدور حتى عند الألمان الكفار،لن نستغرب توطينها في ثقافة سلالة الإنقاذ ذات "الإسلام السوداني" موديل 2015 الذي أعلن عنه حسبو عبد الرحمن، مساعد رئيس الجمهورية.
عشاري أحمد محمود خليل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.