تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    إبراهيم نصرالدين (درمي).. صخرة دفاع أهلي الكنوز وطمأنينة المدرجات    والي ولاية كسلا يشهد ختام دورة فقداء النادي الاهلي كسلا    بعثة نادي الزمالة (أم روابة) تغادر إلى نيروبي استعدادًا لمواجهة ديكيداها    الخارجية البريطانية: مستقبل السودان يقرره شعبه    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان    توجيهات مشدّدة للقيادة العسكرية في الدبّة..ماذا هناك؟    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. الفنانة توتة عذاب تشعل حفل غنائي بوصلة رقص مثيرة والجمهور: (بتحاولي تقلدي هدى عربي بس ما قادرة)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تدخل في وصلة رقص فاضحة بمؤخرتها على طريقة "الترترة" وسط عدد من الشباب والجمهور يعبر عن غضبه: (قلة أدب وعدم احترام)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    انشقاق بشارة إنكا عن حركة العدل والمساواة (جناح صندل ) وانضمامه لحركة جيش تحرير السودان    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخداع والهذيان في الوثيقة المصطنعة من قبل جهاز الأمن .. بقلم: عشاري أحمد محمود خليل
نشر في سودانيل يوم 07 - 10 - 2014


(1)
بدا لكثير من القراء أن أخطر الأقوال في الوثيقة المسربة هي المنسوبة للفريق صديق عامر مدير الاستخبارات والأمن. لأنها تعلقت بسعيه المستقبلي، أو بنيته الشريرة، في تجويعهم، بقوله "وكلما جوعناهم". في إشارة منه ل "ناس الحركة الشعبية".
..
لكن الكاتب في جهاز الأمن الذي اصطنع الوثيقة الصحيحة لخدع المعارضة والسودانيين عامة وبعض الدول الأجنبية تحرى الدقة. واحتاط بأن ألغى القراءة التجريمية. ثم ترك العبارات تفضي إلى قصده إرسال رسالة إلى قادة الحركة الشعبية في منطقة جبال النوبة أن حكومة الإنقاذ ستحرق محصولهم الزراعي هذا العام.
..
فعلينا أن نلاحظ أن الوثيقة لا تقول صراحة إن الإنقاذ "لن تسمح" ل "ناس الجيش الشعبي" بحصاد زراعتهم هذا العام. كما قرأ كثيرون، خطأ. بل قالت الوثيقة عكس ذلك. بأن الإنقاذ ستسمح لهم بحصاد زراعتهم. ثم دغمست أقوالها بعبارة في نهاية الجملة، وبعدها، لتثبيت المقاصد الشريرة في الرسالة قصد التجويع. فهذا نص ما جاء في الوثيقة:
"وهذا العام ناس الجيش الشعبي زرعوا أراضي كبيرة بجنوب كردفان.
يجب أن نسمح لهم بحصاد هذه الزراعة لابد من منعهم.
لأن الحصاد يعني تشوين للحرب.
وكلما جوعناهم. استسلم منهم قيادات وهروب مواطنين. ممكن نستفيد منهم في ملاحقة المتمردين"
فانظر إلى الجملة الثانية المحشورة والتي ورد فيها "يجب أن نسمح لهم بحصاد الزراعة ...". ثم ألحقها الكاتب في جهاز الأمن في ذات الجملة بعبارة "لابد من منعهم"، وبعبارات إضافية في ذات معنى قصد التجويع. علما أنه ليس واضحا ما إذا كان المواطنون هم المقصودين بالتجويع ""ناس الحركة الشعبية").
..
فليعرف القارئ أن هذه خدعة معروفة يستخدمها القضاة الفاسدون أيضا بل هم الذين ابتدعوها. فهم يكذبون في نص القرار القضائي ثم يلغون الكذب بعبارة خافتة. فتبقى الكذبة موجودة رغم إلغائها، ويبقى الإلغاء موجودا رغم الإخبار به. مما سيتيح للقاضي الفاسد أن يتملص عند مواجهته مستقبلا.
..
فقرر فالكاتب في جهاز الأمن مصطنع الوثيقة أن يحذف أداة النفي "لا" تاركا عبارة "يجب أن نسمح لهم بحصاد الزراعة ...".
وقد وقع البروفيسور الأمريكي أيريك ريفز الذي لا يعرف اللغة العربية ضحية للترجمة الإنجليزية الخاطئة التي أرسلوها له. قصد إحراجه، بخدعه والضحك عليه.
..
وهو كتب يقول إنه إذا كانت الوثيقة مصطنعة سيكون دخل في حرج كبير في حياته الأكاديمية الممتدة.
وقد اصر إصرارا أن الوثيقة صحيحة وذهب بعيدا في كتابة مقال طويل. عن أن حكومة الإنقاذ تقر على نفسها بجرائمها في اجتماع سري في وثيقة سرية سربها له "المصدر" الأمين. المصدر الذي ظل يعرفه على مدى خمسة عشرة سنة ويثق فيه ثقة عمياء. ويقول إن مصدره لا يمكن أن يخذله.
...
كذلك كان البروفيسور الأمريكي ضحية للمترجمين المتحمسين، وغير الأمينين، الذين راجعوا الترجمة الأصلية وأكدوا للبروفيسور إيريك ريفز أن حكومة الإنقاذ قالت باللغة العربية "يجب أن لا نسمح لهم بحصاد الزراعة ..." بينما كان جهاز الأمن قال العكس: "يجب أن نسمح لهم بحصاد الزراعة...". وغير مسموح للمحلل، في هذه الحالة، أن يضيف من عنده ما قد يرى أنه كان حُذف سهوا.
..
إن البروفيسور إيريك ريفز والأستاذ فتحي الضو كانا مثل ضابطي الأمن الألمانيين في القرية الاسبانية وفي مدريد.اللذين خدعهما جهاز الأمن البريطاني. في عملية اللحمة المفرومة.
حين أرسل البريطانيون رسالة مضللة في جيب تلك الجثة للضابط البريطاني الوهمي. وقد كان رئيس الفريق في جهاز الأمن البريطاني يعرف شخصية ضابط الأمن الألماني في القرية الاسبانية، والضابط الألماني الآخر في مدريد العاصمة. وبأنهما سيتلقفا الرسالة المضللة بحماس. تماما كما فعل البروفيسور إيريك ريفز والأستاذ فتحي الضو.
..
وبعد أن نجحت الخدعة في غش البروفيسور الأمريكي بالترجمة الإنجليزية للوثيقة (وفيها أخطاء مقصودة)، أرسل "المصدر" [الأمني] الأصل العربي من الرسالة المضللة إلى الأستاذ فتحي الضو، المعروف بوثائقه.
وقال فتحي الضو إنه يعتقد أن المصدر الموثوق هو ذاته الذي كان أرسل الوثيقة الخطيرة إلى البروفيسور الأمريكي.
..
إن عبء إثبات صحة الوثيقة كالمحضر لاجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية بل يقع على عاتق البروفيسور الأمريكي إريك ريفز وعلى عاتق الأستاذ فتحي الضو. ولابد أن نعرف منهما نتيجة مسائلتهما لمصدرهما الموثوق.
والوثيقة أصلا في صالح الإنقاذ. تخيف بها أعداءها الذين صدقوا أنها كانت محضر اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية. ولن يحدث أي شيء بالطبع للمصدر الذي سرب الوثيقة!! فقد أدي خدمة جليلة لجهاز الأمن.
خاصة وأني قدمت نظرية كافية، مدعومة ببعض وقائع في نص الوثيقة وبحجج، لتبيين أن الوثيقة مصطنعة ولا علاقة لها بأي اجتماع للجنة الأمنية والعسكرية. فالاجتماع لا يكون محضره هكذا. بل يكون وفق الأجندة، يتحدث البعض عن الموضوع وتتم التوصية. فيذهبون إلى الموضوع الثاني في الأجندة.
لكن الذي حدث هو أن فبركة محضر الاجتماع بتلك الطريقة صعب. مقارنة مع كتابة المحاضرات البائسة التي قدمها المصطنع الكسلان. والإنقاذ معروف عنها الخمول والكسل والجهل.
بالإضافة إلى أن مصداقية المصدر ليست كافية لوحدها لإثبات الوثيقة.
وأرى أن النص ذاته ينطوي على جميع الأدلة التي تثبت أن الوثيقة مصطنعة. فهي من نوع ما يطلق عليه في القانون "الوثيقة التي تكذب عن نفسها". تظهر على أنها صحيحة من حيث مصدرها، وتنطوي على حقائق، لكنها تكذب عن "نفسها"، هويتها الحقيقية.
(2)
إن النقطة التي أريد تبيينها في هذا المقال تتلخص في الآتي:
أولا، الوثيقة صحيحة من حيث إنها صادرة من جهاز الأمن السوداني. فأتفق هنا مع فتحي الضو وإريك ريفز,
..
ثانيا، لم تكن الوثيقة محضرا لاجتماع اللجنة الأمنية العسكرية. بل كانت من إنتاج منسوب أو منسوبين لجهاز الأمن. لأغراض محددة سآتي لذكرها. وهنا نختلف.
..
ثالثا، تنطوي الوثيقة على أربعة أنواع من المعلومات (1) معلومات صحيحة؛ (2) أفكار مستقبلية ونوايا وتحليلات؛ (3) أكاذيب؛ و(4) هذيان وهراء. ويمكن للقارئ التوصل بنفسه إلى أمثلة لكل ذلك. بقراءة متمعنة في الوثيقة، عدة مرات.
..
رابعا، استخدم جهاز الأمن حركات لغوية وأسلوبية وخطابية محددة لضمان عدم تجريم الوثيقة للأشخاص الذين وردت أسماؤهم بزعم أنهم أدلوا بالأقوال. حيث لا يوجد ولا فعل خطابي واحد يمكن قراءته أنه يجرم بصورة صريحة أي واحد من السياسيين أو العسكريين أو الأمنيين الذين وردت أسماؤهم.
وذلك فوق إجرامهم المعروف أصلا، بعملهم لحماية نظام إجرامي.
..
فحتى بشأن الكلام عن الإرهاب، لا تقول الوثيقة إن حكومة الإنقاذ تدعم الجماعات الإرهابية. بل تقول إنها تدعم الجماعات "الإسلامية". وهنالك فرق. وبالنسبة للجماعات التي تم تصنيفها على أنها جهادية أو متطرفة أو إرهابية تقول الوثيقة إن حكومة الإنقاذ تمتلك أفضل قاعدة بيانات عنها. مما هو ادعاء كاذب. وهي تقول إنها مستعدة لمحاربة الإرهاب، ولمد أمريكا والدول الخليجية بالمعلومات عن هذه الجماعات التي قد تكون "إرهابية". لقاء معلومات عن الحركات المسلحة. مما لا غبار عليه في العلاقات بين الدول التي لا وجود للأخلاق في تعاملها مع الآخر..
وهكذا،
..
أما بالنسبة للتهديد بضرب كل من يخرج في مظاهرة وقتله، فهو من نوع النية الشريرة التي اتضحت وهي معروفة. وبررت الإنقاذ ذلك بعلة "الأمن القومي". وبررت قتل المتظاهرين في سبتمبر 2013بأنه كان بعلة ثبوت العلاقة مع المخابرات السعودية والإماراتية والمصرية.
كذلك خليط من الكذب والهراء وبعض نتف من وقائع وتقديمها على أنها حقائق. بسبب الافتراض أن المشاركين في الاجتماع المزعوم كانوا أصلا لابد صادقين.
(3)
هموم سلالة الإنقاذ
تبين القراءة اللصيقة للوثيقة الصحيحة المصطنعة هموما تستحوذ أدمغة سلالة الإنقاذ:
أولا، الهم الكبير من أن تقرر الحكومة الانتقالية (التي تريدها المعارضة) زف الرئيس عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين إلى السيدة فاتو بنسودا في المحكمة الجنائية الدولية.
ولابد أن نتذكر دائما أن الرئيس عمر البشير على علم أن السيدة فاتو بنسودا تنتظره على أحر من الجمر في مدينة لاهاي. لكنه لا يحب فاتو. هذه المرأة اللعينة من دويلة غامبيا الصغيرة أصغر من حلة ود بانقا. وخوف البشير من المحكمة الجنائية معزز بخوف عبد الرحيم محمد حسين. الذي تقول الوثيقة إنه قال "ما عندنا ما نخافه بعد ما اتهموني بالجنائية تاني مافي حاجة أظن".
...
ثانيا، الهم من أن تقرر الحكومة الانتقالية تفكيك دولة الإنقاذ. مما يعني تفكيك العصابات في المؤسسات جميعها، وملاحقة عناصر الإنقاذ، وتجريدهم من الأرصدة المالية والعقارية التي نهبوها بالفساد.
...
ثالثا، الهم من أن تحدث ثورة شعبية داخلية، تتجاوز في قوتها وسعتها ما حدث في سبتمبر 2013 وتعجز الحكومة عن احتوائها.
..
فيكون واضحا، بسبب هذه الهموم، أن سلالة الإنقاذ لن تكون راغبة في أي حوار جاد مع المعارضة قد يقود إلى إرسال عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين إلى لاهاي، أو يقود إلى تفكيك نظام الإنقاذ وتجريد سلالة الإنقاذ من الأرصدة التي نهبوها.
ولا تريد الحكومة أن يخرج الشباب في مظاهرات ضدها.
(5)
ماذا تريد سلالة الإنقاذ أن تقول بوثيقتها المصطنعة
يريد جهاز الأمن بخدعة الوثيقة المسربة إلى البروفيسور الأمريكي أستاذ اللغة الإنجليزية المعادي لحكومة الإنقاذ أن يرسل الرسائل التالية إلى المعارضة بأشكالها المختلفة وإلى كل من يفكر في الخروج في أية مظاهرات ضد الحكومة:
..
أولا، لا تريد الإنقاذ أي حوار وطني يقود إلى المحكمة الجنائية أو إلى التفكيك والتجريد من الأرصدة.
وقد طرحت سلالة الإنقاذ بديلها، هو الانتخابات و"استرداف" من يريد ان يركب، بورا أو بالجنب.
..
ثانيا، تبلغ الإنقاذ الجميع على لسان الفريق أمن الرشيد فقيري مدير الأمن الشعبي أنها تعرف كل شيء، كل شيء، مما يفعله قادة المعارضة بأشكالها.
وحددت الوثيقة أنهم يعرفون كل شيء من "البنات" المستخدمات من قبل جهاز الأمن في الحكومة الإسلامية.
ولا ضير في ذلك، بالطبع.
فالإنقاذ يمكنها الدفاع بسهولة عن استخدامها بنات المواطنين للتجسس على قادة المعارضة.بأن تشير إلى وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني. التي قالت إنها كانت مارست الجنس مع صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات ومع ياسر عبد ربه أيضا. خدمة لجهاز الأمن في بلدها. لا فرق بين المسلمة والكتابية، في تقدير جهاز أمن الحكومة الإسلامية.
...
فيما يلي أنقل ما ورد في الوثيقة عن الجاسوسات بنات الحكومة الإسلامية. جاء على لسان من زعم جهاز الأمن أنه كان الفريق أمن الرشيد فقيري، مدير الأمن الشعبي:.
"نحن متابعين كل تحركاتهم وونساتهم وعلاقاتهم مع النساء واي زول بشرب شنو من الخمر ولمن يكونوا سكرانين بيقولوا خيال كبير.
وعندنا بنات على اتصال دائم معاهم. واستطعن يرسلوا لن كل الإيميلات والتلفونات والاسكايب والواتساب وكل وسائطهم واستطعنا اختراقهم الكترونيا. ومتابعة أنشطتهم واتصالاتهم بالداخل أكتر زول بتصل ياسر عرمان ومشترك مجموعة واتساب اخترقناه.
عبر التلفون والواتساب والاسكاي وعندهم اتصالات مع مجموعة من النساء والشباب لدعم مظاهرات سبتمبر والمعلومات تأكدت من رصدنا لاتصال من مكاتب القاهرة وبشجعوا للتظاهر".
..
وتحسب مصطنع الوثيقة لمثل النقطة التي أثيرها واضح. فهو سيرد بأنه لم يقل إن "بنات الأمن العندهن اتصال دائم مع قادة المعارضة" بالوسائط المتعددة لم يفعلن ما فعلته تسيبي ليفني.
...
فحكومة الإنقاذ والمعارضة بأشكالها المتعددة مندرجتان في صراع مصيري. وظل التهديد لحكومة الإنقاذ واضحا بعد إعلان كاودا الذي وحد المعارضة المسلحة في كيان الجبهة الثورية، وبعد إعلان باريس، والمفاوضات في أديس أبابا. وبعد أن تبين للحكومة أن عزلتها الشعبية تزداد.
ويتبين للجميع اليوم أن حكومة الإنقاذ لن تتخلى عن السلطة، ولن تدخل في حوار جاد للتغيير، قبل أن تدمي أنف كل من يحاول أن يتحداها. مما ظهر لاحقا بصورة لا لبس فيها من خطاب الكراهية من الرئيس عمر البشير عند مغادرته المستشفى.
..
في هذا السياق، كان جاء اصطناع جهاز الأمن لهذه الوثيقة في 26 صفحة في نهاية شهر أغسطس. وتم تسريبها بخطة جهنمية إلى البروفيسور الأمريكي لينشرها. فتنقلها منه الراكوبة. ثم يأتي الأستاذ فتحي الضو، مستعينا بمصدره الموثوق ليقدم لنا الأصل العربي كاملا للوثيقة.
(6)
الهذيان وادعاء الوصول إلى قدرة رب العالمين
إن الهدف النهائي من اصطناع الوثيقة المضللة واضح:
لا تحاولوا أن تَتَحدوا حكومة الإنقاذ أو ان تقاوموا سطوتها.
لأنها مثل رب العالمين تماما، تعرف كل شيء يدور في الدنيا. بما في ذلك ما نسبه مصطنع الوثيقة لرئيسه الفريق أول محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
..
فقد جاء وصف للفريق أمن في الاجتماع المزعوم للجنة الأمنية والعسكرية وكأنه الله شخصيا. عنده خبراء ملائكة أو شياطين متخصصين في "لغة الجسد"، يعرفون الذي في دواخل دماغك. بتحليل صور الفيديو لك وأنت "تتحرك". سمثينق أباوت ذا وي يو موف. كما تقول الغناية الأمريكية ريحانة. من حركاتك يعرف خبراء الأمن شخصيتك وما تفكر فيه دون أن تدري:
..
"وعندنا ناس حيقابلوهم [الأعداء الأجانب] في أديس ابابا ويصوروا كل جلساتهم. حتى يتمكن خبراء لغة الجسد من تحليل شخصياتهم. أثناء الاجتماعات وبعدها لتحديد انطباعاتهم وهم ما بعرفوا أي حاجة".
..
فالفريق محمد عطا يتم تصويره من قبل مرؤوسه الضابط مصطنع الوثيقة بأن رئيس الجهاز يعيش حالة هذيان تثير الشفقة. فنرى الفريق يتم الضحك عليه والاستهزاء به من قبل مرؤوسه.
لأن الضابط مصطنع الوثيقة لابد يعلم أن مقولة القدرة الإنسانية على قراءة الجسد تم دحضها نهائيا بأنها كلام فارغ.
..
وأن علم الدماغ بتصاويره للعصبونات ذاتها في سياق حركتها لا يزال يتلمس خطواته الأولية في نوع القراءة التي تقول الوثيقة إن رئيس الجهاز تحدث عنها في الاجتماع الوهمي لتلك اللجنة الأمنية والعسكرية.
..
فما على القارئ إلا أن يعيد قراءة الوثيقة عدة مرات من خلال العدسة التي أقدمها. ليدرك بسهولة أنها وثيقة مصطنعة ومنسوجة بالحقائق المعروفة، وتحليلات، وبنوايا شريرة، وبأكاذيب، وبقدر هائل من الهراء والهذيان.
عشاري أحمد محمود خليل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.