وزارة التعليم بالسودان تقوم بإلغاء تدريس مواد في الثانوي تروج للفكر الشيعي وسط مطالبة بإصدار قانون يجرم سب الصحابة. ميدل ايست أونلاين السودان يسير في طريق خطر الخرطوم - شرعت وزارة التربية والتعليم العام السودانية في إلغاء تدريس المواد التي تروج للفكر الشيعي. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور شهرين على قرار السلطات السودانية باغلاق المركز الثقافي الايراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات وطرد الملحق الثقافي. وافتتح أول مركز ثقافي إيراني في السودان عام 1988 في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي. وكانت السلطات السودانية امرت بإغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، وطالبت السلطات الملحق الثقافي وطاقم المركز بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة. ورجحت تقارير صحفية انذاك ان يكون قرار الحكومة السودانية نابع من حالة قلق وتحذيرات من دوائر دينية واعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية والايرانية انشطتها في الخرطوم. وكان رجال دين وأئمة المساجد، قد باركوا إغلاق الحكومة السودانية للمركز الثقافي الإيراني بالخرطوم وطالبوا بمزيد من الإجراءات ضد التشيع. وتعهد رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير حينها بخطوات لاحقة تشمل مراجعة المدارس الخاصّة مثل مدرسة "فاطمة الزّهراء" ومعهد "الإمام جعفر الصّادق". كما طالب الشيخ عبدالحي يوسف بخطوات إضافية تشمل مصادرة المراكز الثقافية ومحتوياتها، وإيجاد نصوص قانونية تجرم سب الصحابة، وتنقية مناهج التعليم التي تمكن الشيعة من التأثير فيها، لا سيما مناهج المرحلة الثانوية. وكانت وسائل اعلامية عديدة حذرت في المساجد السلطات السودانية من تمدد الفكر الشيعي وعدته تطورا خطيرا ينبغي الالتفات إليه وحسمه. وقال إبراهيم الفاضل مدير إدارة الكتاب المدرسي بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية "اس ام سي" الثلاثاء إن وزارته شرعت في إلغاء تدريس المواد التي تروج للفكر الشيعي للصفين الثاني والثالث الثانوي. واكد الفاضل إكتمال تنقيح كُتب الصف الثاني ليتم تدريسها في بداية العام القادم، كاشفاً عن مخاطبتهم لجميع الولايات بالغاء هذه المواد. وكان الإعلامي المصري أحمد المسلماني اثار جدلا واسعا في اعقاب حديثه عن انتشار التشيع وسط السودانيين برعاية من السفارة الإيرانية بالخرطوم، وقال إن عدد معتنقي الفكر الشيعي في السودان وصل إلى 12 ألف شخص غالبهم من طلاب الجامعات الذين يرتادون حلقات اسبوعية راتبة تقيمها الملحقية الثقافية الايرانية في الخرطوم. وأكد المسلماني في برنامجه "صوت القاهرة" الذي بثته فضائية "الحياة"، أن السودان يسير في طريق خطر، لأن المسلمين هناك من الطائفة السنية، ولكن نشر التشيع في السودان يجعل هناك نوع من الفتنة. والاسلام هو الدين الأكثر انتشارا في السودان، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المسلمين في السودان تبلغ 95% تقريبا ومعظمهم يتبعون المذهب السني، أما الباقي فهم ينتمون إلى الديانة المسيحية. وقال المسلماني إن دراسة حديثة للمركز الإقليمي للدراسات أظهرت أن عدد الشيعة في السودان وصل ل12 ألف شيعي، وأن السفارة الإيرانية ترعى الأمر. وأوضح المسلماني، أن السفارة تعمل بشكل أفقي، لكن الخطر أن شباب الجامعة هو أكبر عدد يتقبل التشيع، و"هذا خطر كبير جدا يتعرض له السودان". وأشار إلى أن المستشارية الثقافية الإيرانية تقدم أفلاماً أسبوعية تقرب من المذاهب الشيعية، وهو ما يمكن أن يبث نار الفتنة بين أبناء الدين الإسلامي. وتواجه السينما والدراما الايرانية سهام النقد الحادة في الداخل والخارج ويعتبر النقاد ان مضمونهما في كل مرة يخدم مصالح سياسية وطائفية ضيقة. ووظفت الدراما الإيرانية نفسها للتأثير على الرأي العام، والثقافة الجماهيرية، وهي متطابقة تمامًا مع النموذج السياسي الإيراني، حيث تقدم برامج مدروسة دينيّة تبشيريّة للمذهب الشيعي، وفقا للكثير من المحللين والمتابعين. وإن التفرد الإيراني باعادة إنتاج القصص القرآنية، وروايات التاريخ الإسلامي يؤكد صحة مقولات إعادة صياغة التاريخ الديني وفقا للمذهب الشيعي. وظهرت مسلسلات إيرانية مثل، "الإمام علي"، "الإمام الحسن"، "الإمام الحسين"، "مريم العذراء"، و"النبي أيوب"، و"يوسف الصديق". وحذر مراقبون من ان هذه العروض تحمل رسائل أو إيديولوجيات أو أفكارا دينية متشددة، كما هو الحال بالنسبة الى الأفلام الايرانية التي تهدّد الثقافة وتمسّ بالأمن من خلال الأفكار الايدولوجية التي تحملها. واستشهد الإعلامي المصري بفيديو للشيعي ياسر الحبيب، يتحدث فيه عن شيعة السودان وتعرضهم للاضطهاد، داعيا المتشيعين في السودان للتمرد على الرئيس السوداني، إلى أن تتحقق المطالب الشيعية في بلادهم.