خبراء يرون أن عاصفة الحزم أجهضت بشكل كلي مشروع الهيمنة الطائفية للميليشيات الحوثية المرتبطة بإيران. العرب التحالف العربي: لا حوار قبل عودة الميليشيا إلى صعدة صنعاء - قالت مصادر مقربة من الحوثيين إن الجماعة المرتبطة بإيران تعمل ما في وسعها لإقناع وجهاء قبليين بالوساطة مع المملكة العربية السعودية للقبول بوقف المعارك مع تعهد منهم بالعودة إلى مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية. وكشفت المصادر ل"العرب" عن أن وجهاء القبائل الذين التقى بهم مبعوثون لزعيم الجماعة الشيعية عبّروا عن تخوفهم من أن تكون الدعوة إلى وقف الحرب مجرد مناورة لالتقاط الأنفاس مع الاحتفاظ بالمكاسب الميدانية التي حققها "أنصار الله". وأشارت إلى أن مسؤولين بالتحالف العربي الذي يقود عاصفة الحزم شددوا لبعض الوسطاء على أن أيّ إيقاف للعمليات الحربية سيعني أن خطوط وقف إطلاق النار هي الخطوط التي وصلها الحوثيون في قلب المحافظات الجنوبية وخصوصا عدن، وهو ما لا يمكن القبول به بتاتا. وتمسك مسؤولو التحالف بأنه إذا أراد الحوثيون ومعهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح إثبات حسن نواياهم بالعودة إلى مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية، أن ينسحبوا من عدن ومحيطها ومن المحافظات التي اجتاحوها في الفترة الأخيرة وأن يعودوا إلى مواقعهم القديمة في صعدة. وعلى الرغم من نبرة التحدي التي يظهرها إعلام صالح والحوثيين في مواجهة "عاصفة الحزم" إلا أن مراقبين يؤكدون أن ذلك التحدي يحمل خلفه مؤشرات قوية على انهيار وشيك إثر استمرار طائرات التحالف في إضعاف القوة العسكرية التي يمكن أن تساهم في صمود الميليشيا الشيعية التي تقاتل بمعنويات هابطة على جبهات عدة في ظل انقطاع خطوط الإمدادات والتواصل بمراكز القيادة التي تعرض الكثير منها لشلل تام. وعزا المراقبون سعي الحوثيين إلى بسط نفوذهم على أكبر قدر ممكن من المحافظات الجنوبية إلى كونه محاولة لتحسين شروط التفاوض مع الشعور العارم بالخذلان الذي قوبلوا به من قبل حلفائهم وخصوصا إيران التي عجزت عن نجدتهم، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه خوضها للمعركة دفاعا عنهم. وقال الصحفي اليمني محمد الشبيري إن" إيران تدرك أكثر من غيرها، أن المغامرة باتجاه الحرب ليست في مصلحتها، ومؤخراً خفت الصوت الإيراني المتشدد والمساند للحوثيين، لصالح الأصوات التي ترى بضرورة العودة إلى الحوار، وربما إلى ما قبل اجتياح الحوثيين لصنعاء في 21 سبتمبر الماضي، لأنها، ربما، فطنت إلى أن الحاضنة الشعبية للحوثيين لا تشجع على دعمهم، وأن الحوثيين باتوا ورقة غير رابحة بالنسبة إليها". وهو ذات الرأي الذي أكده ل"العرب" المحلل السياسي ياسين التميمي الذي يرى بأنه على الرغم من كون تخلي إيران عن حلفائها الحوثيين بشكل كامل أمر غير وارد حالياً لكنها لا يمكن أن تذهب بعيدا إلى حد المجازفة بالحرب، لافتا إلى أن خيارات إيران باتت محدودة بشأن اليمن لذلك فهي مضطرة للتعامل ببراغماتية، ما يجعلها تضغط على تابعها الحوثي للانسحاب من صنعاءوالمحافظات". وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن الرئيس السابق أرسل وفدا من قيادات حزبية برئاسة وزير الخارجية الأسبق أبوبكر القربي في مهمة سياسية إلى خارج اليمن تستهدف عددا من الدول التي يعوّل عليها تحالف صالح -الحوثي في العمل على تخفيف الضغط العسكري والاقتصادي المتزايد والذي تفرضه طائرات وسفن التحالف العشري على اليمن. ويفاقم هذا الضغط من التحديات الداخلية التي تجعل من مهمة التظاهر بالصمود على وشك الانهيار أمام المؤشرات المتعاظمة على نفاد الأسلحة والذخائر والمشتقات النفطية والغذائية التي قد تتسبب في حالة عارمة من الغضب الشعبي. وأشار المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إلى أن عاصفة الحزم أجهضت بشكل كلي مشروع الهيمنة الطائفية الحوثية المسنود من إيران. ولفت الصحفي اليمني محمد الشبيري من محافظة مأرب إلى أن تحالف الحوثي وصالح يواجه مأزقاً كبيراً، واستنزافاً للقوة على الأرض، وأن تحالفهما في أضعف مراحله منذ أسابيع، وتحديداً منذ أول خطوة لقواتهم باتجاه الجنوب، وتحديداً الضالع وعدن وشبوة. وأنهكت عاصفة الحزم قوة تحالف الحوثي وصالح، وجعلت معاركه منفصلة عن بعضها، وبلا خطّ رجعة ولا إمدادات، فضلاً عن التدمير الهائل الذي تحدثه ضربات الطيران في المعدات العسكرية.