الخرطوم/جوبا (رويترز) - قال رياك مشار نائب رئيس جنوب السودان يوم الاثنين إن الشمال والجنوب اتفقا على التفاوض على نهاية للازمة في منطقة أبيي في اطار جهود لنزع فتيل التوتر قبل انفصال الجنوب المقرر بعد ستة أسابيع. وحركت الخرطوم دبابات وجنود الى المنطقة يوم 21 مايو ايار مما تسبب في فرار عشرات الاف الاشخاص وأذكى مخاوف عودة الحرب الاهلية. وتوجه مشار إلى الخرطوم هذا الاسبوع للاجتماع مع نظيره الشمالي بعد سيطرة الشمال على أبيي. وقال ان الجانبين سيشكلان لجنة "لحل قضية أبيي" لكنه لم يذكر تفاصيل. وجاءت زيارته بعد ان هددت الخرطوم بطرد الجماعات المسلحة المتحالفة مع الجنوب من جنوب كردفان والنيل الازرق فيما أثار امكانية تجدد الصراع. وتقع المنطقتان داخل اراضي الشمال لكنهما تضمان الاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم اثناء الحرب الاهلية. وتقع المنطقتان بالقرب من الحدود الداخلية لعام 1956 التي تم ترسيمها قبل استقلال السودان بوقت قصير. وقال عصمت عبد الرحمن زين العابدين رئيس هيئة الاركان المشتركة للشمال الاسبوع الماضي ان القوات المسلحة السودانية ملتزمة بفرض الامن والقانون شمالي خط 1956 ولن تسمح بوجود أي قوات على اراضي الشمال. ويقول مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب ان الجنود في تلك المناطق شماليون ولذلك لا يمكن لجوبا ان تطلب منهم الانسحاب. وقال مشار انه حتى اذا طلبت جوبا منهم العودة فلن يقبلوا الذهاب الى الجنوب لانهم أجانب هناك. ومن المزمع اجراء مشاورات شعبية لتقرير علاقة المنطقتين بالخرطوم لكن هذه المشاورات لم تجر بعد. وقال مشار انه ينبغي السماح لوحدات عسكرية شمالية جنوبية مشتركة بالعمل في المنطقتين الى ان تجرى المشاورات. واختار سكان جنوب السودان الاستقلال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005. ويقول محللون ان من المحتمل ان حكومة الشمال تحاول تحسين موقفها التفاوضي في المحادثات بشأن اقتسام عائدات النفط وقضايا اخرى قبل الانفصال. وقال فؤاد حكمت من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "انهم (الشمال) يحاولون حصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في زاوية يحاولون وضعها في موقف صعب في أبيي وجنوب كردفان والنيل الازرق." وفجر التوتر في أبيي هجوم تعرضت له قافلة من القوات الشمالية وقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في 20 مايو ايار وألقيت المسؤولية عنه على غاتق القوات الجنوبية. وسيطرت الخرطوم على البلدة الرئيسية في المنطقة في اليوم التالي وتحدت منذ ذلك الحين نداءات الاممالمتحدة والولايات المتحدة والمسؤولين الجنوبيين للانسحاب قائلة ان المنطقة ارض شمالية. من الكسندر جاديش وجيريمي كلارك