جوبا/الخرطوم (رويترز) - اتهم جيش جنوب السودان يوم الجمعة الخرطوم بقصف قرية جنوبية على الحدود وقال ان القوات الجنوبية تستعد للتصدي لاي هجوم بري محتمل. ويستعد جنوب السودان للانفصال بشكل رسمي في التاسع من يوليو تموز بينما تتنامى المخاوف من تجدد القتال بين طرفي الحرب الاهلية السودانية بعد ان سيطر الشمال بقواته على اقليم ابيي المتنازع عليه بين الشمال والجنوب في 21 مايو ايار. وقالت الاممالمتحدة ان القتال بين القوات الشمالية والجماعات المسلحة المتحالفة مع الجنوب في ولاية كردفان الشمالية الغنية بالنفط قد امتد الى اطراف ولاية الوحدة الجنوبية وان عشرات الالاف ربما يكونوا قد نزحوا فرارا من الاشتباكات. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب ان القوات الشمالية تحاول احتلال المناطق القريبة من الحدود التي لم يتم ترسيمها بعد بشكل محدد في محاولة للسيطرة على حقول النفط في البلاد. وقال اجوير "حدث قصف جوي من جانب القوات الشمالية في ولاية الوحدة صباح امس ومرة اخرى بعد الظهر. وقتل ثلاثة اشخاص في الصباح." واضاف المتحدث ان القتلى الثلاثة من المدنيين. وقال "نحن لا نتوقع هجمات جوية فحسب ولكننا نتوقع قوات برية ايضا... نحن نستعد للدفاع عن انفسنا. قواتنا على الحدود في حالة تأهب قصوى وتتوقع الهجوم في اي وقت." ولم يتسن الحصول على الفور على تعليق من متحدث باسم جيش الشمال. وفي بيانات سابقة ألقى الجيش باللائمة على قوات الجنوب او قوات متحالفة معها في اثارة القتال في ابيي وجنوب كردفان وغيرها من المناطق. وقال البيت الابيض مساء الجمعة انه "قلق بشدة" ازاء التطورات في جنوب السودان. وجاء في بيان البيت الابيض "ان الولاياتالمتحدة تدين ما تردد عن وقوع اعمال عنف في جنوب كردفان تستهدف افرادا على اساس عرقهم وانتماءاتهم السياسية. واضاف البيان "اننا ندعو الاممالمتحدة لاجراء تحقيق شامل في هذه الاحداث ونطالب بأن يكف مرتكبوها على الفور عن هذه الاعمال ويتم اخضاعهم للمحاسبة على جرائهم." وصوت جنوب السودان لصالح الانفصال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بناء على اتفاقية السلام الشامل الموقعة في عام 2005 والتي انهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. وأجري هذا الاستفتاء بسلاسة وفي هدوء لم يتوقعهما كثير من المحللين لكن استمرار الخلاف بين الجانبين على المسائل المعلقة كالحدود وتقاسم الديون وعائدات النفط أدى الى توتر عملية الانفصال. وقد يؤدي الانفصال الى فقدان الشمال لنحو 75 في المئة من انتاج النفط اليومي في السودان والذي يبلغ 500 ألف برميل ويمثل عصب الاقتصاد السوداني سواء في الشمال أو الجنوب. وتشتبك القوات الشمالية مع جماعات مسلحة في ولاية جنوب كردفان الحدودية المضطربة منذ الهجوم على مركز للشرطة يوم السبت. وقالت الاممالمتحدة ان ما بين 30 و40 الف شخص ربما يكونوا فروا بسبب القتال في مدينة كادوقلي عاصمة الولاية وحدها. ويقدر عدد سكان المدينة في الحالة الطبيعية بنحو 60 ألفا. وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية للصحفيين في جنيف "القتال امتد الى المنطقة الحدودية المتنازع عليها في اقصى الطرف الشمالي لولاية الوحدة في جنوب السودان." وقالت ان نقاط التفتيش المسلحة اقيمت على الطرق الرئيسية داخل وفي محيط كادقلي مع وجود تقارير عن وقوع اعمال نهب "واسعة النطاق" مساء الخميس. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة قويدر زروق ان ورد وقوع قصف من طائرات ميج وانتونوف في ام دورين وام سرديبة وسرف الجاموس يوم الخميس وان امكن سماع قصف مدفعية قرب كادقلي يوم الجمعة. وأضاف "ان الموقف الامني في كادقلي وضواحيها لا يزال مشتعل. التعزيزات العسكرية متواصلة في العديد من المواقع." واعتبر المحللون جنوب كردفان نقطة اشتعال محتملة لانها موطن الاف الشماليين الذين تحالفوا مع الجنوب ضد الخرطوم خلال الحرب الاهلية. ووصف مسؤولون شماليون الاشتباكات التي شهدها الاسبوع المنصرم بانها "تمرد مسلح". كما يضم الاقليم أغلب ما سيتبقى للشمال من حقول النفط بعد الانفصال. وقالت وكالة السودان للانباء ان الرئيس الجنوب افريقي الاسبق ثابو مبيكي التقى بالرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس لمناقشة موضوعات جنوب كردفان وابيي وانه من المقرر ان يتوجه بعد ذلك اليوم الجمعة الى جوبا للاجتماع بمسؤولين جنوبيين. والنزاع على اقليم ابيي الذي يقع في قلب نزاعات الانفصال بين الشمال والجنوب أحد اكثر النقاط اثارة للخلاف. وتستخدم قبائل الدنكا نقوك الجنوبيةاقليم ابيي الخصب والغني بالنفط في الرعي طوال العام بينما يستخدمه رعاة قبيلة المسيرية العربية في مواسم محددة. وسيطرت الخرطوم على المنطقة بالدبابات والقوات العسكرية قبل نحو ثلاثة اسابيع بعد هجوم على قافلة عسكرية تضم جنودا شماليين وجنودا من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة القي باللائمة فيه على جيش الجنوب. وادت سيطرة جيش الشمال على ابيي الى موجة من الغضب الدولي. وقال مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية يوم الجمعة ان منطقة ابيي "هادئة لكن يتعذر توقع ما قد يحدث فيها" حيث يقع اطلاق النار بشكل متفرق في البلدة الرئيسية في الاقليم. واضاف ان نحو 101800 شخص ربما يكونوا قد فروا من القتال هناك بعد ان كان العدد نحو 96 ألفا. جنوب السودان يتهم الخرطوم بقصف ولاية الوحدة اتهم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" حكومة الخرطوم في بقصف إحدى القرى في ولاية "الوحدة" الغنية بالنفط في جنوب السودان. ويأتي هذا الاتهام من قبل جيش جنوب السودان وسط تصاعد التوتر، مع قرب الإعلان الرسمي لاستقلال الجنوب عن السودان الشهر المقبل. وأعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب آغواير مقتل 3 أشخاص في الغارة. يذكر أن أكثر من مائة ألف شخص قد فروا من القتال الذي اندلع مؤخرا على الجانب الشمالي من الحدود، وفقا للأمم المتحدة. وخلَف النزاع بين الشمال والجنوب نحو مليون ونصف مليون قتيل على مدى عقدين من الزمان. وانتهت الحرب باتفاقية سلام أجري بموجبها استفتاء بين الجنوبيين على الانفصال عن الشمال. ووافق نحو 99% ممن تم استفتاؤهم على انفصال الجنوب الذي تتركز فيه معظم حقول النفط السودانية. وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير قبوله مسبقا بالنتيجة مهما كانت. إلا أن قواته قامت الشهر الماضي بالاستيلاء على مدينة أبيي المتنازع عليها مع الجنوب، كما جرت مؤخرا اشتباكات في ولاية جنوب كردفان الواقعة في الشمال لكنها تضم جاليات عديدة مؤيدة للجنوب. وصرح آغواير لوكالة الصحافة الفرنسية بأن قصف ولاية الوحدة كان تمهيدا للاستيلاء على حقول النفط في المنطقة.