الحركة الشعبية تحمل الحكومة السودانية مسؤولية فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات. العرب [نُشر في 16/08/2016، العدد: 10367، ص(2)] سلام هش أديس أبابا - علّقت الوساطة الأفريقية، فجر الاثنين، المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة المعارضة في إقليم دارفور (غرب) وولايتي جنوب كردفان و"النيل الأزرق" (جنوب)، التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، منذ الأربعاء الماضي، من دون تحديد موعد جديد للجولة المقبلة. وتبادلت أطراف الصراع (الحكومة السودانية، والحركات المسلحة) المسؤولية عن فشل المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي على مسارين (مفاوضات دارفور، ومفاوضات جنوب كردفان والنيل الأزرق). وكان من المتوقع فشل هذه الجولة في ظل البداية المتعثرة لها، بسبب محاولات الوفد الحكومي التملص من اتفاقات سابقة كانت قد أبرمت مع الأطراف المقابلة. ودار الخلاف الرئيسي في مسار التفاوض بخصوص ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى الولايتين المنكوبتين؛ ففيما تقترح "الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال" إيصال المساعدات عبر دول الجوار ممثلة في جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا، تصر السلطات السودانية على أن يكون إيصال المساعدات عبر أراضيها حصرا. أما في مسار دارفور، فتمثلت أبرز الخلافات في رفض الحركات المسلحة الثلاث في الإقليم (حركة التحرير والمساواة بقيادة جعفر إبراهيم، وحركة تحرير السودان- جناح مني آركو ميناوي، وحركة تحرير السودان- جناح عبدالواحد محمد نور) لاتفاق الدوحة 2011. وتعتبر فصائل المعارضة الدارفورية أن اتفاق الدوحة منحازا إلى نظام الرئيس عمر البشير، وبالتالي لا يمكن قبوله تحت أي ظرف. وحمّل كبير مفاوضي الحركة الشعبية ياسر عرمان الحكومة السودانية مسؤولية فشل الجولة الأخيرة. وأكد عرمان، خلال مؤتمر صحافي عقده في أديس أبابا، الاثنين انهيار "خارطة الطريق" بفشل المفاوضات في الوصول إلى اتفاق لوقف العدائيات. واتهم رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي الذي تقاتل قواته في دارفور "الحكومة السودانية بعدم امتلاك "إرادة حقيقية" في الوصول إلى سلام شامل في البلاد؛ محملا إياها مسؤولية "فشل المفاوضات".