«الأولاد يسقطون في فخ العميد».. مصر تهزم جنوب أفريقيا    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر الشهيرة "ماما كوكي" تكشف عن اسم صديقتها "الجاسوسة" التي قامت بنقل أخبار منزلها لعدوها اللدود وتفتح النار عليها: (قبضوك في حضن رجل داخل الترام)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بكستنة السودان ؟
نشر في السودان اليوم يوم 14 - 02 - 2011


مقدمة :
في قداس يوم الاحد 6 فبراير 2011 , في كنيسته في شارلوت في ولاية نورث كارولاينا , بشر القس الافانجيلي فرانكلين جراهام المصلين بأن اخر عقبة في طريق العودة الثانية للمسيح سوف تتم أزالتها يوم الاثنين 7 فبراير 2011 , عندما يعترف الرئيس البشير , وعلي روؤس الاشهاد , وحسب طلب الرئيس اوباما , بنتيجة عملية الاستفتاء , وقبوله لانفصال الجنوب دستوريأ , في دولة من كلم الناس في المهد صبيأ , يوم السبت 9 يوليو 2011 !
شرب المصلون الانخاب , ابتهاجأ بأستيلاد دولة المسيح من رحم دولة الاسلام , احدي الشروط المسبقة لعودة المسيح !
لا تتناطح عنزتان حول السبب الحصري لانفصال جنوب السودان عن شماله !
الدين كان السبب الحصري لتفتيت بلاد السودان !
في عام 1997 , خيرت منظمة الايقاد نظام الانقاذ بين خيار دولة مدنية ديمقراطية موحدة في سودان واحد , أو خيار تقرير المصير لجنوب السودان ( كلمات الدلع للانفصال ؟ ) !
أختار نظام الانقاذ خيار تقرير المصير لجنوب السودان , طواعية , وبدون اكراه ! حتي يتمكن من اعتماد الشريعة العقابية الحدية كمرجعية دستورية حصرية في دولة شمال السودان !
وتم التاكيد علي هذا الخيار في اتفاقية السلام الشامل ( نيروبي – 9 يناير 2005 ) , وفي الدستور الانتقالي ( الخرطوم – 2005 ) !
نظام الانقاذ , وليس الجنوبيون , هو من اختار انفصال الجنوب عن شمال السودان !
ولن نسمح لابالسة الانقاذ ان يزايدوا علينا !
ولن نسمح لهم بان يحرفوا الكلم عن مواضعه !
ولن نسمح لهم بان يدعوا , جورأ وبهتانأ , بان الجنوبيين هم من اختار الانفصال !
نظام الانقاذ هو الذي اختار انفصال جنوب السودان عن شماله !
نقطة علي السطر !
وبعد ذلك , استمر تظام الانقاذ في مسلسل تقديم التنازلات لتفتيت بلاد السودان !
في يوم الاثنين 7 فبراير 2011 , وافق نظام الانقاذ , رسميا , علي الاستيلاد الدستوري لدولة جنوب السودان , في سلاسة ويسر , يوم السبت 9 يوليو 2011 !
باع نظام الانقاذ جنوب السودان بثمن بخس ... لكي يحتفظ بحكم الشريعة في دولة شمال السودان !
في عام 1997 وفي عام 2005 , وافق نظام الانقاذ علي انفصال جنوب السودان , لانه كان يزمع الخرخرة , كما هي طبيعته التي جبل عليها , بمحاولة عدم عقد الاستفتاء , لسبب او اخر ! كما في حالة عملية استفتاء الصحراء الغربية ! ربما بافتعال حرب اهلية بين قبائل جنوب السودان ( حالة الجنرال اثور مثلا ) !
ولكن حسم امر القبض المسالة !
وربطت ادارة اوباما القيد الحديدي ( أمر القبض ) حول عنق المرفعين الانقاذي ! فلم يستطع فكاكأ ! وخر ساجدأ لقوي الاستكبار !
دفعت بلاد السودان , واهل بلاد السودان ضريبة امر القبض العالية , بزوال الجنوب ! وسوف تكر مسبحة التنازلات في وجه امر القبض في مقبل الشهور , خصوصأ بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 !
نعم ... كان يوم الاثنين 7 فبراير 2011 , يومأ تاريخيأ للبشرية جمعاء !
هذا اليوم التاريخي شهد الاستيلاد الثاني , في التاريخ البشري قاطبة , لدولة من رحم دولة أم , لاسباب دينية , حصريأ !
كان الاستيلاد الاول , لاسباب دينية , حصريأ , في يوم 14 اغسطس 1947 , عندما انفصلت دولة باكستان الاسلامية من دولة الهند الهندوسية !
صحيح ... تفتت الاتحاد السوفيتي في عام 1989 بعد سقوط جدار برلين ! ولكن بسبب الهوية وليس لسبب ديني ! وكذلك يوغسلافيا ! وتشيكوسلوفاكيأ ! بسبب الهوية ... وليس لاسباب دينية !
اما انفصال جنوب السودان بطريقة سلسة وهادئة , فكان لاسباب دينية , حصريأ ! وبفضل الضغط الامريكي علي الرئيس البشير ( أمر القبض ) , ومنبعه من القس فرانكلين جراهام ! ألذي ربط انفصال جنوب السودان بالعودة الثانية للمسيح !
صحيح ... هناك اسباب اثنية , وثقافية , وحكاية عب وخادم , وغلوطية عدم زواج الجنوبي لبنت شمالية , وعقود من التهميش لجنوب السودان ! ولكن كل هذه الاسباب , ومثلها معها , كانت كلها مقدور عليها , بطريقة أو بأخري ! ولكن مسألة الدين , ودخول القس فرانكلين جراهام في سنة امريكية انتخابية , وفي مخلايته 7 مليون صوت انتخابي , كانت السبب الحاسم , والحصري , لاجتهاد ادارة اوباما في انهاء عملية الاستيلاد , حسب البرنامج المتفق عليه !
مر يوم الاثنين الاسود علي بلاد السودان مرور الكرام ! وكأن شيئأ لم يكن !
ربما لم يسمع أحد , بهذا اليوم وخطورته علي بلاد السودان , في عموم ديار الشكرية ! السيارة في شوارع الخرطوم , مر عليهم هذا اليوم كما تمر بقية ايام الاسبوع ! حتي السماء لم تزمجر غضبأ ورعدأ , كما لم تبك مطرأ ! اما حنان بلو بلو فقد شدت في امسية ذلك اليوم , في منشية الخرطوم , في حفلة خاصة , كما لم تغني في حياتها !
والسودان يا حنان ؟
قلت شنو ؟ ما سمعتك ؟ حصل شنو ؟
فقط نشهد ان حلوم قد قالت بغم , هذه المرة ! ونعت حبيبها السودان في بكائية سارت بها الركبان !
دعنا نشرح , شيئأ , لماذا يوم الاثنين الاسود يمكن اعتباره يومأ تاريخيأ , من المنظور الانساني ؟ وان كان قد مر علي بلاد السودان , واهل بلاد السودان , كما تمر بقية ايام الاسبوع ؟
دعنا نرجع لعام 1884 , عندما اتفقت 14 دولة اروبية في مؤتمر برلين , في هرولتها تجاه افريقيا , علي تقسيم افريقيا , الي مناطق نفوذ ومستعمرات , في ما بينها ! واتفقت هذه الدول المستعمرة علي احترام الحدود بين الدول والمستعمرات الافريقية , واعتبارهذه الحدود كبقرة مقدسة !
بداية مشكلة الصومال كانت في مؤتمر برلين ! حيث تم تقسيم الشعب الصومالي الي 5 كيانات مختلفة !
كيان اصبح مستعمرة بريطانية , كيان اصبح مستعمرة ايطالية , كيان اصبح مستعمرة فرنسية , كيان تم ضمه الي كينيا المستعمرة البريطانية , والكيان الخامس تم ضمه لاثيوبيا الامبراطور !
كانت بلاد السودان من نصيب بريطانيا العظمي , التي لا تغيب عنها الشمس ! وكان الجنرال غوردون , يحكمها من الخرطوم ( التركية السابقة ) ! وكان الامام الاكبر , عليه السلام , قد بدأ جهاده الاكبر !
كانت بلاد السودان , وقتها , تضم جنوب السودان , في دولة واحدة , ومنذ العام 1821 !
لكن في يوم 26 يناير 1885 , حرر الامام المهدي , عليه السلام , بلاد السودان , بحدودها الحالية , بما في ذلك جنوب السودان !
وقتل الجنرال غوردون بحربة انصاري , علي سلالم القصر الجمهوري في الخرطوم !
في 10 يوليو من عام 1898 , وفي انتهاك صارخ لمعاهدة برلين , ارسلت فرنسا قوة عسكرية مكونة من 127 عنصرأ , بقيادة المقدم مارشاند , لاحتلال منطقة فاشودة في جنوب السودان ! ولكن الجنرال كتشنر الذي هزم لتوه الجيوش المهدية , تمكن من حلحلة , ما اصبح يعرف بحادثة فاشودة , دبلوماسيأ !
واستمرت بلاد السودان , بما في ذلك جنوب السودان , تحت الحكم الثنائي , وحسب مقررات مؤتمر برلين !
كانت حادثة فاشودة المرة الوحيدة التي حاولت دولة ما ( في هذه الحالة فرنسا ) المساس بالبقرة المقدسة ( الحدود بين الدول الافريقية المستعمرة , والمتفق عليها في مؤتمر برلين ) !
عندما كون القادة الافارقة منظمة الوحدة الافريقية ( اديس ابابا – 1963 ) , اتفقوا علي قلب رجل واحد , علي عدم المساس بالبقرة المقدسة ( الحدود بين الدول الافريقية ) ! وأعاد الاتحاد الافريقي ( 2002 ) تاكيد هذا المبدأ الرسالي !
في عام 1963 وما بعده , كسرت الدول الافريقية كل القيود الاستعمارية ! وابقت علي قيد واحد , وكانه سورة في الانجيل أو القران ... القيد الخاص بالحدود الدولية الموروثة عن الاستعمار !
سورة الحدود الدولية الموروثة عن الاستعمار , والتي لا يمكن تغييرها , أو المساس بها !
يعترف قادة الاتحاد الافريقي بوجود اكثر من 2000 اثنية مختلفة في دول الاتحاد ال 54 ... بعد قليل ! واكثر من دين داخل كل دولة من دول الاتحاد ! لذلك قرروا تلاوة سورة الحدود الدولية الموروثة عن الاستعمار ! ورفعها , كقميص عثمان , امام اي مجموعة اثنية افريقية تطالب بحق تقرير المصير , لاسباب تخص الهوية , او الدين , او الاثنية , او التقسيم العادل للسلطة والثروة !
سورة الحدود الدولية الموروثة عن الاستعمار لا يمكن المساس بها , حتي يلج الجمل في سم الخياط !
ولكن ولج الجمل السوداني في سم الخياط , يوم الاثنين الاسود 7 فبراير 2011 ! وقبله الجمل الارتري في عام 1992 !
في هذا السياق يمكن ان نذكر أن القيود الخاصة بالاسماء الاستعمارية للدول المحررة قد تكسرت الواحد تلو الاخر ! ساحل الذهب اصبحت غانا ! شمال روديسيا اصبحت زامبيا ! نياسالاند اصبحت ملاوي ! وهكذا ! كما يقول علي مازروعي في مقالة في جريدة القاردين البريطانية !
كوامي نكروما ومعه كل مناضلي الحرية الافارقة اعترضوا , في الخمسينيات , علي تقسيم الهند , في عام 1947 , علي اساس ديني ! باكستان الاسلامية والهند الهندوسية ! راوا في تقسيم الهند سابقة , ربما عصفت , لاحقأ , بقارتهم الجديدة !
تم اطلاق اسم فيروس البكستنة ( من باكستان ) علي تقسيم الهند , علي اساس ديني !
كان الكل , وقتها , يخاف من فيروس البكستنة , علي دول افريقيا الوليدة , خصوصأ نيجريأ ذات الشمال الاسلامي , والجنوب المسيحي ! وساحل العاج ذات الشمال الاسلامي , والجنوب المسيحي !
كانت بلاد السودان , وقتها , في مامن من فيروس البكستنة !
ويضحك القدر وتصير بلاد السودان البلد الوحيد في افريقيا الذي يقع ضحية لفيروس البكستنة ! ويتم تفتيته علي اساس ديني ... في يوم الاثنين الاسود 7 فبراير 2011 !
صحيح في عام 1992 انفصلت ارتريا عن اثيوبيا , بعد 30 سنة من الحروب الاهلية ( 1962 – 1992 ) ! ولكن ليست لاسباب دينية , كما الحال في السودان , وانما بسبب الهوية !
وبعد عام 1992 تحولت الحروب الاهلية داخل الدولة الواحدة , الي حرب بين دولتين ( مايو 1998 - يونيو 200 ) , بالطائرات والدبابات والمدافع الثقيلة ! وتضاعفت اعداد الضحايا والخسائر , الاف المرات ! وكل ذلك بسبب ارض جبلية ( بادمي ) , ليس فيها لا حرث ولا نسل !
بلاد السودان مرشحة من الجميع للاصابة بفيروس ( بادمي ) الارتري – الاثيوبي ! اسم الفيروس سوف يكون ابيي , في حالة دولتي السودان ! وبعكس بادمي , فان ابيي تفور بالحرث والنسل , وبالبترول , والاسؤأ ... بالقبائل المتشاكسة ذات المصالح المتعارضة !
قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار ؟
خلال الفترة 1967- 1970 , وفي حرب اهلية مدمرة , فشلت بيافرا في الانفصال عن نيجيريا ! ولكن ليست لاسباب دينية , كما الحال في السودان ! وأنما بسبب خلافات حول توزيع الثروة ( بترول بيافرا ) !
نشبت الحرب الاهلية في رواندا بين الهوتو والتوتسي بسب خلافات حول الهوية , وليست لاسباب دينية كما في حال السودان !
السودان البلد الثاني في التاريخ الانساني ( بعد الهند ) الذي تم تفتيته لاسباب دينية بحتة !
ثم ماذا بعد الاستيلاد الدستوري لدولة جنوب السودان في يوم السبت 9 يوليو 2011 !
الشر كل الشر ... أو كما تنبأ دينس بلير , رئيس جهاز الاستخبارات الوطني الامريكي ( ميزانية سنوية مقدارها 60 مليار دولار ) ! الذي تنبأ بحدوث ابادات جماعية في دولة جنوب السودان الجديدة لاسباب اثنية , وبسبب الهوية , كما كان الحال في رواندا بين قبيلتي الهوتو والتوتسي !
في هذا السياق , نذكر بفشل جهاز الاستخبارات الوطني الامريكي في التنبؤ بثورة تونس وبثورة مصر ... وبرهن انه جهاز فشنك !
الشر كل الشر ... أو كما تنبأ الاستاذ علي مزروعي , استاذ العلوم السياسية والمفكر التنزاني المعروف ! الذي تنبأ بتكرار تجربة بيافرا النيجرية في دولة جنوب السودان الجديدة , وحدوث حروب اهلية بين القبائل الاستوائية الصغيرة , وضد قبيلة الدينكا المهيمنة !
الشر كل الشر ... أو كما تنبأ فكي قبة حمد النيل !
تنبأ فكي قبة حمد النيل بالاتي :
+ حدوث حرب بين دولة شمال السودان ودولة جنوب السودان الجديدة حول منطقة ابيي , والمناطق الحدودية الاخري المتنازع عليها , في تكرار للموديل الاريتري – الاثيوبي !
+ استنساخ تجربة جنوب السودان في جنوب دولة شمال السودان الجديدة ... في جنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق ! ولاحقأ في دارفور !
+ حروب اهلية بين قبائل دولة جنوب السودان , بعد زوال العدو المشترك ... المندوكورو !
اليوم خمر ... وغد أمر !
خاتمة :
عقد الرئيس البشير مجلس حرب ( جبل اولياء - مساء السبت 29 يناير 2011 ) , جمع قادة الصف الاول في المؤتمر الوطني !
اخبرهم الرئيس البشير بطلب الرئيس اوباما بأن يعلن الرئيس البشير , علي روؤس الاشهاد , قبول حكومة السودان بنتيجة عملية الاستفتاء , وانفصال الجنوب , وتكوين دولة جنوب السودان , دستوريا , يوم السبت 9 يوليو 2011 ! تماما كما ارغم الرئيس ريغان الرئيس ياسر عرفات بالاعتراف بدولة اسرائيل , في مؤتمر صحفي عالمي !
وبعد مداولات استمرت حتي الساعات الاولي من الصباح , اتفق المجتمعون علي 9 قرارات مصيرية كالاتي :
اولا:
أعقاء الاخونجي مدير جامعة الخرطوم , بسبب خلاف حول قطعة ارض !
ثانيأ :
قبول شرطي مولانا الميرغني للمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة , وهما :
عدم تعيين السيد الامام كرئيس وزراء , وطرد فتحي شيلا من المؤتمر الوطني !
في هذا السياق , نذكر ان الاستاذ حاتم السر سال البروفسير ابراهيم احمد عمر , في مكة , عن الضمانات لعدم طرد وزراء مولانا الميرغني , من الوزارة , لاي سبب تافه , كما تم طرد الاخونجي مدير جامعة الخرطوم !
رد البروفسير :
ده براه , وده براه ؟
ثالثأ :
عدم الرد علي وثيقة الاجندة الوطنية , وتجاهلها تماما , لاذلال قوي الاجماع الوطني , التي تمثل مجتمعة , اقل من 10% من النمل , كما أظهرت انتخابات ابريل 2010 !
رابعأ :
سياسة الحكومة مع قوي الاجماع الوطني سوف تكون :
( أضرب المربوط يخاف السايب ) !
مع التركيز علي اعاقة الدكتورة مريم المهدي اعاقة دائمة ( حادث حركة ) , والتعامل معها علي اساس سهر الجدادة ولا نومها بتكرار عمليات اختطافها , واعتقالها تعسفيا ! كونها ام الكلام لحزب الامة , ومنضمة قوي الاجماع الوطني !
خامسأ :
الاستغناء عن خدمات بعض احزاب الانابيب ( الدقيرية والمسارية ) في الجمهورية الثانية ! كون هذه الاحزاب الفكة قد برهنت انها لا تعدو ان تكون جمل اعتراضية لا محل لها من الاعراب , تحاكي ستات الشاي علي الرصيف السياسي السوداني ! بل لا تعدو ان تكون نباتات طفيلية متسلقة علي جدران دور المؤتمر الوطني ! وفي كل الاحوال قد انتهت صلاحيتها بانتهاء الجمهورية الاولي !
سادسأ :
جبر خاطر امير قطر , وان يبلع الرئيس البشير قسمه المغلظ , كالعادة , ويسمح لوفد الحكومة المصغر بالرجوع الي الدوحة , وترقيص دكتور السيسي ودكتور خليل رقصة الافاعي !
سابعأ :
تذكير الجنرال كولين باول , مبعوث اوباما الجديد للسودان , بان تعمل ادارة اوباما علي اقناع بريطانيا بالموافقة علي تجميد امر قبض الرئيس البشير ! بعد موافقة امريكا وفرنسا ولكلكة بريطانيا ! خصوصا والرئيس البشير قد وافق علي ضياع الجنوب , الذي يحتوي علي اكثر من 60% من اراضي السودان الصالحة للزراعة , واكثر من 80% من الاحتياطي والانتاج البترولي !
ثامنأ :
تذكير الجنرال كولين باول بان دولة شمال السودان سوف تكون عاجزة , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 وانفصال جنوب السودان , عن توفير ملياري دولار كل سنة لشراء الجازولين , ومليار ونصف مليار دولار , كل سنة , لشراء القمح ! والطلب من الجنرال ان يقنع ادارة اوباما بدعم دولة شمال السودان , سلعيأ , كما تدعم مصر !
ولا مانع من قبول الدعم تحت بند الاغاثات , كما الحال حاليأ في دارفور !
تاسعأ :
تذكير الجنرال كولين باول بان تمد ادارة اوباما دولة شمال السودان بخبراء في الانترنيت لكي يساعدوا في تخذيل محاولات جيل الانترنيت من الشباب السوداني في القيام بمؤامرات كما حدث في تونس ومصر !
عاشرأ :
والاهم وبيت القصيد ان تستمر ادارة اوباما في عمل اضان الحامل طرشة عندما تبدأ قوات الامن في دولة شمال السودان في القمع الاستباقي الذئبي لمظاهرات واحتجاجات جيل الانترنيت من الشباب السوداني !
أصر المجتمعون علي ان يرجع اوباما الاسانسير للرئيس البشير , مقابل تفريطه في الجنوب !
اعلاه وصايا الانقاذ العشرة المصيرية للرئيس البشير خلال الجمهورية الثانية !
وكفي بنا حاسبين !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.