الخرطوم (رويترز) - قال مسؤولون ان جماعة غاضبة قتلت ثلاثة تجار في مدينة أبيي التي تشهد اضطرابا في السودان مما يشير الى تصاعد التوتر في هذه البلدة التي يتنازعها شمال البلاد وجنوبه وهما على شفا الانفصال. وتجمع الحشد بعدما حاول جندي الدخول سيرا على الاقدام الى السوق الرئيسية في أبيي ومعه مسدس يوم السبت. وقال دينق أروب كول الزعيم الاداري للمنطقة لرويترز ان الجندي أطلق النار في الهواء بعدما أبعدته الشرطة. وأضاف أن شبانا من قبيلة الدينكا نجوق المرتبطة بالجنوب انقلبوا على التجار الشماليين. وتابع أن تاجرين ضربا وثالثا تعرض لاطلاق نار. وقال "كانت هناك فوضى. حينما سمع الناس دوي اطلاق نار شعر الجميع أن شيئا خطيرا يحدث. فهاجمت مجموعة غاضبة التجار. انه شيء نابع من حالة غضب عام من الموقف." وكانت أبيي ساحة معركة خلال الحرب الاهلية التي استمرت عقودا بين شمال السودان وجنوبه وانتهت باتفاق سلام شامل عام 2005. وكفل اتفاق السلام اجراء استفتاءين أحدهما بشأن ما اذا كان الجنوبيون سينفصلون والاخر ما اذا كان أهالي أبيي يريدون الانضمام الى الشمال أو الجنوب. وصوتت الاغلبية العظمى من الجنوبيين لصالح الاستقلال في الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي. ومن المقرر أن ينفصل الجنوب في التاسع من يوليو تموز. ولم يتم اجراء استفتاء أبيي الذي كان يفترض أن يجرى في اليوم ذاته بعد نشوب صراعات مريرة منها الصراع بين دينكا نجوق وقبائل المسيرية البدوية المرتبطة بالشمال عمن يحق له التصويت. وتعهد زعماء الشمال والجنوب بوضع تسوية سياسية للامر. واشتبك جنود من الجانبين في أبيي منذ ابرام اتفاق السلام. ويقول كثير من المحللين ان أبيي هي أكثر الاماكن المرجح تجدد الصراع بها. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة قويدر زروق ان أكثر من 300 مدني أغلبهم من المسيرية لجأوا الى مجمع ايواء تابع للامم المتحدة في أبيي خلال اليومين الماضيين. وقال كول ان معظمهم غادروا المجمع بحلول يوم الاثنين وعادوا للتعامل في السوق.