الخرطوم 12 أكتوبر 2011 - شهدت مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم امس احتجاجات عارمة فى اعقاب مواجهة الاف المواطنين شحاً فى وسائل النقل العام ما اضطرهم للسير راجلين الى مناطق سكنهم والتى تقع غالبها فى اطراف العاصمة. صورة لمظاهرة أمس بوسط الخرطوم نقلاُ عن صفحة الفايس بوك الخاصة بمجموعة شباب لأجل التغيير وقطع مئات المواطنون مسافات طويلة وهم يهتفون بشعارات مناوئة للحكومة واخرى تطالب بتوفير المواصلات ،بينما اغلق متظاهرون الجسور الرئيسية الرابطة بين الخرطوم وامدرمان لساعات طويلة ، واضطرت قوات مكافحة الشغب للتدخل بعدما انتشر افرادها بكثافة فى مداخل الطرق المؤدية الى قلب المدن الثلاث بالعاصمة وبحسب شهود عيان هاتفتهم "سودان تربيون" امس فان طلاب من جامعة السودان القريبة من المواقف الرئيسية للنقل العام بدأو التجمع خارج اسوار الكليات وتوجهوا صوب جسر (الانقاذ) المؤدى الى مدينة امدرمان وهم يهتفون ضد الحكومة واحرقوا على الجسر سيارة مما تسبب فى اغلاق الجسر لساعات قبل ان يحاولوا احراق محطة كهرباء "ابوسعد" لكن قوات الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من تنفيذ العملية. واكد الشهود ان المحتجين الغاضبين شرعوا فى تهشيم زجاجات السيارات ، بامدرمان بينما كان ذات المشهد يتكرر فى شارع "الغابة" بالخرطوم حيث سار المئات من الناس بالاقدام فى طريقهم الى مناطق سكنهم جنوب العاصمة بعد انسحاب مفاجئ لكل وسائل المواصلات تظاهرات بالخرطوم ضد الغلاء وأزمة المرور تظاهر المئات بالعاصمة السودانية الخرطوم مساء امس الثلاثاء ضد ارتفاع أسعار الغذاء وللمطالبة بتحسين وسائل النقل العام بحسب ما نقلته وكالة رويترز نقلا عن شهود عيان. وقال الشهود إن الاحتجاجات جرت في المحطة الرئيسية لحافلات النقل وسيارات الأجرة بالخرطوم للمطالبة بتحسين وسائل النقل العام، وانضم إليهم طلاب جامعيون للاحتجاج على تضخم أسعار الغذاء. وبحسب أحد الشهود فقد ردد الطلاب هتافات من بينها "لا لارتفاع الأسعار والخبز، الخبز للفقراء"، مضيفا أن الشرطة وصلت إلى موقع الاحتجاج لكنها لم تتدخل. وذكر شاهد آخر أن مظاهرة أخرى جرت في محطة للحافلات في أم درمان، مشيرا إلى أن المحتجين عبروا بعد ذلك جسرا على نهر النيل يربط أم درمانبالخرطوم وبدؤوا في رشق السيارات الخاصة ومركبات الشرطة بالحجارة. بيان للشرطة وقالت الشرطة في بيان إن مجموعة من المواطنين رشقوا سيارات تعبر الجسر بالحجارة مضيفة أنها منعت وقوع "أعمال تخريب". وتضرر كثير من السودانيين بصورة كبيرة بسبب التضخم الذي بلغ 20.7% في سبتمبر/أيلول نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء بينما هبط سعر صرف الجنيه السوداني في السوق السوداء في الأسابيع الماضية. وردت الحكومة بحزمة من الإجراءات تشمل إعفاء واردات السلع الغذائية الأساسية من الرسوم الجمركية بصورة مؤقتة لكن خبراء اقتصاديين يشكون في أن التضخم سيتراجع كثيرا مع فقد السودان معظم احتياطياتها النفطية بعد استقلال جنوب السودان وهو ما أدى إلى انخفاض تدفق العملات الأجنبية اللازمة لسداد قيمة الواردات. ويعتمد الاقتصاد السوداني على صادرات النفط وعلى الذهب في نطاق محدود وتسعى الحكومة لتنويع مصادر الاقتصاد لكن التقدم يسير ببطء وهو ما يلقي خبراء باللوم فيه على عقوبات تجارية تفرضها الولاياتالمتحدة وسوء التخطيط. وفي السياق أصيب 10 اشخاص في حادث مروري بجسر الإنقاذ إثر اصطدام حافلتي ركاب داخل الجسر، 8 منهم في حالة خطرة تم نقلهم على إثرها إلى مستشفى السلاح الطبي بأمدرمان لتلقي العلاج. وأدى الحادث لعرقلة الحركة أمام المركبات القادمة من وإلى الخرطوم لما يقارب الساعة، وكانت الحافلتان تسيران في اتجاه معاكس حيث خرجت الحافلة القادمة من أمدرمان عن مسارها واخترقت المسار الآخر لجهة أن السائق فقد السيطرة على العربة بسبب عطل في الفرامل.