السبت 22 اكتوبر 2011 وصل التيجاني سيسي رئيس حركة التحرير والعدالة ( صناعة الدوحة ) الى عاصمتنا المكلومة الخرطوم قادما اليها من قطر حيث تم اقامة حفل وداع له ومجموعته مساء الاربعاء 12 اكتوبر 2011 بفندق شيراتون الدوحة بحضور مستشار المشير الهارب مصطفى عثمان اسماعيل و اعضاء رابطة دارفور في دولة تحملت العبء الاكبر من تكاليف مسار ما يعرف بوثيقة سلام دارفور والتي يكاد معظم المراقبين يجمعون على انها لن تجلب سلاما لهذا الاقليم الملتهب الذي لا يزال انسانه الكريم يعيش مشردا في العديد من اصقاع العالم وحتى داخل تخوم السودان ودول الجوار بعد ان تم حرق قراه وقصفه سكانه بطائرات الانتينوف الروسية وقتل مئات الالاف منهم منذ بروز ازمة دارفور الى حيز الوجود العام 2003 وانداحت كأكبر ازمة انسانية يشهدها القرن الحالي وطافت تجوب بقاع العالم بحثا عن حل لا اعتقد انه بمقدور جماعة تم صناعتها في فنادق الدوحة ان تأتي به مهما تعالى صوت هذه الجماعة وتظاهروا بانهم هم من بيدهم مفتاح انهاء الازمة والذر العجيب لجلب السلام لأهلنا في دارفور.. ذلك السلام الذي حصل على تأشيرة خروج بلاعودة من بلد ظل يتعايش مع ازمات يخلقها ويسعى لحلها لدى العالم الخارجي !!. تكرارا لسيناريو مناوي صاحب اتفاقية ابوجا الهالكة دخل التيجاني سيسي ( كرزاي السودان الحديث !!) بيت الطاعة الانقاذي وهو يتقلد منصبا فصله له المؤتمر الوطني على قدر مقاسه تماما وهو يدرك ان الرجل ماهو الا غطاءا لفشل ذريع لحزب انفرد بالبلد لأكثرمن عشرين عاما لا يزال يتخبط في متاهات الحصول على شرعية مفقودة اضاعها بسياساته الهوجاء ودبلوماسيته الرعناء الغبية التي تتداخل في شباكها المهترئة وظيفة المستشار بمهام الوزير ( دباب الدفاع الشعبي !!!) .. دبلوماسية ( الشحدة العالمية ) واراقة ماء الوجه والانكسار امام شيوخ الخليج وامرائها ممن انعم الله عليهم بنعمة المال دون ان يمدهم برؤية تمكنهم من معرفة اين وكيف ولمن يمكنهم صرف تلك الاموال التي اعمتهم من حقيقة نظام معزول حتى في اوساط قطاعات واسعة من شعبه في الداخل ناهيك عن عزلة السنوات الدولية والاقليمية المديدة التي جعلته منكفئا على نفسه بصورة جعلته يعيش وهما مديدا بانه دائما مستهدف وانه يمثل الشعب السوداني بكافة شرائحة وفئاته مما يجعله دائم التحدث باسم الشعب والبلد دون ان يذكر يوما كيف انه وصل لسدة الحكم وكيف سار بالبلد للتجزئة والتفتيت حتى صار وطنين وقسم شعبه الى شعبين دون ان يرف له جفن او ترمش له عين !!! وهذا هو ديدنه منذ ان جاء منقلبا على شرعية اختارها شعب السودان وعاش يحلم بمستقبل تكبر في ظله تلك الشرعية وتنمو علها تصل به الى مراقي التقدم المنشود . ولكن يظل السؤال : هل سيكون مصير التيجاني سيسي بأفضل من رفيقه مناوي ؟؟ .. الاجابة لا تحتاج لكبير عناء او اجتهاد فان زعيما تصنعه الفنادق لن يكون بمقدوره صناعة سلام يحلم به الثكالى والأرامل من امهاتنا في دارفور ا لحبيبة والمشردون في بقاع الدنيا الهائمون في صقيع الصحارى وساكنو المخيمات !! وقريبا سيعيش سيسي الحقيقة بعيدا عن الاحلام ويصحو ذات يوم وهو يبحث عن طريق سلكه قبله رفيقه مناوي الذي سكن القصر الجمهوري ليجد نفسه ديكورا انيقا في مكتب مجاور للمشير الهارب .. ولكن سيظل الفرق بينه ومناوي هو انه لن يجد طريقا يستقبله ليقوده ( للمخارجة ) في زمان سدت فيه كافة الطرق شرقا وغربا .. شمالا وجنوبا .. ويومها لن يجد مايمكن ان يقوله لمن تحدث باسمهم وعاد حاملا الوهم لهم باسم السلام !!.