كشف الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس أن بلاده دعمت الثوار الليبيين بالاسلحة في قتالهم ضد نظام معمر القذافي لترد بذلك الصاع صاعين للنظام الليبي السابق الذي كان يدعم التمرد في اقليم دارفور. وقال البشير في كلمة القاها خلال احتفال جماهيري بمدينة (كسلا) الشرقية بمناسبة افتتاح الطريق القاري بين السودان واريتريا بحضور امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الاريتري اسياسي افورقي ان “دعم الشعب السوداني سواء كان الانساني او بالسلاح وصل الى كل الثوار الليبيين في مصراته والجبل الغربي والزاوية وكل مكان في ليبيا". وأعلن البشير انتهاء المشاكل والتوترات الامنية بين بلاده واريتريا الى الابد مؤكدا ان الحدود المشتركة بين البلدين اصبحت من الان حدودا لتبادل المنافع والخدمات قائلا “اننا بانشاء هذا الطريق الرابط بين بلدينا تكون الحدود بين السودان واريتريا قد ازيلت تماما حيث ستقام مناطق للتكامل وتبادل السلع". وحيا الرئيس السودانى جهود دولة قطر التي دعمت بلاده الان ومن قبل مشيرا الى ان الدوحة كانت اول عاصمة فتحت ابوابها له بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بزعم التطهير العرقي في دارفور فيما كانت اسمرا المحطة الثانية التي فتحت ابوابها له. وقال معلق استطلعته (حريات) إن خطاب البشير عكس قمة اللا أخلاقية فالبشير صمت طيلة الوقت عن أية إدانة مباشرة أو غير مباشرة لنظام القذافي حتى حينما كان ذلك النظام لا يخفي دعمه لمعارضي الإنقاذ، والغريبة أن صمته استمر طيلة هذه الفترة وحتى بعد انتصار الثورة الليبية، ولم يستطع أن ينبس ببنت شفة حتى ووري جسد القذافي التراب مما يعكس رعبا حقيقيا من القذافي كان أمامه نعامة وفلم يصر أسدا عليه إلا بعد موته! وعلى العكس من ذلك، كان البشير يلهث خلف القذافي، منذ البداية، فجعل البشير مؤتمر الحوار حول النظام السياسي عام 1990م مناسبة للقذافي ليأتي ويحاضر السودانيين حول نظرية العالمية الثالثة وأجازوا له نظام المؤتمرات الشعبية اقتباسا من التجربة الليبية وبناء عليها قامت تجربة اللجان الشعبية التي لا تزال تحكم عمل النظام على مستوى القواعد. وهناك شارع/ طريق مروري ضخم مسمى بالقذافي، بل أطلق النظام اسم القذافي على قاعة بجامعة الخرطوم في سابقة لم تحدث في تاريخ الجامعة واستهجنت على نطاق واسع، وأوعز للجامعة فأعطته الدكتوراة الفخرية. وظل البشير يجري خلف القذافي حتى كانت المهانة الكبيرة في منع البشير من حضور القمة الأوربية الأفريقية بأراضيها في أواخر نوفمبر الماضي استجابة للضغط الأوربي، والغريبة، يواصل المحلل، لم نر للإنقاذ مواقف أو نسمع لها ركزا في مقابل استفزازات ليبيا، وتابع: بعد أن تحول البشير لأسد فجأة، عليه أن يبدأ أولا بإزالة تاريخ التبعية المذل لليبيا، ويحل نظام اللجان الشعبية، ولكن الأهم من ذلك أن يحيد عن وسائل القذافي في الحكم الشمولي، كاستخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب وكسر المعارضين، وأن يفتح الباب لتحول ديمقراطي حقيقي، لكيلا تكون نهايته مؤسفة مثل نهاية القذافي. والحقيقة إن استبشار الإنقاذ بالثورات العربية باعتبار أن مبارك والقذافي كانوا عدويين يعكس إما قمة التضليل أو قمة الغفلة. إن طبيعة نظام الإنقاذ الماكرة لا تحتمل حتى في داخل صفوفها قيام علاقات على أساس التعاون، وستكون علاقتها بالآخرين والعلاقات داخلها دائما قائمة على المكر والتآمر والتماس القوة في تفتيت الآخر، بيد أن العداوة الحقيقية للإنقاذ هي في محيط ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، لأن مبارك والقذافي وكافة طواغيت المنطقة مهما دسوا على بعضهم فهم كانوا يعلمون أنهم الخيار الأفضل لبعضهم الآخر، وأن أي هبوب حرية تهب في المنطقة ليست في مصلحتهم. وقال المحلل: أنا أرجح أن ما يقوله الإنقاذيون ليس غفلة بل للتضليل، فالإنقاذ تدرك ذلك ولكنها تغطي عليه بالبروباقاندا والتضليل الإعلامي، والدلائل على ارتعاد فرائص الإنقاذ من الربيع العربي لا تعد ولا تحصى. وقال المعلق، إن خطاب البشير بكسلا غير موفق كذلك لأنه يرسل رسالة سالبة للديكتاتور الجار أسياس أفورقي الذي يعلن الآن تحسن العلاقات معه، فالعلاقة بينهما اكتنفتها المشاكل على نحو مشابه لما حدث مع ليبيا، وفي كل مرة يتم الاتفاق بينهما، ثم يمد كل منهما يده لمعارضة الآخر من تحت الطاولة. وما قاله البشير حول القذافي يرسل رسالة واضحة لأسياس ألا أمان في اٌلإنقاذ مهما أبدت من كلام معسول.