الخرطوم (رويترز) - قال متمردون في اقليم دارفور السوداني وفي ولايتين مضطربتين في الجنوب يوم السبت انهم شكلوا تحالفا يستهدف اسقاط حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير مما يثير المخاوف من اندلاع المزيد من العنف في المناطق المضطربة. واتهم السودان جنوب السودان الذي انفصل ليصبح دولة مستقلة في يوليو تموز بالمساعدة في اقامة هذا التحالف ودعا ذلك بأنه عمل من أعمال العدوان. ويقول محللون ان هذه الخطوة تشير الى محاولات لتحقيق تنسيق عسكري اوثق بين الجماعات المتمردة المتعددة التي بقيت في السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو تموز وفقا لاتفاقية السلام الموقعة عام 2005 مع الخرطوم. ويقاتل الجيش السوداني حركات تمرد منفصلة في اقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق على الحدود مع جنوب السودان. وادى العنف على الحدود المشتركة الى توتر العلاقات بين السودان وجنوب السودان. واتهمت الاممالمتحدة السودان هذا الاسبوع بقصف مخيم للاجئين في جنوب السودان وهو اتهام نفته الخرطوم. وتتبادل الخرطوموجوبا الاتهامات بدعم المتمردين على جانبي الحدود. وقالت الجماعتان المتمردتان الرئيسيتان في دارفور -وهما حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان- والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال انهم شكلوا تحالفا سياسيا وعسكريا. وقالت الجماعات المتمردة في بيان مشترك ارسلته الى رويترز يوم السبت ان تحالفها يتركز على اسقاط نظام حزب المؤتمر الحاكم في السودان بكل الطرق الممكنة واستبداله بنظام ديمقراطي. وقال البيان ان الجماعات الثلاث ستشكل لجنة عسكرية مشتركة لتنسيق العمل العسكري ضد الخرطوم لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل. واتهمت اجهزة الامن السودانية جنوب السودان بمساعدة التحالف عن طريق سماحها للمتمردين بالاجتماع في الدولة الجديدة للاعداد لاعلانهم. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية في موقعه على الانترنت نقلا عن مسؤول امني قوله "احتضان حكومة الجنوب لما يسمى بالجبهة الثورية السودانية لهو مؤشر واضح على العداء من قبل دولة الجنوب تجاه السودان." ويقول محللون ان هذه الخطوة قد لا تعني اي تهديد عسكري عاجل للبشير لكنها تبدد الامال في احتمال التوصل الى حل سياسي ينهي التمرد في دارفور وفي ولايات الجنوب الحدودية. واندلع القتال بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان في يونيو حزيران وامتد الى ولاية النيل الازرق المجاورة في سبتمبر ايلول. ويعيش في الولايتين سكان انحازوا خلال سنوات الحرب الاهلية الى الجنوب في حربه ضد الخرطوم وهم يشكون الان من التهميش. وتتهم الخرطومجوبا بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وهي جماعة كانت الجناح الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان قبل انفصال الجنوب. وتدور في دارفور رحى تمرد منفصل منذ عام 2003 وهو يضم ايضا جماعات تقول انها تتعرض للتهميش من النخبة السياسية في السودان. ووقعت الخرطوم اتفاق سلام مع جماعة متمردة صغيرة في دارفور يوم الخميس لكن حركة العدل والمساواة وجماعات اخرى اكبر رفضت التوقيع.