صحار (سلطنة عمان) (رويترز) - أغلق محتجون عمانيون يطالبون بتوفير وظائف وباصلاحات سياسية الطرق المؤدية الى ميناء تصدير رئيسي في شمال البلاد فيما نهب متجر قريب يوم الاثنين مع امتداد الاحتجاجات للعاصمة. وقال طبيب ان ستة لقوا حتفهم في اشتباكات يوم الاحد بين الشرطة ومحتجين يرشقونها بالحجارة في بلدة صحار الصناعية الا ان وزير الصحة اعلن مقتل شخص واحد واصابة 20 . وسد مئات من المحتجين الطرق المؤدية للمنطقة الصناعية التي يوجد بها ميناء ومصفاة ومصنع الومنيوم. وقالت متحدثة باسم ميناء صحار ان صادرات المنتجات النفطية من الميناء التي تصل عادة الى 160 ألف برميل يوميا لم تتأثر. وقال محتج من خلال مكبر صوت قرب الميناء "نريد ان نرى عائد ثروتنا النفطية يوزع بشكل متساو على السكان. نريد خفض عدد العاملين الاجانب في عمان لاتاحة مزيد من الوظائف للعمانيين." وامتدت الاحتجاجات السلمية أيضا لمدن اخرى وتظاهر المئات خارج مجمع للحكومة في مسقط وفي مكان اخر في العاصمة. وتمثل الاضطرابات في ميناء صحار الشمالي وهو مركز صناعي رئيسي في عمان انفجارا نادرا لحالة السخط في السلطنة التي يسودها الهدوء عادة وتأتي في اعقاب موجة من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في انحاء العالم العربي. ووعد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي يحاول تهدئة التوترات يوم الاحد بخلق وظائف جديدة واعطاء اعانة بطالة ودراسة توسيع سلطة مجلس البرلمان. وبينما أغلق مئات المتظاهرين الطرق القريبة من الميناء احتج مئات اخرون في ميدان رئيسي لابداء غضبهم بعدما فتحت الشرطة النار يوم الاحد على محتجين يطالبون باصلاحات سياسية ووظائف وتحسين الاجور. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع عندما تجمع نحو 200 محتج قرب مقر الشرطة بالبلدة. وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان. وكتبت عبارة على تمثال تقول "الشعب جائع". بينما كتب في رسالة أخرى "لا لقمع الشعب". وقال على المزروعي وهو عاطل يبلغ من العمر 30 عاما "لا توجد وظائف ولا حرية راي. الناس متعبون ويريدون مالا. يريد الناس وضع حد للفساد." وفي صحار نهب متجر رئيسي اضرم فيه محتجون النار يوم الاحد كما اقتحموا مركز شرطة رئيسيا واشعلوا فيه النار واضرموا النار في مبنيين حكوميين. وحملت امراة صناديق بيض ومسحوق الحليب وعصير البرتقال والجبن تبدو عليها اثار الحريق من المتجر ودفع اخرون عربات محملة بمواد غذائية خارج المتجر في ظل غياب قوات الامن. وقال يوسف (28 عاما) وهو عاطل عن العمل وهو يغادر المتجر حاملا عشر زجاجات عصير "لا يوجد امن. اريد ان اعيش. هذا طبيعي." وتم نشر قوات في أنحاء البلدة لكنها لم تتدخل لتفريق المحتجين الذين دفعوا أربع عربات تابعة للجيش تراقب المكان بالقرب من الميناء. وحتى الان اقتصرت مطالب المحتجين على اصلاحات سياسية وتوفير وظائف وتحسين الاجور وانهاء الفساد ولم تصل لحد الدعوة لتغيير النظام. وأدت الاضطرابات الى تراجع بورصة الاسهم الرئيسية في سلطنة عمان 4.9 في المئة الى أدنى مستوى في سبعة أشهر في أكبر انخفاض في أكثر من عامين. واجرى السلطان قابوس تعديلا وزاريا يوم السبت بعد اسبوع من احتجاج محدود في العاصمة مسقط كان المؤشر الاول لوصول حالة السخط في العالم العربي الى عمان. ويتمتع السلطان قابوس بسلطات مطلقة والاحزاب سياسية محظورة في السلطنة. وتعهدت الحكومة- تحت ضغط الاستجابة لاحتجاجات صحار- يوم الاحد بتوفير 50 الف فرصة عمل اضافية في الحكومة وتقديم منحة بطالة 390 دولارا لكل باحث عن عمل. وعززت دول خليجية عربية اصلاحات لاسترضاء مواطنيها في أعقاب الانتفاضات الشعبية التي أطاحت برئيسي تونس ومصر وتهدد الزعيم الليبي معمر القذافي. وسلطنة عمان دولة مصدرة للنفط لكنها ليست عضوا باوبك وتضخ 850 ألف برميل نفط يوميا وتربطها علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن. ويعين السلطان قابوس الحكومة وأنشأ مجلس شورى منتخبا يتألف من 84 عضوا. ويطالب محتجون بمنح سلطات تشريعية للمجلس. وامر السلطان قابوس يوم الاحد لجنة وزارية بدراسة زيادة سلطات المجلس. من جيسون بنام وصالح الشيباني